قادة المجد
قادة المجد ([1])
إنّي لَعمرُك في أسىً وذُهولِ |
|
عَجِبُ لبحرٍ للثرى محمولِ |
وأرى نجوم العلم تندبُ بدرَها |
|
لماَّ أُصيبَ شعاعهُ بأفول |
فَبَكَتْهُ في فَلك السماء نجومُها |
|
وبكى القصيدُ برنَّةٍ وعويل |
وبكتهُ عيني بالدماءِ مدامعاً |
|
حتَّى كأنَّ الصَبر غيرُ جميل |
والفقهُ يشكو إذْ تقطَّع وصلُهُ |
|
وتضاربَ المعقولُ بالمنقول |
ونَعَتْهُ في أرضِ العراقِ أحبَّةٌ |
|
فأجابه لبنانُ بالتهليل |
ونَعَتْهُ مع نجليهِ حوزةُ جعفرٍ |
|
إذْ صُدِّعت في عرضِها والطول |
والعلمُ مثلومٌ لفقدِكَ سيّدِي |
|
وخَلَتْ منابُره من التحليل |
لمَّا مضى عَلَمُ الفقاهةِ والهدى |
|
مع مصطفى ومؤمَّلٍ أحبِّ لأفول |
كَمْ فلَّل الحكامَ حدُّ بيانهِ |
|
فرماه حدُّ الغدر بالتقتيل |
مَنْ مُبلِغٌ كوفانَ أنَّ حاقها |
|
أضحى بغمدهِ ليس بالمسلولِ |
منْ مُبلِغٌ قبرَ الحسينِ بكربلا |
|
عن سيّدٍ في نعشهِ المنقول |
مَنْ مُبلِغُ المهديِّ عن عُشاقِه |
|
يمضون بينَ مشرَّدٍ وقتيل |
فَلَكَ العزا متواصلٌ يا سيدّي |
|
من ناصبٍ أو منكرٍ لجميل |
ما حيلتي والموتُ سيفٌ باترٌ |
|
يرمي بصارمه بكلِّ نبيل |
قدْ كانَ رَبعُكَ بالمكارمِ عامراً |
|
فغدا بُعيْرَك ليسَ بالمأهول |
كم كنتُ أرجو أنْ ألوذَ بظّلِكم |
|
لأكونَ في ظلِّ لديكَ ظليل |
اللهُ يا قمراً أرادُوا خسفَهُ |
|
وأرادَ ربُّك وَصَلَهُ بجليل |
بمحمدٍ شيخِ الفقاهة والتُّقى |
|
لا غردَ أنْ يبدو كخيرِ بديل |
فَعَلى خُطى (اليعقوبِ)نهجٌ واضحٌ
|
|
في الفكرِ والتجديدِ والتحليل |
جمعَ الفصاحة والسماحة والهدى |
|
فسبيلُهُ تحكي هُدى التنزيل |
هُم قادةٌ للمجد في سوحِ الوغى |
|
ناهيكَ موسى الصدر خيرُ دليل |
ناهيكَ مَنْ بَقَرَ العومَ بفكره |
|
بتراثهِ وبعلمهِ الموصول |
أكرمْ بهِ وبأُختهِ بنتِ الهدى |
|
مَنْ أرَّخُوا للنصرِ والتبديل |
فإليك يا مهديُّ نشكو حالَنا |
|
فمتى الخروجُ بعدلِكَ المأمول |
إنهضْ فديتُكَ فالمصائبُ جَمَّةٌ |
|
مَنْ ذا سواكَ لهولِها بمزيل |
هذا أبنُ هندٍ في الشام معرعرُ |
|
يدعو لنصرتِه بكلِّ عميل |
ويجوبُ في طولِ البلاد وعرضِها |
|
بالسيفِ والتحريض والتهويل |
فأشُهرْ حُسامَكَ سيّدي من غمدهِ |
|
فعراقُنا يُرمى بكلِّ مهول |
في كلِّ يومٍ للجنائز موكبٌ |
|
يُرمى بلا ذنبِ ولا تمهيل |
أوصى الإلهُ بحفظِ آلِ محمَّدٍ |
|
وبودِّهم في محكمِ التنزيل |
وكذاك أوصى أحمدٌ في آلهِ |
|
أوصيكُمُ فيهمْ بألفِ دليل |
لكنَّ أحكام الإله تعطّلَتْ |
|
وتبدَّلتْ بالجهل والتأويل |
فأنهض ليومِ الفصلِ إنك فيصلٌ |
|
للعدلِ والتمييزِ والتفصيل |
[1]) قصيدة للأديب الشيخ حسن شاهين بمناسبة الذكرى (16) لاستشهاد المرجع الديني السيد محمد الصدر (قدس سره) القيت في مكتب سماحة المرجع الشيخ اليعقوبي (دام ظله) في بيروت في ذي القعدة 1435 الموافق ايلول 2014.
وسماحة الشيخ حسن شاهين من الفضلاء العاملين في لبنان، ولد في الهرمل 1951، درس المقدمات والسطوح عند عدد من العلماء والفضلاء ثم السطوح العالية عند سماحة العلامة الشيخ حسن طراد والعلامة الشيخ حسن عبد الساتر والعلامة الشيخ موسى شرارة وحضر البحث الخارج عند العلمين الشيخ محمد مهدي شمس الدين والسيد محمد حسين فضل الله (قدس الله سرهما) اسّس معهد الامام الصادق (عليه السلام) للدراسات الاسلامية وله مؤلفات ودواوين شعر عديدة : كما تصدى لمسؤوليات اعلامية وتبليغية وثقافية عديدة.