خطاب المرحلة: (444) دوافع الجهاد في الاسلام

| |عدد القراءات : 2101
  • Post on Facebook
  • Share on WhatsApp
  • Share on Telegram
  • Twitter
  • Tumblr
  • Share on Pinterest
  • Share on Instagram
  • pdf
  • نسخة للطباعة
  • save

بسمه تعالى 

دوافع الجهاد في الاسلام

سماحة المرجع الديني الشيخ محمد اليعقوبي..

جزيل الإحترام سلامُ من الله عليكم وبركة ونِعَم..

في البدء أريد أن أعرِّفكم بنفسي: أنا رجل دين عراقي مسيحي، من مدينة الموصل، والآن اقيم في فرنسا في مدينة باريس أدرس مادة علوم الأديان والتخصص الدقيق سيكون علم الحوار بين الأديان. والسنة القادمة ستكون الأخيرة كيما احصل على شهادة الماجستير.

رسالة الماجستير ستكون حول موضوع الجهاد في الإسلام والمسيحية.. وهو موضوع ، كما تعلمون حضرتكم شائك وغالباً ما قد فُهِمَ بشكل خاطئ بعيد عن سياقه الأصلي. مدير دراستي ركّز كثيراً أن أتناول الموضوع لا فقط من جانب الفقه السني وإنما من جانب الفقه الشيعي كذلك..

معظم مصادري هي من الكتب السنية ومصادر شيعية قيِّمة مثل.. بحار الأنوار، ميزان الحكمة، من لا يحضره الفقيه، الكافي، التهذيب.

 هل لديكم مصادر إضافية تنفعونني بها؟ وهل لديكم نصائح توجهونها اليَّ ليكون بحثي رصيناً؟ ولكم الشكر على ذلك انا اطلب من سماحتكم أن تدلوني على هل من فرق في مفهوم الجهاد بين الفقه السني والفقه الشيعي؟ ما هو هذا الفرق من وجهة نظركم؟

بسمه تعالى

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أهنئكم في هذا اليوم بعيد ميلاد سيدنا المسيح (×) رمز المحبة والتواضع والترفع عن الرذيلة والانحطاط والأنانية والانخداع بالشهوات والملذات .

وأهلاً بك أخاً وشريكاً لنا في محنتنا نحن العراقيين في الموصل وكل مدن العراق المظلوم الذي تكالبت عليه القوى الباغية والظالمة المستبدة والمتوحشة أعاننا الله تعالى وإياكم وجميع أهلنا وفرّج الله تعالى الهم والكرب عن الجميع .

الكتب لا تغنيك كثيراً في هذا البحث لأنها تحتاج الى قراءة جديدة وفق المعطيات المستحدثة على الارض وفي ظل التبدلات الحضارية وبعد أن شوهّت الجماعات الإرهابية هذا العنوان المقدس (الجهاد) والاسلام برئ من أفعالهم الوحشية.

ولو راجعت موسوعة الأحكام الشرعية التي جرت عادة الفقهاء على كتابتها ليستفيد منها اتباعهم وتعرف بالرسالة العملية وسميتها (سبل السلام) لوجدتها خالية من كتاب الجهاد لأنني اريد فرصة أطول لإعادة صياغة هذا البحث وفق رؤية معاصرة ناضجة وحكيمة بإذن الله تعالى.

وخلاصة ما استفدته من القرآن الكريم والأحاديث الشريفة عن المعصومين (^) انه لا يجوز قتال أحد من البشر ولا قتله إلا إذا كان مفسداً في الارض يهدّد حياة الناس والنظام الاجتماعي العام أو كان ممن يمنع الناس عن ممارسة عقائدهم وشعائرهم بحرية ويعمل على قمعهم وترك دينهم بالعنف.

قال تعالى (وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لاَ تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلّه) (الأنفال39) وقال تعالى (إِنَّمَا جَزَاء الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَاداً أَن يُقَتَّلُواْ أَوْ يُصَلَّبُواْ أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم مِّنْ خِلافٍ أَوْ يُنفَوْاْ مِنَ الأَرْضِ) (المائدة33) وهكذا كان القتال وانطلاق جيوش الاسلام ليس لتوسيع سلطات أو نفوذ أو كسب غنائم او لإكراه أحد على الدخول في الاسلام وإنما لدفع فتنة الطواغيت والمستكبرين الذين كانوا يقمعون شعوبهم ولا يعطوهم الحرية في الإصغاء لصوت الحق، فاذا اُزيلت هذه الحواجز (كما في عالم اليوم) فلا يحل القتال لأنه (لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ)( البقرة256) وكان أهل الديانات المتعددة موجودين في دولة الاسلام ولم يكرههم أحد على تغيير دينهم.

وإذا وردت نصوص دينية بقتال عناوين محدّدة كالمشركين وغيرهم فأنهم لم يلحظوا بعنوانهم الذاتي كمشركين وإنما بلحاظ أفعالهم إذا اعتدوا على أهل الاسلام وأكرهوهم على ترك ديانتهم وعلى أي حال فالكلام طويل وتعرضت له في الكثير من كتاباتي مع دعائي لكم بالتوفيق.

 

محمد اليعقوبي

 

 25/12/2014