المرجع اليعقوبي : لا نسمح بتهميش ملف المقابر الجماعية
المرجع اليعقوبي : لا نسمح بتهميش ملف المقابر الجماعية
الأربعاء 1/12/2009
14/ذي الحجة/1430هـ
استقبل المرجع الديني سماحة آية الله العظمى المرجع الشيخ محمد اليعقوبي (دام ظله) في مكتبه الدكتور طالب الرماحي عضو لجنة المتابعة لتنفيذ توصيات المؤتمر الدولي الثاني للمقابر الجماعية في العراق.
وأطلع الدكتور الرماحي سماحة الشيخ اليعقوبي ما آل إليه الملف الإنساني الكبير ملف المقابر الجماعية ، والجهود التي تبذل من أجل إنقاذه من التهميش المتعمد ، وأبدى سماحته استغراباً كبيرا لعدم اهتمام الدولة بهذه الجريمة التي راح ضحيتها مئات الآلاف من الأبرياء الذين دفنوا ظلماً في جريمة تعد الأولى من نوعها في العصر الحديث.
وقال المرجع اليعقوبي: إن شعوب العالم تهتم بشهدائها والمضحين من أبنائها وتولي اهتماما كبيرا بذويهم، وهذا ما لم نلمسه في العراق مع مرور أكثر من ست سنوات على التغيير السياسي.
وطالب سماحة الشيخ اليعقوبي الحكومة العراقية ومنظمات المجتمع المدني التي تهتم بحقوق الإنسان بتضافر الجهود من أجل إنصاف الشهداء وذويهم، كما أوصى بضرورة دعم الحكومة لكل الجهود المخلصة والتي تعمل من أجل وضع هذا الملف على المسار الصحيح ومنها المساعدة على تنفيذ البنود والتوصيات المهمة التي اقرها المؤتمر الدولي الثاني للمقابر الجماعية والذي عقد في النجف في تشرين الثاني 2008. ومنها تشكيل لجنة للبحث عن المقابر الجماعية والسعي من أجل الحصول على اعتراف من البرلمان العراقي يعتبر ما حصل من مقابر جماعية في زمن النظام السابق هي تطهير عرقي وإبادة للجنس البشري.
كما أكد سماحته على اعتبار أي محاولة لتهميش هذا الملف الإنساني الخطير أو أي تغليب للمصالح السياسية على حسابه، جريمة أخرى ترتكب بحق شهدائنا الأبرار ضياع لحقوقهم وحقوق ذويهم. وأنها محاولة لطمس معالم هذه الجريمة ومنع العالم من التعرف عليها ، خدمة لمن ارتكبها.
وقد أبدى المرجع اليعقوبي دعمه الكامل ومباركته لكل الجهود التي من شأنها إخراج ملف جريمة المقابر الجماعية من دائرة التهميش، كما أوصى بضرورة الاهتمام بذوي الضحايا، وكما تفعله الشعوب الأخرى. وان إنصاف الشهداء والمضحّين والوفاء لهم وتكريم ذويهم وإبراز مظلوميتهم وفظاعة أفعال القتلة والمجرمين واجب إنساني قبل أن يكون واجبا شرعيا، وإن إثارة هذا الملف وإبقاءه حياَ يساهم في عدم عودة أنظمة البطش و الاستبداد مرة أخرى، لأنه يحفّز همم الشعب للعمل بكل ما أوتي لمنع تسلّق مثل هؤلاء المتوحشين المولغين في دماء الأبرياء الزكية إلى السلطة تحت أي عنوان أو ذريعة وهذا ما يكسب هذه القضية أهمية إضافية.