العلاقة التكاملية والمسؤولية التضامنية بين الشعب ومؤسسات الدولة ضمانة الأمن والأزدهار

| |عدد القراءات : 1196
  • Post on Facebook
  • Share on WhatsApp
  • Share on Telegram
  • Twitter
  • Tumblr
  • Share on Pinterest
  • Share on Instagram
  • pdf
  • نسخة للطباعة
  • save

بسمه تعالى 

العلاقة التكاملية والمسؤولية التضامنية بين الشعب ومؤسسات الدولة ضمانة الأمن والأزدهار

 

استقبل سماحة المرجع الديني الشيخ محمد اليعقوبي (دام ظله) عددا من السادة المدراء العامين في وزارة التربية وممثل مكتب معالي الوزير بمكتبه([1]) في النجف الأشرف لتقديم الشكر لسماحته على المبادرة التي أطلقها الشهر الماضي لطبع واستنساخ الكتب المدرسية التي عجزت وزارة التربية عن توفيرها للطلبة وتوفيرها مجانا للطلبة .. واستمع سماحته إلى شرح مفصًل قدمه رئيس الوفد عن الخطوات التي قامت بها الوزارة للارتقاء بالمستوى العلمي والتربوي للطلبة.

وأكد سماحة المرجع اليعقوبي خلال اللقاء على ضرورة ان تكون العلاقة بين الشعب ومؤسسات الدولة تكاملية والمسؤولية التضامنية مبنية على الشفافية والثقة والمصداقية والشعور بالمسؤولية والإنصاف فإن هذه المؤسسات هي ملك الشعب وتعمل في خدمته وتوفير الحياة الكريمة له، لكنها قد تعجز عن أداء تمام وظائفها لقصور أو تقصير وحينئذ ينبغي للشعب الواعي ان يهبّ لملئ الفراغ ولا يقف مكتوف الأيدي منتظراً قيام الدولة بذلك لأنه هو الخاسر في النهاية.

وضرب سماحته لذلك مثلا ما يحصل سنوياً في زيارة الأربعين الى الإمام الحسين (عليه السلام) فان الحكومات تعجز عن توفير الطعام والمسكن لملايين من الزوار يقطعون آلاف الكيلومترات مشياً على الأقدام، فلذا كان ما يقوم به المؤمنون الموالون من إنشاء المواكب على طول الطريق وتقديم الطعام والشراب وتوفير المنام وسائر الخدمات الأخرى ضرورياً لإدامة هذه الشعيرة المقدسة.

والمثال الأخر مساندة الحشد الشعبي المبارك للقوات المسلحة في دحر الإرهاب وحفظ المقدسات ودوره في حماية مؤسسات الدولة والأموال العامة والأمن العام، وهكذا ينبغي إن يكون الشعب حاضراً في كل ساحات الاعمار والإصلاح والتنمية فاذا وجد عجزاً في الخدمات البلدية واعمار المصالح العامة تطوع جمع للقيام بها، وهكذا، من باب التكامل بين الشعب والدولة في تحقيق الرقي والازدهار، على أن لا يعطي مبرراً لتقصير بعض المسؤولين في الحكومة او بعض حالات الفساد المالي والإداري.

وفي هذا السياق تأتي المبادرة بطبع الكتب المدرسية وتوزيعها مجاناً التي استجاب لها الغيارى الوطنيون من أبناء العراق، فتحولت الى تظاهرة وطنية واسعة توشحت باسم الإمام الحسين (عليه السلام) وأطلق عليها (الحسين بسمة تلميذ) لتزامنها مع الزيارة الأربعينية والتوجيه بصرف المبالغ الفائضة عن  خدمة الزوار  على طبع الكتب حيث تم توزيع عشرات آلاف الكتب في مختلف المحافظات وشملت جميع الوطن بلا تمييز بين القوميات أو الطوائف أو الأديان أو الانتماءات الأخرى، وتوجد مساعي لترميم وتكملة بناء العديد من المدارس وتصليح أثاثها او تجهيزها بلوازم الدراسة.

ووجه سماحته اللوم الى السياسيين الذين يملؤون شاشات التلفزيون بالتسقيط والاتهامات وتصفية الحسابات الشخصية والحزبية مما يخلق فجوة كبيرة بين الشعب والمسؤولين، بدل النقد البنّاء وإجراء التحقيقات المهنية الموضوعية في القضايا المشارة ليتميز المحُسن من المُسيء والخبيث من الطيب.

وأوصى سماحته باستشارة أهل الخبرة والاختصاص فإن (من شاور الرجال شاركهم في عقولهم) وتمحيص الآراء قبل اتخاذ القرارات لارتباطها بمستقبل أبنائنا وإقامة منظومة معرفية وتربوية سليمة.

وفي نهاية اللقاء قدّم الوفد لسماحة المرجع درعاً تكريمياً باسم الوزارة.

 



[1] ) الأحد 11 ربيع1 1438 المصادف 11-12-2016.