العدالة الاجتماعية والانصاف لدى المرجعية الدينية

| |عدد القراءات : 12824
  • Post on Facebook
  • Share on WhatsApp
  • Share on Telegram
  • Twitter
  • Tumblr
  • Share on Pinterest
  • Share on Instagram
  • pdf
  • نسخة للطباعة
  • save

بسمه تعالى 

العدالة الاجتماعية والانصاف لدى المرجعية الدينية

سماحة المرجع الديني الشيخ محمد اليعقوبي (دام ظله) السلام عليكم

ذكر السيد الشهيد محمد صادق الصدر في أحدى خطبه من الجمعة متحدثاً عن مواصفات أو ما يجب أن يكون عليه المرجع أنه على المرجع أن يتجه للعدالة الاجتماعية و أن ينصف الناس من نفسه أي أن لا يكون أنانياً وقد شدد على أن الانانية هي مشكلة الحوزة الأصيلة فيها...وسؤالي هو :كيف يكون المرجع متجهاً للعدالة الاجتماعية؟ وكيف ينصف الناس من نفسه؟

سماحة المرجع لا نجد من يفهم فكره (قدس سره) غيرك ولن ينفعنا طرق باب سواك.

بسمه تعالى

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

تناولت هذه المعاني كثيراً في خطاباتي وملخص الفكرة ان المطلوب اهتمام المرجع الديني بقضاء حوائج الناس وردّ مظالمهم واسترجاع حقوقهم وصون كرامتهم وتحقيق السعادة والخير لهم في الدنيا والآخرة وعليه أن يقدّم المصلحة العامة على المصلحة الشخصية حتى تذوب الثانية في الأولى وأن يكرّس نفسه وجهده وعلمه وفكره لإعلاء كلمة الله تعالى ونشر الإسلام وتعاليم أهل البيت (عليهم السلام) والدفاع عن العقائد الحقّة وإنقاذ الناس من الضلال والانحراف، وقد أشرت الى وظائف المرجع الديني وصفاته النفسية في مقدمة الرسالة العملية (سبل السلام).

أما الانانية المرفوضة فهي أن يكون مهتماً بعناوينه الشخصية وتقديس ذاته وكيل المديح والألقاب الرنانة له فالمهم عنده حفظ شأنيته كما يعبرّون ولو كان على حساب هداية الامة وصلاحها كالسكوت عن الانحراف في المجتمع أو تشخيص السيئين من المتصدين أو غض النظر عن تطبيق بعض الأحكام الشرعية والفرائض المعطّلة كل ذلك مجاملة أو لتحقيق مصالح شخصية أو تقاعساً عن تحمل ضريبة القيام بهذه المسؤوليات ونحو ذلك، وقد جعلت الأحاديث الشريفة من أشق الاعمال على الناس إنصافهم من نفسك.

وقد أشار السيد الشهيد الصدر (قدس سره) في إحدى رسائله المنشورة بخطه الشريف في مقدمة كتاب (قناديل العارفين) الى هذه المعاني والحقائق: قال (قدس سره) (أنت تعلم إنني كنت ولا زلت اعتبرك أفضل طلابي وأطيبهم قلبا وأكثرهم إنصافا للحق بحيث لو دار الأمر في يوم من الأيام المستقبلية بين عدة مرشحين للمرجعية ما عَدوتك لكي تبقى المرجعية في أيدي منصفين وقاضين لحوائج الآخرين لا بأيدي أناس قساة وطالبين للدنيا)