هل نستطيع تعجيل ظهور الامام المهدي (عليه السلام)؟
بسمه تعالى
هل نستطيع تعجيل ظهور الامام المهدي (عليه السلام)؟
روى الشيخ الكليني (رضوان الله تعالى عليه) بسنده عن سدير الصيرفي قال (دخلت على أبي عبدالله (عليه السلام) فقلت له: والله ما يسعك القعود[1]، فقال: ولمَ يا سدير؟ قلت: لكثرة مواليك وشيعتك وأنصارك والله لو كان لأمير المؤمنين (عليه السلام) ما لك من الشيعة والأنصار والموالي ما طمع فيه تيم ولا عدي، فقال: يا سدير وكم عسى أن يكونوا؟ قلت: مائة ألف، قال: مائة ألف؟ قلت: نعم، ومائتي ألف، قال: مائتي ألف؟ قلت: نعم ونصف الدنيا، قال: فسكت عني) ... (ونظر إلى غلام يرعى جداء فقال: والله يا سدير لو كان لي شيعة بعدد هذه الجداء ما وسعني القعود، ونزلنا وصلينا فلما فرغنا من الصلاة عطفت على الجداء فعددتها فإذا هي سبعة عشر)[2]
إذن حين يجد الامام المعصوم أنصاراً بالعدد الكافي لإقامة دين الله تعالى في الأرض فأنه لايتوانى عن أداء تكليفه الشرعي استجابة لقوله تعالى (أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ) (الشورى:13) وتلزمه الحجة بذلك، وهو ما صرّح به أمير المؤمنين (عليه السلام) في خطبته المعروفة بالشقشقية (لولا حضور الحاضر وقيام الحجة بوجود الناصر، وما أخذ الله على العلماء أن لا يقاروا على كظة ظالم ولا سغب مظلوم لألقيت حبلها على غاربها)[3].
والامام المهدي (ارواحنا له الفداء) ينتظر الإذن من الله تبارك وتعالى بإظهار أمره والسعي لإقامة الحق والعدل وينتظر تحقّق النصرة من الشيعة والموالين وبمقدار تحقيقنا لهذا الشرط نكون قد ساهمنا في تعجيل الظهور المبارك لذا أمرنا بالإعلان عن هذه النصرة بين يدي المعصومين وتكررت فقرة (ونصرتي لكم مُعدًّة) في زيارات وادعية عديدة[4].
لكن علينا ان نلتفت إلى ان النصرة لا تعني حمل السلاح والمبادرة للقتال فهذا أمر قد أصبح متاحاً حتى للأطفال في ارجاء العالم، وقد يكون وبالاً على الأمة حينما لا يكون منضبطاً بقوانين الشرع والعقل وتحوّل بعض المسلحين إلى جماعات قتل وخطف وابتزاز وضغط لتحصيل مكاسب دنيوية.
وإنما تعني النصرة: الطاعة والاتباع المطلق والتسليم لما يريده الله تبارك وتعالى، فيملك نفسه عند الغضب وعند الشهوة ولا تغريه المطامع ولا يفقد اتزانه في البلايا والصعوبات ويتصرف بحكمة ويجعل الله تعالى نصب عينيه، هذه النصرة والمعونة التي حددّها أمير المؤمنين (عليه السلام) بقوله (ولكن اعينوني بورع واجتهاد وعِفّةٍ وسداد).
[1] - لاحظوا كيف يجعل هذا الشخص نفسه قيِّماً على أفعال الامام المعصوم ويعيّن له تكليفه متى يتحرك ومتى يسكن، وأمثال هذا كثيرون.
[2] - الكافي / باب في قلة عدد المؤمنين / ح 4
[3] - نهج البلاغة / ج 1 / ص 31 / الخطبة 3
[4] - مثلاً في زيارة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) (مفاتيح الجنان: 561 طبع العتبة الحسينية) وزيارة الأربعين: 774 وفي دعاء العهد: 879 وفي زيارة الجامعة الكبيرة: 89 و زيارة آل ياسين.