آداب الطواف ومستحباته
(مسألة – 331) من آداب الطواف أن يطوف الطائف خاضعاً وخاشعاً ومقصّراً في خطواته حول البيت، مشغولاً بالذكر وقراءة القرآن والدعاء والصلاة على محمد وآله، تاركاً كل ألوان اللغو متوجهاً إلى الله تعالى في بيته العتيق.
ومنها: أن يستلم الحجر الأسود ويقبله في الابتداء والانتهاء وفي نهاية كل شوط شريطة أن لا يزاحم أحداً ويؤذيه.
ومنها: أن يدعو أثناء الطواف بهذا الدعاء: (اللّهمّ إنّي أسألُكَ باسمِكَ الذي يُمشَى بِهِ على طََلَلِ الماءِ كَما يُمشى بهِ على جَدَدِ الأرض، وأسألُكَ باسمِكَ الذي يهتَزُّ له عرشُكَ، وأسألُكَ باسمِكَ الذي تهتزُّ لهُ أقدامُ ملائِكتُكَ، وأسألُكَ باسمِكَ الذي دعاكَ به مُوسى من جانِبِ الطورِ الأيمَنِ فاستَجَبتَ لهُ وألقيتَ عليهِ محَبَّةً منْكَ وأسألُكَ باسمِكَ الذي غَفَرتَ بهِ لمحمَّدٍ ما تقدّم من ذنبهِ وما تأخَّرَ وأتمَمتَ نعمَتَكَ عليهِ، أن تفعل بي كذا وكذا) أو ما أحببت من الدعاء وكلما انتهيت إلى باب الكعبة فصلّ على النبي (صلى الله عليه وآله وسلم).
وتقول فيما بين الركن اليماني والحجر الأسود: (رَبَّنَا آتِنَا في الدُنيَا حَسَنَةً وَفي الآخِرةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَارِ).
وقل في الطواف: (اللهمَّ إنّي إليكَ فقيرٌ، وإني خائِفٌ مُستَجيرٌ فلا تُغيِّر جِسمِي، ولا تُبَدِّل اسمِي).
ثم إن هناك آداباً وأدعية ترتبط بمواضع خاصة من الكعبة الشريفة، ينبغي للطائف مراعاتها عند الوصول إليها تباعاً في طوافه، وهي كما يلي:
تقدم أن الطواف يبدأ من النقطة المحاذية للحجر الأسود الواقع في ركن من أركان البيت العتيق، وهذا الركن في الجهة الشرقية، وحينما يبدأ الطائف طوافه منه واضعاً البيت الشريف على يساره يمر بعد خطوات قصيرة بباب البيت الشريف ثم يواصل سيره إلى أن يصل إلى الركن الآخر للبيت الشريف، ويسمى ذلك الركن بالركن العراقي، ويقع في الجهة الشمالية وفي هذا الجانب يوجد حجر إسماعيل وميزاب البيت المطل عليه، ثم يصل الطائف في طوافه إلى الركن الثالث، ويسمى ذلك الركن بالركن الشامي، ويقع في الجهة الغربية، ومنه يواصل سيره نحو الركن الرابع والأخير المسمى بالركن اليماني الواقع في الجهة الجنوبية، وقبل أن يصل إلى الركن اليماني بمسافة قصيرة موضع للبيت الشريف يسمى بالمستجار، وهو يكون في النقطة المقابلة لباب البيت، وإذا وصل الطائف إلى المستجار فقد وصل إلى مؤخر البيت، ويسير الطائف بعد ذلك شوطاً كاملاً من الطواف، وبعد معرفة هذه المواضع التي يمر بها الطائف في طوافه حول البيت العتيق في كل شوط تعين محال الأدعية والآداب، وإذا بدأ الطائف طوافه من المحاذي للحجر الأسود ووصل إلى باب البيت في كل شوط، صلى على محمد وآل محمد، وإذا بلغ حجر إسماعيل قبيل الميزاب يرفع رأسه ثم يقول: (اللهمَّ أدخِلنِي الجَنَّةَ بِرَحمَتِكَ، وأجِرنِي بِرَحمَتِكَ من النارِ، وعافِني مِنَ السُّقمِ، وأَوسِعْ عليَّ منَ الرِزقِ الحَلالِ، وادْرَأْ عَنِّي شَرَّ فَسَقَةِ الجِنِّ والإِنسِ، وشَرَّ فَسَقَةِ العَرَبِ والعَجَمِ).
وإذا جاز حجر إسماعيل ووصل إلى ظهر البيت قال: (يا ذَا المَنِّ والطَّولِ والجُودِ والكَرَمِ، إنَّ عَملِي ضَعِيفٌ فَضاعِفْهُ لِي وتَقَبَّلهُ منِّي إنَّك أنتَ السَّميعُ العَلِيمُ).
وإذا صار بحذاء الركن اليماني قام فرفع يده إلى السماء ثم يقول: (يا أللهُ، يا وليَّ العافِيَةِ، وخالِقَ العافِيَةِ، ورَازِقَ العافِيَةِ، والمُنعِمُ بالعافِيَةِ، والمَنَّانُ بالعافِيةِ، والمُتَفَضِّلُ بالعافِيَةِ عليَّ وعلى جَميعِ خَلقِكَ، يا رَحمَانَ الدُنيا والآخِرةِ ورَحيمَهُما، صلِّ على محمدٍ وآلِ محمدٍ وارزُقنا العافِيَةَ، ودوامَ العافِيَةِ، وشُكرَ العافِيَةِ في الدنيا والآخرةِ، بِرَحمَتِكَ يا أرحَمَ الراحِمينَ).
ويستحب للطائف استلام الأركان كلها في كل شوط، ويقول عند استلام الحجر الأسود: (أمانَتِي أدَّيتُها ومِيثاقِي تَعاهَدْتُهُ لِتَشْهّدَ لِي بالمُوافَاةِ).
فإذا فرغ من طوافه ذهب إلى مؤخّر الكعبة بحذاء المستجار دون الركن اليماني بقليل، وبسط يديه على البيت وألصقَ بدنه وخدّه به وقال: (اللهمَّ البيتُ بيتُكَ، والعبدُ عبدُكَ، وهذا مكانُ العائِذِ بِكَ من النَّارِ).
ثم أقرَّ لربّه بما عمله؛ ففي الرواية الصحيحة أنه ليس من عبدٍ مؤمنٍ يقرُّ لربه بذنوبه في هذا المكان إلا غفرَ اللهُ له إن شاء الله، ويقول: (اللهمَّ إنّ عَمَلِي ضَعِيفٌ فَضاعِفهُ لِي، واغفِر لِي ما اطّلَعتَ عليهِ منّي وخَفِيَ على خلْقِكَ).
ثم يستقبل الركن اليماني، والركن الذي فيه الحجر الأسود ويختم به ويقول: (اللهُمَّ قَنِّعنِي بِمَا رَزَقْتَنِي وَبَارِكْ لِي فِيمَا آتَيتَنِي).