تأبين شهداء الفضيلة : عند الله نحتسب أربعة من شهداء الفضيلة

| |عدد القراءات : 1921
  • Post on Facebook
  • Share on WhatsApp
  • Share on Telegram
  • Twitter
  • Tumblr
  • Share on Pinterest
  • Share on Instagram
  • pdf
  • نسخة للطباعة
  • save

عند الله نحتسب أربعة من شهداء الفضيلة

 

 أبّن المرجع الدين سماحة آية الله الشيخ محمد اليعقوبي (دامت تأييداته) شهداء الحق والفضيلة الشهيد مؤيد الكعبي (أبو عبد الله) والشهيد جاسم الطائي (أبو جعفر) والشهيد (أبو زهراء) والشهيد (أبو مجتبى)، وقال سماحته في محضر عدد من عوائل الشهداء أن هؤلاء الشهداء إنما اختاروا طريق الشهادة لأنه طريق الحسين (عليه السلام) وأهل البيت الأطهار وهم إذ خيروا فقد اختاروا طريق الكرامة والمجد.

وقد كانت العواطف الجياشة حاضرة في المجلس سالت فيها دموع الحاضرين وعلى رأسهم سماحة الشيخ.  

وفيما يلي نص البيان التأبيني لسماحة الشيخ (دامت تأييداته)

 

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم

بسم الله الرحمن الرحيم

 [الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّـا إِلَيْهِ رَاجِعونَ، أُولَـئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَـئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ] (البقرة: 156-157).

عند الله نحتسب أربعة من شهداء الفضيلة الشهيد مؤيد الكعبي المشرف على تنظيمات حزب الفضيلة في الحلة وكربلاء والشهيد جاسم الطائي (ابو جعفر)، وأبو زهراء، وأبو مجتبى أمين وأعضاء أمانة فرع الحزب في ديالى، الذين كانوا من خيرة شباب الإسلام في وعيهم الرسالي وهمتهم العالية في العمل الإسلامي المبارك وإخلاصهم لله تبارك وتعالى و ولائهم لقيادتهم، وكلفهم ذلك تحمل الكثير من الظلم والاضطهاد والمعاناة وقضوا سنيناً طويلة في سجون صدام المظلمة وفي قبضة جلاديه، ولم يثنهم ذلك من المضي بثبات على طريق ذات الشوكة لم يستوحشوا الطريق لقلة سالكيه، بل حملوا أرواحهم على أكُفهم طالبين رضا الله الرحيم الكريم، حتى امتدت إليهم يد الحقد والتعصب والطائفية والتحجر فاختطفتهم في اللطيفية من بين آلاف المؤمنين المتوجهين إلى النجف الأشرف ليلة الجمعة الحادي والعشرين من شهر رمضان([1]) لإحياء  مراسم الزيارة والعزاء في ذكرى استشهاد أمير المؤمنين، فلم يرعوا ذمة للإسلام ولا لشهر رمضان ولا  لليلة القدر وصدق قول الله تعالى فيهم [لاَ يَرْقُبُونَ فِي مُؤْمِنٍ إِلاًّ وَلاَ ذِمَّةً] (التوبة:10).

لقد كان همهم بعد زوال حكم الطاغية المجرم أن يبنوا مجتمعاً تسوده الفضيلة، ولا مكان فيه للظلم والفساد والرذيلة وعملوا ضمن الأمانة العامة لحزب الفضيلة من اجل تحقيق هذه الأهداف النبيلة، وكان كل منهم أمة وحده بما يمتلك من مؤهلات خُلُقية وثقة جماهيرية وشهادة أكاديمية راقية وإخلاص في النية، لكن ذلك لا يقبله جنود البغي والتعصب فحرموا الأمة منهم وهي أحوج ما تكون إلى أمثالهم ليعيدوا لها هويتها وحريتها واستقلالها وكرامتها.

فحزننا بهم عظيم بقدر عطائهم المبارك للأمة ولا يسلّينا في مصيبتنا  إلا أنهم مضوا على ما مضى عليه الأنبياء و الأئمة والصالحون ( عليهم السلام)، ولا يجبر مصابنا بهم إلا بأن تثوب الأمة إلى رشدها وتعي أهدافها وتميز بين أعدائها وأصدقائها وتنجب المزيد من الرساليين الذين يعرفون الحق ويتبعونه ويثبتون عليه، ليواصلوا حمل الأمانة حتى يسلموها إلى حجة الله على خلقه  .

          

محمد اليعقوبي

23 رمضان 1425 الموافق 7/11/2004

 

 



(1) المصادف 5/11/2004.