عادة ظالمة:عدم تزويج العلويات لغير السادة
عادة ظالمة:
عدم تزويج العلويات لغير السادة
ما دمنا في ايام الامام الحسين (عليه السلام) وذكرى الامام السجاد (عليه السلام) فلنأخذ منهما درساً في اصلاح المجتمع وهدايته الى سعادته، قال الامام الباقر (عليه السلام): (لما حضر علي بن الحسين (عليهما السلام) الوفاة ضمّني الى صدره، ثم قال: يا بنيّ: اوصيك بما اوصاني به ابي (عليه السلام) حين حضرته الوفاة، بما ذكر أن اباه اوصاه به، قال: يا بنيَّ، إيّاك وظلم من لا يجد عليك ناصرا الا الله)[2] فلنتذكر هذه الوصية التي تواصى بها الائمة المعصومون (عليهم السلام) واحداً بعد واحد في لحظاتهم الاخيرة.
وهذه الوصية تنطبق بشكل واضح على ظلم المرأة العفيفة المصونة الصابرة لأنها لا تجد ناصرا على من ظلمها الا الله تعالى، فلا تملك الا ان تخلو مع ربها وتُفضي بآلامها اليه سبحانه وتدعو على من ظلمها، في الحديث الشريف عن النبي (صلى الله عليه واله) قال: (اتقوا دعوة المظلوم وان كان كافراً، فانه ليس دونه حجاب)[3] .
بل ان ظلم المرأة من افحش الظلم لأنها مستضعفة، كما ورد في الحديث الشريف عن النبي (صلى الله عليه واله): (اتقوا الله في الضعيفين: المرأة واليتيم)[4] وقال امير المؤمنين (عليه السلام): (ظلم الضعيف افحش الظلم)[5]
ونريد ان ننبّه اليوم الى واحدة من المظالم التي تتعرض لها المرأة[6]، حيث يوجد عُرُف لدى بعض العشائر من السادة المنتسبين إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وهي عدم تزويج بناتهم إلى غير السادة، حتى لو أدّى ذلك إلى تعطيل البنت وحرمانها من الزواج، وفي ذلك ظلم للمرأة وحرمان لحق من حقوقها وقد بالغ بعض السادة فمنعوا من تزويج بناتهم من سادة آخرين لا يرونهم بمستواهم، كما نُقل لنا عن بعض السادة، حيث استردّ ابنته كرهاً من زوجها الذي هو من سادة غيرهم، واعتبر ذلك الزواج غير شرعي (زنا) بنظره. وقد سَرَتْ هذه الثقافة إلى بعض العشائر من غير السادة أيضاً.
وإذا أردنا أن نُحسن الظن بهم ونبحث عن مسوِّغ لفعلهم هذا فإن هؤلاء يستندون إلى قول منسوب للإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) حاصله: (بنونا لبناتنا وبناتنا لبنينا)[7] وهو إن صحت نسبته إليه (عليه السلام)، فلا يصلح أن يكون دليلاً على هذه الظاهرة السيئة لعدة أمور:
1- إنها كلمة خاصة في واقعة معينة ولا يستفاد منها التعميم؛ فقد خطب الأشعث بن قيس إلى أمير المؤمنين ابنته العقيلة زينب وهو يومئذ زعيم لقبيلة كبيرة وهي كندة ومن وجوه المجتمع الإسلامي، لكن أمير المؤمنين يعلم خبث معدنه فأراد أن يرده بلطف فقال هذه الكلمة.
2- ويحتمل أنها خاصة ببناتهم وأبنائهم (عليهم السلام) المباشرين لا مطلق ذريتهم وإن ابتعدت عنهم.
3- ويمكن فهم الكلمة معنوياً ففي الحديث الشريف: (يا علي أنا وأنت أبوا هذه الأمة)[8] ويكون معنى كلمته (عليه السلام) أن أبناءنا المؤمنين يتزوجون بناتنا المؤمنات وبالعكس، ويؤيده في القرآن الكريم قوله تعالى حكاية عن إبراهيم [فَمَن تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي] (إبراهيم:36) وبالمقابل يقول عن ابن نوح [إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ] (هود:46).
فالبنوّة الحقيقية هي الانتساب بالعقيدة والولاء. لذا روي عن الإمام الصادق (عليه السلام): (ولايتي لعلي بن أبي طالب عليه السلام أحب إلي من ولادتي منه ، لان ولايتي لعلي بن أبي طالب فرض ، وولادتي منه فضل)[9] ، فيكون معنى الكلمة هو لزوم تزوج المؤمنين بالمؤمنات، ولا يجوز التزويج لغيرهم وهو معنى صحيح أكّدته آيات عديدة.
هذا إذا قلنا بصحة صدور هذه الكلمة منه (عليه السلام) ولم نعرضه على ميزان قبول احاديث المرويّة ورفضها، باعتبار أنه قد ورد عنهم (عليهم السلام) أنه: ( إذا جاءكم عنّي حديث فاعرضوه على كتاب الله، فما وافقه فاقبلوه، وما خالفه فاضربوا به عرض الحائط)[10].
وعن الإمام الصادق ( عليه السلام ) يقول : (كل شيء مردود إلى الكتاب والسنة ، وكل حديث لا يوافق كتاب الله فهو زخرف)[11]
واذا عرضنا هذه الثقافة على الميزان الصحيح فسنجد عدة أدلة على بطلانها من الأساس لمخالفتها للقرآن الكريم والسنة الشريفة من خلال عدة نقاط هي:
أولاً: إن الميزان الحقيقي للتفضيل بين البشر هي التقوى. قال تعالى: [إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللهِ أَتْقَاكُمْ] (الحجرات:13) وقد رفع الإسلام سلمان الفارسي فجعله من أهل البيت، وبالمقابل أنزل سورة في القرآن تتلى إلى يوم القيامة في ذم ولعن أبي لهب عم رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم).
ونفس رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يخاطبه القرآن: [لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ] (الزمر:65) فشرفه بطاعته لله تبارك وتعالى.
وفي آية أخرى [وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الأَقَاوِيلِ ، لأَخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ ، ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِينَ](الحاقة: 44-46) وهو (صلى الله عليه وآله وسلم) يقول عن نفسه: (ولو عصيت لهويت)[12] أي في نار جهنم. فالانتساب إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وإن كان شرفاً في نفسه لا يدانيه شرف إلا أنه لا يكسب صاحبه مرتبة أعلى من غيره إلا بالتقوى.
وقد وردت الأحاديث الشريفة في النكاح تشترط الدين والعقل في كفاءة الزوج (إذا جاءكم من ترضون خلقه ودينه فزوجوه، إلا تفعلوه تكن فتنة في الارض وفساد كبير)[13] ، فهل يرضى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لأولاده أن يخالفوا سنته ويتسببوا في الفتنة والفساد الكبير.
ثانيا : إن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وأهل بيته وقفوا في وجه هذا العرف عملياً؛ ففي الحديث عن الإمام الصادق (عليه السلام) قال: (إن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) زوّج المقداد بن الأسود ضباعة ابنة الزبير بن عبد المطلب، وإنما زوّجه لتتضع (أي تتسهل وتتسامح) المناكح، وليتأسّوا برسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وليعلموا [إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللهِ أَتْقَاكُمْ] ( الحجرات 13))[14]. وكان الزبير أخا عبد الله وأبي طالب لأبيهما وأمهما.
ثالثاً: لقد ورد عن الإمام الصادق (عليه السلام) استنكار هذه الفكرة بقوله (أتتكافأ دماؤكم ولا تتكافأ فروجكم ) فإن العلوي إذا قتل غيره اقتصّ به منه، فإذا كانت دماؤهم متكافئة، فلماذا لا يتكافؤون بالتزويج.
رابعاً: قد جرت سيرة العلماء وهم ورثة الأنبياء والأئمة على تزويج العلويات من غير السادة، وقد دونت كتب التراجم والسير الكثير من هذه الحالات، حتى اشتهر عندهم لقب (الميرزا) لمن كانت أمّه علوية وإن لم يكن أبوه كذلك. فظهر من كل ما تقدم عدم وجود دليل على صحة هذه الفكرة، بل الدليل على خلافها من القرآن والسنة وسيرة العلماء.
فما هو اذن منشأ هذه الفكرة المخالفة للقرآن والسنة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)؟
الذي أعتقده أن منشأ ذلك شعور بالعصبية الجاهلية وروح الاستعلاء وأن الآخرين هم أدنى مرتبة فلا يستحقون التزويج منهم، وإنما سمّيتها بالجاهلية لأن القرآن يسمي كل عقيدة أو سلوك بعيداً عن المنهج الالهي (جاهلية)، وقد كان قوم في الجاهلية لا يزوّجون نساءهم إلى غيرهم ويعتقدون بأفضليتهم على الناس ويسمون أنفسهم (الحمس)، وقد تسربت هذه الروح إلى المسلمين فكان العرب الفاتحون يرون أنفسهم أفضل من غير العرب فلا يزوّجونهم ويسمونهم (الموالي)، وقد شكى الموالي ذلك إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) فخرج إليهم وهو مغضب ووبخهم، لكنهم عصوا أمره وأصرّوا على استكبارهم.
إن روح الاستعلاء هذه من نزعات الشيطان وتسويلات النفس الأمّارة بالسوء، فعلى الأخوة المؤمنين نبذها وتركها والاستنان بسنة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، وإني أقول قولي هذا مراعاة لذرية الزهراء (عليه السلام)، فقد بلغني أن الكثير من العلويات تعنس ويفوتها الزواج بسبب هذه العادة الظالمة، حيث ينهى عنها أولاد عمها ولا يتزوجونها، فيحرمونها من ممارسة حقها في الحياة كزوجة وكأم لأولاد يرعونها في الكبر، وهذا ظلم، لان معنى الظلم حرمان الاخر من حقه والزواج من الحقوق الانسانية التي اهتم بها الشرع المقدس حتى قال فيه رسول الله (صلى الله عليه واله): (من سنتي التزويج، فمن رغب عن سنتي فليس مني)[15] وحرمان المرأة من هذا الحق ظلم كبير فلماذا هذا الظلم؟!
الم يبلغهم ما ورد عن المعصومين (سلام الله عليهم) من التهديد والوعيد الشديدين في من يمارس الظلم، ومنها الحديث عن النبي (صلى الله عليه واله): (انه ليأتي العبد يوم القيامة وقد سرته حسناته فيجيئ الرجل فيقول: يا رب ظلمني هذا، فيؤخذ من حسناته فيجعل في حسنات الذي ساله، فما يزال كذلك حتى ما يبقى له من حسنة، فاذا جاء من يساله نظر الى سيئاته فجعلت مع سيئات الرجل، فلا يزال يستوفي منه حتى يدخل النار)[16]
وروي عن امير المؤمنين (عليه السلام) قوله: (اتقوا الظلم فانه ظلمات يوم القيامة)[17] ، عنه (عليه السلام) قال: (الظلم ألأم الرذائل)[18].
اما الذين يشجعون على هذا العُرف ويدعون الى الالتزام به ويُعيّرون من لا يعمل به لدفعه الى الاخذ به فهم ايضا من الظالمين واعوانهم. في الحديث عن الامام الصادق (عليه السلام): (العامل بالظلم والمعين له والراضي به شركاء ثلاثتهم)[19] وفي حديث عن الامام الصادق (عليه السلام) قال: (ان اعوان الظلمة يوم القيامة في سرادق من نار حتى يحكم الله بين العباد)[20] وغيرها من الاحاديث التي يطول بذكرها المقام.
والذي يزيد من شناعة هذا الظلم انه يقع على المرأة العلوية من ذرية رسول الله (صلى الله عليه واله) خلافا للاحاديث التي وردت في ثواب من احسن اليهم ووجوب دفع الظلم عنهم فقد ورد عن رسول الله (صلى الله عليه واله) قال: " أربعة أنا لهم شفيع يوم القيامة: المكرم لذريتي، والقاضي لهم حوائجهم، والساعي لهم في أمورهم عندما اضطروا إليه، والمحب لهم بقلبه ولسانه)[21]. وفي وصية أمير المؤمنين (عليه السلام) لولده الحسن وجميع ولده وأهل بيته، وفيها: " الله الله في ذرية نبيكم، فلا يظلمن بحضرتكم وبين ظهرانيكم وأنتم تقدرون على الدفع عنهم )[22]. وفي عيون اخبار الرضا بسنده عن الحسين بن خالد عن ابي الحسن الرضا (عليه السلام) قال: (النظر الى ذريتنا عبادة، قلت: النظر الى الائمة منكم او النظر الى ذرية النبي (صلى الله عليه واله)؟ فقال: بل النظر الى جميع ذرية النبي(صلى اله عليه واله) عبادة ما لم يفارقوا منهاجه ولم يتلوثوا بالمعاصي)[23]
ولو تحرر مجتمع السادة من هذه القيود الجاهلية الظالمة فانه يكون اقرب الى الله تعالى واسعد في حياته، لان تزويج العلوية من غير العلوي سيضيف لها فرصاً أكبر لسعادتها ولنجاح حياتهما الزوجية؛ لأن الزوج سيحفظ لها هذه القربى من رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وسيكرم مقامها ويرعاها أحسن رعاية، لأنها وفرت له فرصة مصاهرة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) والزهراء (عليه السلام) وتسببت في انتساب ذريته إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) من جهة الأم، ولا يظلمها احتراماً لجدتها الزهراء (عليه السلام) .
فعلى جميع السادة الاشراف ان يتحرروا من هذا العرف المستشري في اوساط البعض من عشائر السادة وان يقتدوا بكثير من السادة الأطياب الذين رفضوا الانصياع لهذا العرف الظالم وزوّجوا بناتهم العلويات من الاكفاء لهنّ وان لم يكونوا من السادة. وعليهم جميعا ان ينتفضوا ضده لأنه مخالف لله ولرسوله (صلى الله عليه واله) ولأمير المؤمنين (عليه السلام) وسيكون الامام الحسين (عليه السلام) خصم هؤلاء الظالمين وإن بكوا عليه (عليه السلام) ولبسوا السواد واقاموا مآتمه لان الظلم ذنب لا يترك كما في بعض الاحاديث الشريفة.
بل بلغني أن بعض السادة حرموا إحدى بناتهم من زوجها لأنه من سادة غيرهم، ويعتبرون بقائها معه (زنا) والعياذ بالله؟! وهذه جناية كبيرة أن يتكبر أحدهم حتى على أولاد عمه من ذرية رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، إنها (الجاهلية) تعود من جديد بشعارات دينية وعلى جميع الخطباء والمثقفين ان يقوموا بنهضة اصلاحية وخلق ثقافة عامة ضد هذه العادات الظالم.
فتوبوا إلى الله جميعاً أيها المؤمنون، وعودوا إلى كتاب ربكم وسنة نبيكم (صلى الله عليه وآله وسلم)، واستغفروا الله من ظلمكم للنساء؛ فإن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أوصى بهن، وقال: اتقوا الله في الضعيفين - المرأة واليتيم- وفي حديث آخر ما أكرمهن الا كريم وما أهانهن إلا لئيم .
نسأل الله تبارك وتعالى أن يوفقنا لطاعته ويدلنا على سبيل رضاه إنه ولي النعم.
[1] القيت من خلال قناة النعيم يوم الجمعة 5/صفر/1436 الموافق 28/11/2014
[2] الكافي: ص2، ج331، ح 5
[3] كنز العمال: 7602
[4] الامالي للشيخ الطوسي: ح794/45
[5] غرر الحكم: 6054/نهج البلاغة الكتاب:31
[6] وهذا لا يعني ان المرأة لا تكون ظالمة مطلقاً فالشواهد على ظلمها كثيرة ، ولكن ليس محل البحث، ولا يفوتني تسجيل حالة الانحطاط والتجرد عن الانسانية الذي وصلت اليه من خلال الحادث الذي تناقلته وسائل الاعلام خلال الاسابيع الماضية حيث كشفت الشرطة في كركوك عن زوجة اب لطفل قامت مع زوجها بتعذيب مستمر لابن زوجته الاولى وحبساه في فقص الدجاج اكثر من عام حتى تضررت عينه ويده ورجلاه بشكل فضيع.
[7] من لا يحضره الفقيه 3 : 393 باب الأكفّاء ح 4384
[8] المفردات للراغب، مادة (اب)
[9] بحار الانوار: ج39/ص 299 / ح 105
[10] التبيان: ج 1 / ص 5، ومجمع البيان: ج 1 / ص 13 مقدمة الكتاب، الفنّ الثالث
[11] الوسائل: الباب 9 من ابواب صفات القاضي، ح 14
[12] نهج البلاغة: ج 10 / ص 184
[13] الوسائل: ج 20 / الباب 28 انه يستحب للمرأة واهلها اختيار الزوج ح1
[14] وسائل الشيعة: كتاب انكاح، ابواب: مقدماته وآدابه، باب 26، هـ 1
[15] مستدرك الوسائل 14: 152
[16] روضة الواعظين: 512
[17] الكافي: 5/323 ح1
[18] غرر الحكم: 804
[19] وسائل الشيعة، كتاب التجارة، ابواب ما يكتسب به، باب 42 / ح 2
[20] وسائل الشيعة، كتاب التجارة، ابواب ما يكتسب به، باب 42 / ح6
[21] عيون الاخبار: ج 2 / ص 25 / باب 31
[22] الكافي: ج 7 / ص 52 / باب صدقات النبي / ح 7
[23] وسائل الشيعة: كتاب الحج ابواب احكام العشرة، باب 165