مشاعر توحّد الإنسانية
بسمه تعالى
مشاعر توحّد الإنسانية (1)
موقفان حصلا في الأيام الماضية أثبتا ان البشر جميعاً بغضّ النظر عن انتماءاتهم الدينية والعرقية والجغرافية والاجتماعية يشتركون بثروة ضخمة من الثقافة والاخلاق الانسانية النبيلة التي اودعتها فيهم الفطرة السليمة ( فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا ) (الروم/30) وإن كانت هذه النقاوة الأصيلة قد تتعرض بفعل عوامل ذاتية وخارجية للتغييب والتغيير.
احدهما: وضع لاعبي نادي ريال مدريد الاسباني شارات سوداء على ايديهم في مباراتهم التي تلت الهجوم الآثم على مقهى في مدينة بلد الخميس الماضي والذي قتل وجرح العشرات من الابرياء وعبارات الحزن باللغتين العربية والانكليزية التي كانت تعرضها الشاشة التلفزيونية ووقوف الجمهور وجميع اللاعبين دقيقة صمت حزناً وتعاطفاً مع ذوي الضحايا وكلمات الإدانة الشديدة.
ثانيهما: ما أُعلنَ عن تغيير الحكومة البريطانية مواعيد امتحانات آخر العام بسبب توافقها مع شهر رمضان الكريم مراعاةً لشعور الطلاب المسلمين واوضاعهم.
هذان الموقفان وقبلهما المبادرات الانسانية الكثيرة والمهمة لمساعدة ضحايا الكوارث والحروب والفقر والمرضِ، والاتفاقات العالمية للحفاظ على الطبيعة والمخلوقات وحماية حقوق الانسان تدعو العلماء والمفكرين والقادة من جميع الأمم الى بذل المزيد من الجهود لاستثارة هذه الكوامن الانسانية النبيلة التي توحدّهم على فعل الخير ومحبة الآخرين ورفض الظلم والعدوان والكراهية، وان هذه افضل السبل للتقريب بين الناس جميعاً وتحقيق العدالة الاجتماعية والسعادة والرفاه للبشرية.
[1] ) صدر بتأريخ الخميس 11 شعبان 1437 الموافق 19/5/2016.