الإمام الحسين والعراق

| |عدد القراءات : 1207
  • Post on Facebook
  • Share on WhatsApp
  • Share on Telegram
  • Twitter
  • Tumblr
  • Share on Pinterest
  • Share on Instagram
  • pdf
  • نسخة للطباعة
  • save

الإمام الحسين والعراق[1]

لواءُ يعقوبَ في الآفاقِ خَفّاقُ

 

لا يَعتَريه مدى الآبادِ إخفاقُ

لهُ على الأرضِ منهُ أنجمٌ زَهَرت

 

على الأنامِ كما للشمسِ إشراقُ

محمدٌ[2] شيخُهُم في كلِّ مَكرمةٍ
 

 

فِكرٌ وفِقهٌ وآدابٌ وأخلاقُ

وبعدهُ نجلُهُ موسى إذا إنقَطَعَت
 

 

أسبابُ عِزِّ الورى للوصلِ سَبّاقُ

وما عسى نُخبَةُ الأطيابِ أن يَلِدوا

 

إلاّ الأطايبَ من بالفضلِ دَفّاقُ

وإنما البطُّ عوامٌ بفِطرتِهِ
 

 

كوالديهِ وأنَّ الخيرَ أعراقُ

جَرَتْ خِصالُهُمُ من بعدهم فَسَقَت

 

أبناءهُم بعَدَهُم والناسُ أذواقُ

أما رأيتَ علياً في بشاشتِهِ
 

 

كأنَّهُ لذوي الأدواءِ ترياقُ

مَضى فَخلَّفَ نارَ البينِ واريةً

 

لها بأكبادِ أهلِ العلمِ إحراقُ

عِشنا نُكابِدُها حيناً على مَضضٍ

 

كما يكابِدُ نار الهجرِ مُشتاقُ
 

لكنَّنا نتأسى بَعدَهُ بأخٍ
 

 

حَازَ الفضائِلَ فَرداً وهي أجواقُ

محمدٌ دُرَّةٌ في تاجِ حَوزَتِنا
 

 

فما على العلمِ و الحوزاتِ إشفاقُ

لكِنَّ بي قَلقاً يذوي الفؤاد لَهُ

 

ما هَزّني مِثلُهُ بالأمس إقلاقُ

أرى العراقّ شظايا بعدَ وَحدتِهِ

 

فهل الى وَحدةٍ ترنوهُ آماقُ

وهل تُرانا يأسِنا من نجائبِهِِ

 

يَلِدنَ من هوَ كُفؤٌ فيهِ إيثاقُ

ما بالُ ساسَتِنا طاشَت عُقولُهُمُ

 

أغرَّهمُ لَمَعُ الإبريزِ فإنساقُوا

إن طالَ فرعُهُمُ في دوحةٍ شَمَخَت
 

 

بهم علينا فنحنُ الجذرُ والساقُ

نحنُ الذينَ روينَا الأرضَ من دَمِنا

 

ولم نَزَل إذ يَبِسنا و هيَ إيراقُ

بالإمسِ كانوا حَثالاتٍ  هُنا و هُنا

 

مُستضعفينَ ويا للهِ ما لاقوا

كُنّا نَعُدُّهُمُ الأملاكَ قد نَزَلت

 

من السماءِ علينا فهي أَوداقُ

واليومَ ساَورَنا الأِحباطُ ثانيةً

 

وقَال بعضُ الذي آخاهُ إملاقُ

ما هكذا الظّنُ يا أبناء جِلدَتِنا
 

 

وألفُ يا أسفا فالعيشُ نَزّاقُ

عارٌ عليكم فأنتم لَعَنةٌ وَقَعَت

 

على العراقِ وهذا الحَيفُ مِصداقُ

جَعلتُمُ الناسَ يَستَهوُونَ ظالِمَهُم

 

ويَعطِفون عليهِ وهو مِزهاقُ

أمثلُ صدامَ من تُرجى الحُقوقُ بهِِ

 

وهل لهُ في مجالِ الحقِ إحقاقُ

لكنَّها صرخَةٌََ المغدورِ في غَدِهِِ

 

حتى تُوَهَّمَ أنَّ الأمسَ إيناقُ

يا بائعي وطني في سوق ساَدَتِهم
 

 

بخسً فلا رَبِحَت في البيعِ أسواقُ

هَلاّ رَحلتُم فما أبقيتُمُ ذِمَماً

 

فَجلُّكم يا بني السُراقِ سُراقُ

لو أنَّ في يَدِيَ التغييرَ بل بِيدي

 

أنا العراقُ الذي تحويهِ أحداقُ

أحداقُ دِجلةَ مسكوبُ الفراتِ بِهِ

 

مِزاجهُ زمزمُ النهَرين رَقراقُ

أنا أبو الشهداءِ الغُرِّ تعرفني
 

 

في كُلِّ صَقعٍ مِنَ الأصقاعِ عُشاقُ

أنا الحُسينُ وإن رُضَّت أضالِعُهُ

 

وحُزَّ منهُ ومِن أهليهِ أعناقُ

لكنَّهُ جَذوةٌ الأحرارِ قُدَوتهُم
 

 

وهم على إثرِهِ والكلُّ تَوّاقُ

وإنما طَلَبُ الإصلاحِ غَايَتُهُ

 

وكُلُّ حُرٍّ الى الإِصلاحِ ذَوّاقُ

فلتَحذَروا صَولتي او تُصلحوا وَطَني
 

 

فطالما عاثَ بالأوطانِ فُساقُ

مَن للأرامِلِ والأيتامِ يَكفَلُها

 

فالعَيشُ عِندَهُمُ ذُلٌ وإرهاقُ

والثاكلاتِ اللَواتي ذُبنَ من جَزَعٍ
 

 

ولَيسَ في شَجَرِ الأعمارِ أوراقُ

تَلتاعُ بالكَبِدِ الحَرّى على وَلَدٍ

 

كالبَدرِ عاجَلَهُ خَسّفٌ وإمحاقُ

جادَت بِهِ وهو روحٌ في جوانِحِها

 

وليسَ كالجودِ بالأرواحِ إنفاقُ

غَذَّت بَنيها بِحُبِّ اللهِ فأِنطلقوا
 

 

تَحدُوا بِهمِ لفداءِ الأرضِ أشواقُ

فالحشدُ أبنائُها إن أومَأت زَأَرُوا

 

فلِلنَعام بِساحِ الحَربِ أذراقُ

سَما العراقُ بها مِن بَعدِ نكسَتِهِ

 

فالأُسدُ حَولَ حمِى النَهرينِ أطواَقُ

هي المَلاذُ ولولاها لما بَقِيَت

 

لَكم بِبَغدادَ والخَضراءِ أرزاقُ

فالتُنصِفوها وهذا ليسَ دَيَدنكُم

 

أو فإشكروها فَبَعضُ الشُكرِ إرفاقُ

لَعَلَّها أَلهَمتني اليومَ قافِيةً

 

فيها لِمن يَطلُبِ التعليلَ إطراقُ

إليك والِدَ إبراهيمَ مَعذِرَةً

 

إن شَطَّ قولي وإلاّ فَهو أَنساقُ

فإنما أنا في حَلباتِكُم قَزَمٌ

 

في الشِعرِ لكِنَّ مَن غَذّاهُ عِملاقُ

 

 

 

 

 

 

 

 



[1]- قصيدة للأديب الكربلائي الحاج حسن الكعبي تفضّل بإنشادها يوم 20 /ع1/1438 الموافق 20/12/2016 وعرضت من قناة النعيم الفضائية

[2] - اعلام أسرة سماحة المرجع اليعقوبي (دام ظله) وهم جد أبيه الخطيب والاديب الشيخ يعقوب، وجده الشيخ محمد علي شيخ الخطباء و أبوه الشيخ موسى صاحب مجلة الايمان النجفية وأخوه الشيخ علي (رحمهم الله جميعاً)