قصيدة : نصائح لطلبة العلوم الدينية
نصائح لطلبة العلوم الدينية[1]
ليس التمايزُ بالأنساب والرتبِ |
|
بل بالذي نلت من علمٍ ومن أدبِ |
بلالُ عَبْدٌ ولكن كان ذا قدرٍ |
|
وكان حراً بلا قدرٍ أبو لهبِ |
وليس يرفعُ شأنًا في الورى لقبٌ |
|
بهلول أرفعهم شأنًا بلا لقبِ |
وإن علماً بلا تقوىً ولا ورعٍ |
|
مثلُ السراج الذي في المنزل الخَرِبِ |
ومن يرَ الناس أدنى منهُ منزلةً |
|
يعِش وضيعاً كموتورٍ بلا نسبِ |
ومن يجادل بلا رأيٍ ولاسندٍ |
|
كمن يقارعُ حدَّ السيف بالخشبِ |
والعيب تفتي بلا رشدٍ ومعرفةٍ |
|
وليس بالعيب تُستفتى ولم تُجبِ |
الا وإن رجال الدين بعضهمُ |
|
لا يستقيمُ له حالٌ بلا عُجُبِ |
ما هم سوى جُببٍ تمشي مُنخَّرةً |
|
إن تختبرهم فجرّدهم عن الجُببِ |
أولاءِ اكثرُ من يُخشى له ضررٌ |
|
على العقيدةِ من حمالة الحطبِ |
وحاجبُ العلم عمداً عند جاهلهِ |
|
أشدُّ ظلماً غداً من كانز الذهبِ |
ومن يضعْ علمه في غيرِ موضعهِ |
|
كزارعٍ شوكةً في المنبتِ الخصبِ |
ومن يُري الناس ديناً لا يدينُ بهِ |
|
شبيه حالهِ مولودٌ بغير أبِ |
ومن يهبْ ناكر المعروف مكرمةً |
|
يكن كمن بات لم يُكرم ولم يهبِ |
ولا تثق بحليمٍ قبل ان تكُ قد |
|
جرّبته وهو في حالٍ من الغضبِ |
واخفض جناحك للإخوان تحظ بهم |
|
فهم جناحاك في سلمٍ وفي عطَبِ |
ولا تُصَعِّر لهم خداً ولا مرحاً |
|
في الارض تمشي ولا تعبس لمقترب |
ونب أخاك على ما لم تُطقه فقد |
|
ضَل الذي لم يُطِقْ أمراً ولم يُنِبِ |
واختر لنفسك ما استيقنت صالحه |
|
وخلِّ ما قيل من رأيٍ ومن خطبِ |
ولا تلم مفسداً واسألهُ عن سبب الـ |
|
ـ إفساد منه فلا ذنبٌ بلا سببِ |
ومن يلِجْ أربعين العمر وهو على الـ |
|
ـذنب القديم فلم يُفلح ولم يتُبِ |
ولا يثبّطكَ من أرشدتهم فعصوا |
|
فأنت لست نبياً أو وصي نبي |
وشِبْ على الصبر واجهد أن تشيبَ بهِ |
|
فليس عذرٌ لمن يصبر ولم يشب |
وانظر لخاتمة الاشياء.. رب فتىً |
|
في الدهر يلهو ويلقى خيرَ منقلبِ |
وزِنْ صنيعك بالقرآن رب صنيـ |
|
ـعٍ مُتقَنٍ كان حذو اللهو واللعبِ |
واحذر بأن تعرضن شيئاً بلا طلبٍ |
|
فقيمةُ الشيء رهنُ العرض والطلبِ |
ولا تكن ذا خطابٍ واحدٍ لوضوح |
|
الفرق بين عموم الناس والنُخَبِ |
ولا تقدس سوى من كان ذا أثرٍ |
|
في الدين كي لا يُساوى الرأسُ بالذَنَبِ |
ولا تُخيفنْكَ أسماءٌ بها كتبٌ |
|
ضجّت وشِيدت لها دنياً من النُصُبِ |
خذ البعوضة في القرآن قد ذُكرت |
|
وذاك قرآننا من أعظمِ الكتبِ |
عروس الهدى[2]
تاريخ تأسيس جامعة الصدر الدينية عام 1417هـ
على منهجٍ قامت مُسَدّدةَ الفكرِ |
|
وعوّذها الرحمنُ بالفجرِ والعصرِ |
طَهورٌ أضاء المرجعانِ طريقها |
|
فها هي من طُهرٍ تسيرُ الى طهرِ |
هي الحرمُ الصدريُّ في كل ليلةٍ |
|
يعيشُ بها طلابُها ليلةَ القدرِ |
عروسُ الهدى قد جاء يخطبها التقى |
|
ولم تكُ غيرَ العلم تختارُ من مهر |
ستبقى الى عصر الظهورِ منيرةً |
|
وفي رحمها أنصارهُ صاحب الأمرِ |
فمُذ أُسّست لا زال (أرخت) دَأبُهَا |
|
تَسِيرُ بِرَكْبِ اللهِ جَامِعَةُ الصَّدْر |
(1+2 قصيدة القاها فضيلة الشيخ حسنين قفطان في الحفل الذي اقامته جامعة الصدر الدينية بمناسبة ذكرى تأسيسها يوم الاحد 24/ج2/1437 المصادف 3/4/2016