الجميع بانتظار بشرى تحرير الموصل
بسمه تعالى
الجميع بانتظار بشرى تحرير الموصل([1])
تشير تصريحات المسؤولين ودلائل الواقع الميداني واكتمال الاستعدادات بإذن الله تعالى الى قرب انطلاق عملية تحرير الموصل أم الربيعين الضاربة في الأصالة والحضارة في اعماق التاريخ، المنجبة للمبدعين في العلوم والفنون المختلفة، من أغلال الأسر وانقاذها من خاطفيها الإرهابيين والتكفيرين وعملاء الأجانب، وسيكون هذا التحرير بإذن الله تعالى ونصره وتثبيته مسك ختام الانتصارات المؤزرة للقوات المسلحة المقتدرة الظافرة، التي نتوقع منها أسمى صور الشجاعة والإقدام والاخلاص والثبات والحكمة وضبط النفس والمهنية والوطنية والشعور بالمسؤولية ونظافة الوسيلة وسمو الغاية .
وندعو شعبنا الكريم الى رفع أيدي الضراعة والدعاء لله تبارك وتعالى أن ينزل نصره وتأييده وتسديده على القوات المشاركة والمساندة وأن يربط على قلوبهم ويثبت أقدامهم {وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ رَمَى} [الأنفال: 17].
إننا نتابع بقلق ما يثيره تجار السياسة وأمراء الحروب من الداخل والخارج من استفزاز واحتقان وتحريك العصبيات القومية والطائفية لإيقاع الفتنة بين أبناء ومكونات المحافظة الذين سادهم التآخي والتواصل، لذا ندعو المخلصين والمضحّين الى فضح هذه المحاولات وتحذير الأمة منهم، وقطع الطريق عليهم.
ونهيب بقادة الحشد الشعبي المبارك البطل أن يعملوا ضمن حدود توجيهات القائد العام للقوات المسلحة فيقفوا حيث يأمرهم بالوقوف ويتحركوا حين يأمرهم بالحركة ليحبطوا الفتنة في مهدها ويفشلوا مساعي خلق الخوف والقلق من عملية التحرير وتصويرها وكأنها عملية انتقامية.
ونؤكد على أن يحرص الجميع على تغليب المصلحة العليا للشعب والدولة على المصالح الشخصية والفئوية، فليس من المقبول تعقيد العملية وزيادة معوقاتها من أجل امجاد شخصية او دعاية انتخابية، ولا من النبل والشرف أن نعطِّل فك أسر أهلنا في الموصل حتى يتأكد هذا وذاك من نصيبه مما بعد التحرير، فنينوى محافظة عراقية وأهلها عراقيون وسيبقون هكذا.
لقد أثبتت عمليتا تحرير القيارة والشرقاط النظيفتان أنه يمكن تقليل الخسائر والجهود الى ما يقرب من العدم إذا أديرت العملية بحكمة وتوقفت التصريحات المثيرة للقلق وردود الأفعال الاستفزازية، حتى أن الأهالي لشدة اطمئنانهم وثقتهم العالية بالقوات النظامية لم يغادروا المدينة وتعاونوا مع القوات المحررّة وسهّلوا إنجاز مهمتها.
إن الجميع ينتظر بشرى تحرير الموصل وعودتها الى أهلها والى أحضان العراق، وقد أذن الله تعالى لعباده المظلومين المقهورين بالقتال ووعدهم النصر {أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ* الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلَّا أَنْ يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ } [الحج:39-40].
محمد اليعقوبي - النجف الاشرف
في الثاني من شهر المحرم 1438 الموافق 4-10-2016
[1] ) أعلن القائد العام للقوات المسلحة بدء عمليات تحرير الموصل من عدة محاور في الساعات الأولى من صباح الاثنين 15 محرم 1438 الموافق 17/10/2016 وقد أصدر سماحته (دام ظله) البيان بعد تلقيه اتصالاً هاتفياً من السيد رئيس الوزراء شرح فيه مفصلاً الاستعداد للعمليات ومعوقاتها.