إتحاد المسلمين مظهر لشكر النعمة
بسمه تعالى
إتحاد المسلمين مظهر لشكر النعمة[1]
تحدثنا في كلمة سابقة عن وصف النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) في كلام لأمير المؤمنين (عليه السلام) بأنه نعمة مكفورة و ذكرنا عدة أشكال لكفران هذه النعمة و عدم شكرها و اليوم نضيف اليها شكلاً اخر، فمن النعم التي تحققت بالنبي ( صلى الله عليه وآله وسلم) و رسالته المباركة إتحاد الامة وتآلفها ونبذ ما يفرّقها قال تعالى (وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُواْ وَاذْكُرُواْ نِعْمَتَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانا) (آل عمران:103) فقوله تعالى (أَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ) اي برسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم) كما تفسرّه الروايات الشريفة فبه ( صلى الله عليه وآله وسلم) ولدت أمة جديدة متماسكة قوية بعد أن كانوا أشتاتاً ممزقين تنخر فيهم العداوات و الحروب الطاحنة و العصبيات الجاهلية (إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاء) .
فالعمل على جمع المسلمين ولمّ شملهم و إيجاد الألفة بينهم شكر لهذه النعمة الكريمة وامتثال للأمر الالهي المذكور في الآية السابقة، وكل عمل ينطلق من عصبيات الجاهلية متحزبة فئوية أو شخصية يحاول صاحبه اجتثاث الاخر واستئصاله ويؤدي الى التفريق بين المسلمين وتمزيق وحدتهم ويجعلهم أحزابا وجماعات وتيارات وعصابات كفر بهذه النعمة المباركة، وكل نعمة تتحقق للإنسان او المجتمع ثم يفرّط فيها و يهملها يكون ذلك كفراً بتلك النعمة، وقد ورد مثل ذلك في تعلم الرماية عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) (من تعلم الرمي ثم نسيه فهي نعمة جحدها)[2]
وهذه الفكرة تحتاج الى بيان مفصّل لأهميتها والتركيز عليها .
[1] - خاطرة ذكرها سماحة المرجع اليعقوبي ( دام ظله) خلال درسه في البحث الخارج يوم 17/ع1/1438 الموافق 17/12/2016
[2] - الدر المنثور:3/192 في تفسير قوله تعالى (وأعدوا لهم) (الانفال:60)