خطاب المرحلة: (408) (وَمَن يُطِعِ اللّهَ وَالرَّسُولَ فَأُوْلَـئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللّهُ عَلَيْهِم)
(1)(خطاب المرحلة: (408) (وَمَن يُطِعِ اللّهَ وَالرَّسُولَ فَأُوْلَـئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللّهُ عَلَيْهِم
(النساء/69)
في مناسبات المعصومين (سلام الله عليهم) ومجالسهم وعند زيارتهم تنتابنا عدة مشاعر منها الشوق إلى رؤيتهم ومصاحبتهم ومرافقتهم، ونكرّر الطلب يومياً في صلواتنا (اهدِنَــــا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ* صِرَاطَ الَّذِينَ أَنعَمتَ عَلَيهِمْ ) (الفاتحة/6-7) وعلى رأسهم النبي (’) والأئمة المعصومون (^) ونعبّر عن ذلك بما ورد في الزيارة ونكررها (يا ليتنا كنا معكم فنفوز فوزاً عظيما)، والمشهور في فهم العبارة تمني الكون معهم في زمانهم –كيوم الإمام الحسين (×) في كربلاء- ومشاركتهم مواقفهم ونصرتهم حتى نفوز ونسعد بذلك باعتبار أن (كان) فعل ماضي ناقص كما هو معلوم.
ولكن للعبارة فهم آخر بأن تكون (كان) تامة أو الشأنية التي لا تفيد الاقتصار على الزمن الماضي بل تشمل الحاضر والمستقبل مثل ما ورد في ذكر الأسماء الحسنى (وَكَانَ اللّهُ عَزِيزاً حَكِيماً) (النساء/158) و(وَكَانَ اللّهُ سَمِيعاً بَصِيراً) (النساء/134) أي أن الله تعالى متصف بهذه الصفات في كل الأحوال، فحينما ندعو الله تعالى (يا ليتنا كنّا معكم) أي نكون معكم دائماً.
وهذا الطلب لا يختص بنا نحن الذين حُرمنا من لقاء المعصومين (سلام الله عليهم) بل يشاركنا فيه حتى الذين فازوا وسعدوا بمرافقة النبي (’) وآله المعصومين ومصاحبتهم في زمانهم فيتمنون أن تستمر عليهم هذه النعمة في الآخرة ولا يفترقون عنهم (صلوات الله عليهم أجمعين) بسبب تباين الدرجات، وقد وردت روايات كثيرة في ذلك مذكورة في سبب نزول قوله تعالى (وَمَن يُطِعِ اللّهَ وَالرَّسُولَ فَأُوْلَـئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاء وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَـئِكَ رَفِيقاً * ذَلِكَ الْفَضْلُ مِنَ اللّهِ وَكَفَى بِاللّهِ عَلِيماً) (النساء:69-70) فقد روى الفريقان([2]) جاء رجل إلى النبي (’ ) فقال : (يا رسول الله إِنَّكَ لأَحَبّ إِلَيَّ مِنْ نَفْسِي وَإِنَّكَ لأَحَبّ إِلَيَّ مِنْ مِنْ وِلْدِي وَإِنِّي لأَكُون فِي البَيْتِ فَأَذْكُرَكَ فَمَا أَصْبِر حَتَّى آتِي فَأَنْظُرُ إِلَيْكَ، وَإِذَا ذَكَرْتُ مَوْتِي وَمَوْتكَ عَرَفْتُ أَنَّكَ إِذَا دَخَلْتَ الجَنَّةَ رُفِعْتَ مَعَ النَّبِيِّينَ، وَإِنِّي إِذَا دَخَلْتُ الجَنَّةَ خَشِيتُ أَنْ لا أَرَاكَ? فَلَمْ يَرُدّ عَلَيْهِ النَّبِيُّ (’) حَتَّى نَزَلَ جِبْرِيلُ (×) بِهَذِهِ الآيَةِ).
وفي رواية أن رجلا أتى النبي (’) فقال : يا رسول الله ! إني أحبك حتى إني أذكرك ، فلولا أني أجئ فأنظر أليك ظننت أن نفسي تخرج ، وأذكر أني إذا دخلت الجنة صرت دونك في المنزلة ، فيشقّ ذلك علىً وأحب أن أكون معك في الدرجة ، فلم يرد عليه رسول الله (’) شيئاً فأنزل الله عز وجل ( وَمَن يُطِعِ اللّهَ وَالرّسُولَ ) فدعاه رسول الله (’) فتلاها عليه .
وتذكر بعض الروايات أن السائل بكى وفي رواية أنه جاء إلى النبي (’) محزوناً فسأله النبي (’): مالي أراك محزوناً، وفي رواية أنه فتى مما يدل على حماسة ووعي وشدة إيمان هذا الشاب.
فالآية:
1- تطمئن القلوب الوالهة المشتاقة إلى رؤية رسول الله وآله الأطهار (صلوات الله عليهم أجمعين) وتبشرهم بإمكان ذلك إذا تحقق الشرط وهو العمل بطاعة الله تعالى.
2- تبيّن أن النعمة في الجنان لا تكتمل إلا بمرافقة هذه الفئات الكريمة فقد ذكرت هذه النعمة أو قل الثمرة لطاعة الله تعالى بعد عدة ثمرات في الآيات السابقة (وَلَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُواْ مَا يُوعَظُونَ بِهِ لَكَانَ خَيْراً لَّهُمْ وَأَشَدَّ تَثْبِيتاً{66} وَإِذاً لَّآتَيْنَاهُم مِّن لَّدُنَّـا أَجْراً عَظِيماً{67} وَلَهَدَيْنَاهُمْ صِرَاطاً مُّسْتَقِيماً{68}) (سورة النساء) ثم جاءت الآية محل البحث فالجنة الحقيقية ليست بالحور العين ولحم الطير والأنهار والقصور وإنّما بهذه المرافقة الكريمة.
3- إنّ هذه الآيات ترتبط ارتباطاً وثيقاً بما ندعو به يومياً في صلواتنا فنقول عشر مرات يومياً على الأقل (اهدِنَــــا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ * صِرَاطَ الَّذِينَ أَنعَمتَ عَلَيهِمْ) (الفاتحة/6-7) فإنها تدل على أن طاعة الله تعالى والأخذ بما يعظك به تحقق لك الهداية إلى الصراط المستقيم (وَلَهَدَيْنَاهُمْ صِرَاطاً مُّسْتَقِيماً) (النساء/68) وتبين من هم الذين أنعم الله عليهم وكيف تتحقق الأمنية بمرافقتهم ومصاحبتهم.
4- إنها تجيب عن السؤال الذي توجّه به الصحابة في الروايات المتقدمة وتحلّ هذه المشكلة وتدل على الوسيلة لتحقيق هذه الأمنية العظيمة، والوسيلة هي طاعة الله تبارك وتعالى، وقد دلّت على ذلك الروايات الشريفة، عن رسول الله (’) قال (إنه لا يدرك ما عند الله إلاّ بطاعته) ([3]) وعن أمير المؤمنين (×) قال (طاعة الله مفتاح كل سداد وصلاح كل فساد). ([4])
والملاحظ في الطاعة بحسب هذه الآية أمران:
أولهما: الاستمرارية والدوام والثبات وعلامته استعمال فعل المضارع (ومن يطع) وذلك بأن يتخذ طاعة الله تعالى ورسوله (’) منهجاً في حياته ودليلاً لسلوكه فلا يقدّم ولا يؤخّر إلا وفق ما يرضي الله ورسوله (’) فيكون الطابع العام لسلوكه ومواقفه طاعة الله تعالى، ولو زلّت قدمه بسبب الغفلة أو الجهل أو ضعف النفس تذكّر المطلوب منه وعاد إلى خطّ الطاعة، قال تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَواْ إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِّنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُواْ فَإِذَا هُم مُّبْصِرُونَ) (الأعراف/201).
ثانيهما: إطلاق لفظ الطاعة فلا تختص بنماذج محددة منها، وإن ذكرت الروايات بعض هذه الطاعات، عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ كَعْبٍ الأسلمي، قَالَ : كُنْتُ أَبِيتُ عند النبي (’) ، فَآتِيهِ بِوَضُوئِهِ وَحَاجَتِهِ ، فقال لي: سل. قلتُ: يا رسول الله (’) أسألك مرافقتك في الجنة، قال: أو غيرُ ذلك؟ قلتُ: هو ذاك، قال: فأعنّي على نفسك بكثرة السجود.
وفي رواية أخرى عن رسول الله (’) ذكر الطاعات الواجبة ثم قال (’) (ما لم يعق والديه).
إلاّ أنّ ذكر هذه الطاعات المهمة من باب المثال أو بما يناسب السائل وإلا فإن الشرط المذكور في الآية (وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ) (النور/52) مطلق، فلا تقتصر طاعة الله تعالى على العبادات المعروفة كالصلاة والصوم والطهارة والخمس ونحو ذلك وإن كانت منها وعلى رأسها، لكن هناك طاعات مهمة وثقيلة الميزان نغفل عنها أو نستثقلها كالإنصاف من نفسك وإن كان على خلاف هواك وكالسعي لقضاء حوائج الناس وإدخال السرور عليهم وأمثال ذلك، عن النبي (’) قال (ثلاث لا تطيقها هذه الأمة: المواساة للأخ في ماله، وإنصاف الناس من نفسه وذكر الله على كل حال) ([5]) فإن بهذه الأمور قوام الدين وصلاح الأمة، عن أمير المؤمنين (×) قال (نظام الدين خصلتان: إنصافك من نفسك ومواساة اخوانك). ([6]) أو مثل الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر التي وصفتها الأحاديث الشريفة بأنها سبيل الأنبياء ومنهاج الصلحاء وأسمى الفرائض وأشرفها.
أو مثلاً العفاف للرجل والمرأة والتنزه عن الأمور الدنيّة، عن الإمام الباقر (×) قال (ما عبد الله بشيء أفضل من عفّة بطن وفرج) ([7]) وغيرها من الطاعات العظيمة كالتفقه في الدين ونشره بين الناس ورعاية الأيتام والمعوزين وتزويج المؤمنين ونحو ذلك.
وقد بيّنت الآية الشريفة الفئات المترافقة وهم الأنبياء الذين يبلغون رسالات ربهم.
والصديقون الذين آمنوا بربهم وأطاعوه وأطاعوا رسله ظاهراً وباطناً وصدّقت أفعالهم أقوالهم.
والشهداء الذين حملوا الرسالة الإلهية ودعوا الناس إليها وسعوا لتطبيقها في حياة الأمة رغم العنت والمشقة حتى ضحّوا بأرواحهم واستشهدوا في سبيل الله تعالى، وكانوا شهداء على الأمة فأقاموا عليها الحجة البالغة.
والصالحون الذين بذلوا جهدهم في تطبيق التعاليم الإلهية في حياتهم وجعلوا الصلاح منهاجاً لحياتهم.
فالإنسان الذي يريد أن يكون مع الأنبياء والأئمة الطاهرين (^) يستطيع ذلك بتوفيق الله وألطافه عندما يكون من الصالحين والعاملين المضحّين، روى أبو بصير قال أبوعبد الله الصادق (×): (يا أبا محمد لقد ذكركم الله في كتابه فقال (وَمَن يُطِعِ اللّهَ وَالرَّسُولَ فَأُوْلَـئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاء وَالصَّالِحِينَ) (النساء/69) فرسول الله (’) في هذا الموضع النبي، ونحن الصديقون والشهداء، وأنتم الصالحون، فتسموا بالصلاح كما سمّاكم الله). ([8])
وذكر هذه المراتب بالتدريج يدل على أن الوصول للمرتبة العليا يتم باستيفاء المرتبة السابقة فإن لم يكن من الصالحين يسعى ليكون منهم وفق ما عرفناه آنفاً، والصالحون يسعون ليكونوا من الشهداء، وهم يطلبون سبيل الصديقين الذين يسيرون على هدى الأنبياء (وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ) (يوسف/76).
وينبغي الالتفات إلى أن هذه المعيّة لا تعني المساواة في الدرجات والمقامات والقرب من الله تعالى والتنعم برضوانه، بل كل حسب استحقاقه (فَسَالَتْ أَوْدِيَةٌ بِقَدَرِهَا) (الرعد/17)، وتؤكد الآية الثانية أن ذلك لا ينال إلا بفضل من الله تعالى وتوفيقه، وهو العالم بحقائق عباده واستحقاقاتهم، والإشارة إليه بـ (ذلك) للإشعار بأنه ليس سهل المنال، وانه مطلب عظيم يستحق بذل كل الجهد لتحصيله.
ونريد الآن أن نتقدم خطوة أخرى ونقول أن الإنسان يمكن أن يحظى بهذه الرؤية المباركة هنا في الدنيا قبل الآخرة بحسب ما يظهر من بعض الروايات، فقد روى الكشي في رجاله بسنده عن اسماعيل بن سلام واسماعيل بن جميل قالا: بعث إلينا علي بن يقطين فقال: اشتريا راحلتين ، وتجنبا الطريق - ودفع إلينا أموالاً وكتباً - حتى توصلا ما معكما من المال والكتب إلى أبي الحسن موسى (×) ولا يعلم بكما أحد ، قالا : فأتينا الكوفة فاشترينا راحلتين وتزوّدنا زاداً ، وخرجنا نتجنب الطريق ، حتى إذا صرنا ببطن الرمة شددنا راحلتنا ، ووضعنا لها العلف ، وقعدنا نأكل ، فبينا نحن كذلك ، إذ راكب قد أقبل ومعه شاكري([9])، فلما قرب منَّا فإذا هو أبو الحسن (×) ، فقمنا إليه وسلّمنا عليه ، ودفعنا إليه الكتب وما كان معنا ، فأخرج من كمّه كتباً فناولنا إيّاها، فقال : هذه جوابات كتبكم، فقلنا : إنّ زادنا قد فني، فلو أذنت لنا فدخلنا المدينة ، فزرنا رسول اللـه (’) وتزوّدنا زاداً فقال : هاتا ما معكما من الزّاد ، فأخرجنا الزّاد إليه فقلّبه بيده فقال : هذا يبلّغكما إلى الكوفة ، وأما رسول اللـه (’) فقد رأيتماه ، إني صليت معهم الفجر ، وإنّي أريد ان أصلي معهم الظهر ، انصرفا في حفظ اللـه) ([10])، ومحل الشاهد تأكيده (×) لهما بأنهما قد رأيا رسول الله (’) فعلاً وتحقق مرادهما وأمرهما بالرجوع إلى الكوفة.
والشاهد الآخر من حياة الإمام الهادي (×)، فقد روى الكليني في الكافي، في بصائر الدرجات بسنده عن صالح بن سعيد قال دخلت على أبي الحسن × فقلت: جعلت فداك، في كل الأمور أرادوا إطفاء نورك والتقصير بك حتى أنزلوك هذا الخان الأشنع خان الصعاليك، فقال ×: (ههنا أنت يا ابن سعيد ؟ ثم أومأ بيده فقال: انظر، فنظرت فإذا بروضات آنقات، وروضات ناضرات، فيهن خيرات عطرات، وولدان كأنهن اللؤلؤ المكنون، وأطيار وظباء وأنهار تفور، فحار بصري والتمع، وحسرت عيني، فقال: حيث كنا فهذا لنا عتيد، ولسنا في خان الصعاليك) ([11])
بل الأمر أقرب من ذلك لأنّنا نحظى بوجود بقية الله الأعظم الإمام المهدي (×) بين ظهرانينا وإن كنّا لا نعرفه شخصياً، ونخاطبه في دعاء الندبة (متى ترانا ونراك)، وتتحدث الشواهد التاريخية الكثيرة على إمكان ذلك لمن رضي عنه الإمام (×) لخير وجده فيه، يُروى ان عابداً كان يتمنى لقاء إمام الزمان (عجل الله تعالى فرجه) وبعد فترة من الرياضات الروحية والتعب والمشقة لم يصل الى شيء واخذ اليأس يدب الى قلبه ، وفي ليلة من الليالي بينما كان قائما يتعبد إذا بهاتف يناديه : (الوصول الى المولى يعني شد الرحال الى ديار الحبيب) فشدَّ الرحال من جديد واخذ يزيد من الصلاة والتعبد حتى انتهى الأمر به الى المكوث في المسجد أربعين يوما فأتاه نداء آخر يقول: (ان سيدك تجده في سوق الحدادين يجلس في باب رجل عجوز يصنع الأقفال ) فذهب مسرعا فوجد الإمام (عجل الله تعالى فرجه) يشع نورا فارتعدت فرائص العابد إلا ان الإمام (عجل الله تعالى فرجه) طلب منه ان ينظر ما سيحصل ،فجاءت عجوز منحنية الظهر بيدها قفل عاطل وقالت للبائع أرجوك اشترِ هذا القفل بثلاثة دنانير فقال البائع: إن هذا القفل بثمانية دنانير وإذا أصلحته يصبح بعشرة فتصورت العجوز انه يسخر منها إلا انه بادر بإعطائها سبعة دنانير وقال لها : لاني أبيع واشتري أخذته بسبعة دنانير لأربح دينارا فذهبت العجوز مسرورة فالتفت الإمام (عجل الله تعالى فرجه) الى العابد وقال : (كونوا هكذا كهذا العجوز كي نأتيكم نحن بأنفسنا لا حاجة الى التعبد أربعين يوما ولا فائدة من الجفر والحروف فقط اصلحوا أعمالكم). ([12])
ونريد أن نخلص الآن إلى درس عملي وهو أنّك إنما تطلب قرب رسول الله (’) لأنه سبب مقرّب إلى الله تعالى وأنك تعيش بقربه سمواً روحياً متميزاً وهذا تأثير أكيد كالمغناطيس الذي يؤثر في الحديد ويجذبه من دون أن يلامسه، ولكن الله تعالى بكرمه ورحمته ولطفه بعباده لم يشأ حرمان عباده من هذه المؤثرات المباركة، حيث دلّت أن الحالة المعنوية المتألقة التي ترجوها من الكون في حضرة رسول الله (’) والأئمة المعصومين (سلام الله عليهم أجمعين) يمكن أن تحققها بدرجة ما من خلال توفير بيئة الطاعة وتهيئة أسبابها كالحضور في المساجد والروضات المطهّرة واستثمار الأزمنة الشريفة ومجالس ذكر الله تعالى والمعصومين (^) والاستفادة من العلماء الذين يقربونك من الله تعالى، فهذه هي الجنة المعجّلة، عن أمير المؤمنين (×) قال (الجلسة في الجامع خير لي من الجلسة في الجنة، لأن الجنة فيها رضا نفسي والجامع فيه رضا ربي). ([13])
([1]) تقرير لحديث سماحة المرجع اليعقوبي (دام ظله) مع حشد كبير من المثقفين والأكاديميين والشباب من الديوانية والكوت والنعمانية وغيرها يوم 24/رجب/1435 المصادف 24/5/2014.
([2]) البرهان في تفسير القرآن: 3/98، الدر المنثور: 2/588 ومما ننصح بقرائته: الاطلاع على أسباب نزول الآيات الكريمة ففي ذلك فوائد جمة كالاطلاع على الحوادث التاريخية وسيرة النبي (صلى الله عليه وآله) وكيفية معالجة القرآن الكريم للمشاكل السياسية والاجتماعية والأخلاقية وأخذ الدروس والعبر من ذلك كله.
([3]) وسائل الشيعة: 11/184 ح2.
([4]) غرر الحكم: 6012.
([5]) بحار الأنوار: 75/27 ح11.
([6]) غرر الحكم: 9983.
([7]) الكافي: 2/79، ح1.
([8]) تفسير العياشي 1/256 ح190.
([9]) نوع من الخيل.
([10]) معجم رجال الحديث: 13/249 عن رجال الكشي.
([11]) بحار الأنوار: 50/ 133 ح15.
([12]) ثلاثة يشكون: 241.
([13]) وسائل الشيعة، كتاب الصلاة، أحكام المساجد، باب3، ح6.