انا العراق
انا العراق[1]
الحـقُّ نهجـي والســــلامُ أسـاسـي |
|
والعدلُ سيفي والتُّقى مِتْراسي |
والمجدُ ثـوبـي والمكـــارمُ لامَتِـي |
|
والفخرُ إرْثِـي والفـداءُ مِرَاسـي |
أنـا روضة الأطهارِ مهبطُ وحْيِهِم |
|
ومحـاطُ بالأوثــانِ والأرجـاسِ |
أنــا آيــة التـطهيـرِ روحُ قـداســةٍ |
|
أنـَّـى أقــــاسُ بحـفـنـةٍ أنجــاسِ |
أنـا تاجُ رأسِ العُرْبِ ضادُ لسانِهِم |
|
ويُشَـرِّفُ الأفــواهُ لَـثـْمُ مداسـي |
علَّـمْتُ أُمِّيـْيـِنَ حـــرفَ هجــائِهـِم |
|
كسروا الدواةَ ومزَّقوا قرطاسي |
وبكوفتـي أو بصرتـي قـد عُلِّـمُـوا |
|
وتعلَّمُوا الإعـرابَ من كُـرَّاسي |
وأموتُ كمْداً حين يحزنُ أخـوتــي |
|
وأراهُـمُ فرحين حين أُقـــــاسـي |
كـم صنتُ أعراضــاً لــكم وهتكتُمُ |
|
شتـَّـانَ بـيـن قيــاسِكُم وقيــاسي |
طبعي الأمـــانة والخيـــانة طبعُكُم |
|
أيُـسَـــامُ درٌّ فــــاخِـرٌ بنُحـــاسِ |
وسختْ نفـوسٌ حيـن شحَّتْ أنفـسٌ |
|
فـالفحمُ لا يــرقـى لنبلِ المـــاسِ |
ولِبـــَاسُ ذلٍّ مــــا يَطِيْبُ لِبـَــاسُكُم |
|
ولِبـــَاسُ عزٍّ مَــا ادْلَهَمَّ لِبــَاسي |
لـم تكسِبُوا مـن زيـفِ دينِكُمُ سـوى |
|
عَقْل ٍ ظَـلامِــيٍّ وقلبٍ قــــاسـي |
قهــرٍ وتهجيـــرٍ وهـدمِ صَــوامِـــعٍ |
|
بـل هَتْكِ أعراضٍ وقتلِ أُنـَــاسِ |
مـــا هـزَّني مَكْرٌ كمَكْرِ خِيــَــانـَــةٍ |
|
و وِشَــايَةٍ مــن كــاذِبٍ دَسَّــاسِ |
في الظَّهْرِ يَطْعَنُنِي ويَصْرُخُ لاهِفَاً |
|
ويَحُـزُّ نَحْـرِي بَعْدَ ذاك يُوَاسـي |
أصْحُو على الأشلاءِ وَسْطَ شَوَارِعِي |
|
وعلى عَـوِيْلِ الثَّـاكِلاتِ أُمَـاسي |
هـــــذا بـعبــــــاسٍ وتـلـك بـزينبٍ |
|
وهــذا بعبـدِ اللهِ صِرْتُ أُوَاسـي |
فـالبغيُ بغيٌ داعِشِـيَّ الإســــــمِ أم |
|
بَعْثـِـيَّ أم أَمـَـــوِيَّ أم عَبـَّـاسـِـي |
مـــن كُـــلِّ زانيـةٍ أتَيـتـُم بــابْنِهـــا |
|
يحدُو ابنَ حيضٍ جاءَ وابنَ نَفَاسِ |
فَرَكَسْتُمُ فـي وَحْلِ عـــارِ فِـعَــالِكُمْ |
|
وأنـــا بِشُطْــآنِ الكـــرامــةِ راسـي |
فــردٌ ومُثخنُ بـالجـِــرَاحِ مُضَـرَّجٌ |
|
مُلـقـىً ويُـرْعِبُكُم لظــى أنـفــاسـي |
لـي قـلبُ أشــرقتْ الحيــاةُ بنُـورِهِ |
|
سيُنِيْرُ دَرْبـِـي إنْ سُـلِبْتُ حَـوَاسـي |
لمَّـا رأيتُ المــــالَ أفـسدَ جِيْرَتـِـي |
|
أعلنتُ مـن فـرطِ الغِنَى إفـــلاسي |
لـم يصنعِ النِّفطُ اللـعينُ حضارتـي |
|
بل كــان بـــابَ مصائبٍ ومـآســي |
أنــا غـايتي كُبْرَى بحجمِ رسـالتي |
|
خيـــرٌ لـكــلِّ الخلـقِ والأجْنـَـــاسِ |
إنْ نــاحَ نــاعٍ لـلحسيــن بمــأتمي |
|
فـاضَتْ دُمُـوعُ الحُـزنِ فـي قداسي |
وتـأنُّ من ألــمِ المُصَــابِ مـَـآذِنِـي |
|
إنْ هــزَّ كــيدُ مكـفِّــرٍ أجْــــرَاســي |
لم يـسـرقِ الغُرَبـَـاء قــوتَ أحبتـي |
|
بـل مـن أتـوا لمنـاصبٍ وكـراسي |
وأبــاحَ لـلإرهـــابِ سَفْكَ دِمَـــائِهِم |
|
خُـذلانُ مسـؤولٍ وغَـدْرُ سِيـَاســـي |
فشــريعة الــرحمنِ مُـْذ أنْ عُطِّلَتْ |
|
مـن مُـدَّعٍ للــدِّيــــــنِ والإحســـاسِ |
كعقـوبــةِ الإعــدامِ وهـي شريعــةٌ |
|
إذ راغَ عن إقــرارِهــــا حُــرَّاسـي |
جرَّتْ عليَّ النــائِبـَـــــاتِ وجرَّأتْ |
|
من كــان يحذرُ سَطْوَتِي وحَمَـاسي |
واستفحلتْ أنثى وصــالَ بسـاحتي |
|
من كــان يَسْلُحُ من أزيزِ عُطَــاسي |
أنــا قــــامـةٌ شمَّــــاءُ لا تتطــاولـوا |
|
هيهـاتَ أن تَصِلوا لعُشْــرِ مَقَــاسي |
إنـــي العــراقُ إذا ذُكِرْتُ فسُجَّــداً |
|
قَعُـوا يــا بني الوَسْـوَاسِ والخناسِ |
سَيَخِيْبُ مـن رامَ اسْتِبَـاحةَ حُرْمَتِي |
|
وسَيَضْرِبُ الأخْمَــــــاسَ للأسْدَاسِ |
وأضَلُّ رَغْمَ الدَّهْـرِ فَجْـرَ حضارةٍ |
|
وتَضَـلُّ أرْضِــي كـعْبَـةَ الأقـْـدَاسِ |
أرنُـو لِـمَـقْـدَمِ مُـنْـقِــــذٍ ومُـخَـلِّص ٍ |
|
فــي حُكْمِ دَوْلَتِــهِ الأنَـــامُ سَـوَاسي |
ويَـــزُوْلُ مُلْكُكُمُ وتَخْلُــدُ سِيْرَتـِــي |
|
فـالـرَّمْلُ غَــوْرٌ والجِبَــالُ رَوَاسي |
[1] قصيدة للأديب علي خصاف نظمها بعد هجوم خوارج العصر من ارهابيي داعش مدعومين من دول عديدة وقد القاها في مكتب سماحة المرجع اليعقوبي يوم 10/ذح/1435 المصادف 5/10/2014