قصيدة حشد الله
"حشد الله" ([1])
نثرتَ عدوَّ اللهِ في سوحها نثرا |
|
فكنت لهذا العصر آيته الكبرى |
دَهمتَ قلاع الجبت في عقر داره |
|
فصيرتَها لما عصفت بها قبرا |
لويتَ أكفّ الموت حتى تركته |
|
كسيراً يسيل الدمع من مقلة عبرى |
ورامت جنود الموت تحمي عرينه |
|
فآليتَ أن تهمي على رأسها جمرا |
وما كنت ترجو أن تعيش بذي الدنا |
|
ولكن طلبت الخلد في عالم الأخرى |
فما كان غيرُ الصبر جسراً فرمتَه |
|
وروَّضتَ نفساً أن تكون له جسرا |
(تمر بك الابطال كلمى هزيمة) |
|
وانت تصلي الشفع تُردفُه الوَترا |
فيا أيها الكرار في كل صولة |
|
تقحمْ قلاع الهول كي تُفرِح الزهرا |
فكل الذي يحيا يذوق منية |
|
ولكنَّ أسمى الناس من ذاقها حرّا |
فما نفع أن تبغي سماءً وسيعة |
|
إذا لم تكن تسمو بساحاتها صقراً |
ثري من اصطاد الكنوز بسعيه |
|
ولكنّ من بالنفس جاد هو الأثرى |
(فتىً مات بين الطعن والضرب ميتة) |
|
تجاوز فيها فرط همته النصرا |
إذا المرء لم يركب على صهوة الردى |
|
فليس له حق بان ينشد الظفرا |
فما انصاع مجد للغفاة على الأسى |
|
ولا ذلّ خصم للذي يقتفي العذرا |
وما تركع الاهوال إلا لمغرمِ |
|
إذا نفسهُ كلت يصيح بها صبرا |
وما تشمَخ الأوطان إلا بمدنَف |
|
أبى أن يرى غير الجهاد له وكرا |
وحقك هذا الحشد حشدُ محمد |
|
فمن صال قد ألفى بصولته بدرا |
فيا ليل ان العشق ولّه خافقي |
|
ولابد للولهان أن يدرك الفجرا |
(سيذكرني قومي إذا جدّ جِدهم) |
|
بأني بجوف الليل استنزل البدرا |
فما حيلةُ المهيوب إن ديس بيتُه |
|
سوى ان يحيل الخير في نفسه شرّا |
وشتان بين اليحتسي الزهد والتقى |
|
وبين الذي قد عاش محتسياً خمرا |
سمونا بساحات الصمود واننا |
|
لنا أنفس من عشق تربتها سكرى |
سنرغم رأس الشر أن ينحني لنا |
|
ولم نخشِ زيداً في القراع ولا عمرا |
مناقبنا بدر إذا عسعس الدجى |
|
وما فتئت تلك النجوم لنا أُسرى |
نصاحب عضباً ما يزال مدللاً |
|
إذا فارق اليمنى حبونا له اليسرى |
فيا من على جهل دنوت حدودنا |
|
تمهل قليلاً فالحدود بنا ادرى |
نزاحم جيش المجد سعياً الى الذرى |
|
ونأخذ ما استعصى على غيرنا قهرا |
سكبنا بجرف الصخر أرواحنا فدىً |
|
فاصبح صخر الجرف من فعلنا نصرا |
وكان العراقيون أنّى تدافعت |
|
جيوش الظما طلّو ببيدائها قطرا |
أباةٌ كماةٌ أن تجحفل هائج |
|
عبرنا وذاك المدُّ نجعلهُ جزرا |
وكنّا إذا راغ الجبان من اللظى |
|
ضحكنا إباءً أن نصيب له ظهرا |
نَقِدُّ أكفَّ الريح إنْ مُسَّ ثوبنا |
|
ولكننا في الحشد من زهونا نعرى |
إذا لم نكن بالسيف نزجر خصمنا |
|
فأسيافنا في الخطب تزجرنا زجرا |
سرجنا ظهور الخطب في كل مهمٍ |
|
وطرّاً قضمنا ما تركنا بها شبرا |
فكاد غبار الحرب ان صال ضيغم |
|
يتيهُ على ذي الأرض من زهوه كبرا |
وكاد الوغى يشقى لزحف خيولنا |
|
وكاد الردى يجثو لأصغرنا ذعرا |
إذا ما شكت هونا سُعَيفةُ نخلة |
|
نفرنا خِفافاً من مرابضنا طرّا |
ورُحنا نكِدّ الخيل حتى إذا امتلا |
|
بفرساننا بَرٌّ سرجنا لها البحرا |
[1] ) قصيدة القاها الاديب عباس العجيلي (فرزدق الصدر) للإشادة ببطولات المتطوعين من الحشد الشعبي لحماية المقدسات والقضاء على الإرهاب وذلك في محضر سماحة المرجع الديني الشيخ محمد اليعقوبي (دام ظله) يوم 9 جمادى الاخرة 1437 الموافق 19/3/2016.