التحدي الذي يواجه المبلّغين
التحدي الذي يواجه المبلّغين
بسمه تعالى
21/ ربيع الثاني /1431هـ الموافق 7 / 4 / 2010
استقبل المرجع الديني سماحة آية الله العظمى الشيخ محمد اليعقوبي (دام ظله) عدداً من المبلغين الأوروبيين في المانيا وبلجيكا وهولندا الذين جاءوا برفقة قافلة من زوار العتبات المقدسة في العراق.
وبعد تفقد سماحته لأحوال المؤمنين في بلاد الغرب واطلاعه على جملة من نشاطات العاملين في أوروبا لهداية الناس الى الاسلام والى مدرسة أهل البيت (عليهم السلام) وإقامة الشعائر الدينية : أثنى على جهودهم المباركة ودعا لهم بمزيد من الأعمال الصالحة التي تقرّبهم من الله تبارك وتعالى وينالون بها رضا إمام العصر (أرواحنا له الفداء)
وقال سماحته : إن التحدي الأبرز الذي كان يواجه أتباع أهل البيت (عليهم السلام) في القرون السالفة هو ظلم الطواغيت وبطشهم فقضى الكثير شهداء او في غياهب السجن او مشردين ومقهورين.
لكن هذا التحدي تراجع اليوم حيث تتمتعون بمساحة من حرية العمل والحركة وإقامة الشعائر , بقي التحدي الأكبر والمهمة الأشق وهي إبراز الصورة الناصعة للإسلام ولمدرسة أهل البيت بما تتضمنه من مبادئ سامية وتعاليم نبيلة وسلوك عفيف وقلب طاهر سليم ، لان العالم لا يعرف شيئاً عن الاسلام ومنهج أهل البيت (عليهم السلام) وإنما يعرفها من خلال من يمثلها ويتحدّث باسمها ، فمن أحسن في تصرفه وتمثّل تلك التعاليم الفاضلة في حياته وتعامل مع نفسه والآخرين وفق ما يريده أهل البيت (عليهم السلام) من شيعتهم فانه سيعكس بكل الصورة المشرقة ، ويؤتى كفلين من رحمة الله تعالى ومن أساء – والعياذ بالله – عوقب مرتين .
ولا يخفى ما للقضية الحسينية بما حملت من فصول المأساة والمواقف النبيلة والسمو الإنساني من تأثير في جذب الناس الى هذا الصراط المستقيم ، لأنها تثير الكثير من التساؤلات والتأملات عند من لا يعرف ، وهذه أول خطوة للوصول الى الحقيقة . ولا يقلّ تأثير القضية الفاطمية عنها في ذلك كلّه .
ولكي تكونوا دعاة الى الخير والى الصلاح لابد من تهذيب النفس ونوسع دائرة العلم والمعرفة وشحذ الهمة وإخلاص النية (وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ) إن كل من عندنا هو نعمة من الله تبارك وتعالى وفضل ورحمة (الْحَمْدُ لِلّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَـذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلا أَنْ هَدَانَا اللّهُ) فنسأل الله تعالى دوام النعم والاستقامة والهدى .