خطاب المرحلة: (440) ليكن هدفكم بناء الانسان الصالح والدولة الكريمة
خطاب المرحلة: (440) ليكن هدفكم بناء الانسان الصالح والدولة الكريمة ([1])
الذي يتدبر في سيرة أهل البيت (^) وكيفية تعاطيهم مع السلطة والأحداث السياسية عموماً يجد أنهم ينظرون الى السلطة على أنها وسيلة وليست غاية كما يفهمها المتصارعون على الدنيا، وسيلة لإحقاق الحق وإزهاق الباطل وتحرير الإنسان وبسط العدل بين الناس، فإذا خلت السلطة من هذه الأغراض فلا قيمة لها وهي وبال على صاحبها.
وقد عُرِضت السلطة على الأئمة (^) مرات عديدة جاهزة على طبق من ذهب –كما يقال- خصوصا عند أسقاط الدولة الأموية في زمان الإمام الصادق (×) لكن الإمام كان يرد هذه العروض لأنها لم تكن صادقة في تحقيق هذه الأهداف النبيلة.
وفي ضوء هذه الحقيقة لا بد أن نقيّم كل الثورات والتغييرات الاجتماعية التي حصلت في الدول العربية والإسلامية، فنجاحها يكون بمقدار نجاحها في بناء الإنسان الصالح والمجتمع الصالح والدولة العادلة. وإن مواجهتنا للطواغيت والمستكبرين يجب أن تتحرى هذه الأهداف ابتداءً واستدامةً، أي من حين انطلاق العمل وحتى ما بعد تحقيق النصر وتسلـُّم مقاليد الامور، ومنع حصول أي إنحراف في الهدف وفي الوسيلة.
إن أسوأ ما ينتجه حكم الطواغيت والمتجبرين هو تحطيم الإنسان وسحق كرامته وتدمير القيم الصالحة في المجتمع، فالتغيير في السلطة لا بد ان تستهدف إعادة كرامة الإنسان وبناء المجتمع الصالح والحكم العادل، ليشعر الناس بالتغيير فعلاً وأن الظلم قد زال وحلّ العدلُ محلّه، أما مجرد تغيير الظالم والاتيان بآخر فلا قيمة له كما حصل عند مجيء العباسيين بدل الامويين.
أننا نتحدث بمرارة عن تجربة التغيير في العراق عام 2003 إذ لم تحقق تلك الأهداف المطلوبة ولم يعمل المتنفذون في السلطة على بناء الإنسان والمجتمع الصالحين بل بالعكس أشاعوا في المجتمع فساداً مستشرياً واستئثاراً وأنانيةً وصراعاً دموياً واحتراباً طائفياً وقومياً ومزقوا نسيج المجتمع وفرّقوا أبناءه ودمروا حضارته، ولولا لطف الله تبارك وتعالى وبركات وجود العلماء العاملين والشعائر الدينية المباركة وبقية من الأخلاق والضوابط الاجتماعية لانهارت بنية المجتمع تماماً وانمحت هويته.
واهم وسائل بناء الإنسان الصالح نشر المعارف القرآنية والعودة الى كتاب الله تعالى لأن القرآن متفق عليه ولا يمكن ردّه فهو الأساس والمنطلق وهو سيؤدي تلقائياً الى ضرورة اتباع أهل البيت (^) وبذلك نمنع من التشويش والصخب الذي يحاول به الخصوم التعتيم على نشر تعاليم أهل البيت (^)، ويتحقق هذا العمل من خلال المحاضرات والندوات والكتب والنشرات والمدارس القرآنية لقطع الطريق على من يريد تأويل القرآن على غير وجهه وخداع الناس بقراءته المنحرفة حتى استطاعوا تجنيد الكثيرين لممارسة الجريمة بأبشع صورها.
([1]) من حديث سماحة المرجع الشيخ اليعقوبي (دام ظله) مع جمع من القيادات الشابة لحركة انصار الله في اليمن بقيادة السيد عبد الملك الحوثي في مجالات الاعلام والثقافة والتبليغ الديني والعمل الانساني يوم الثلاثاء 23/صفر/1436 الموافق 16/12/2014