خطبتا صلاة عيد الاضحى المبارك 1435

| |عدد القراءات : 12319
خطبتا صلاة عيد الاضحى المبارك 1435
  • Post on Facebook
  • Share on WhatsApp
  • Share on Telegram
  • Twitter
  • Tumblr
  • Share on Pinterest
  • Share on Instagram
  • pdf
  • نسخة للطباعة
  • save

 

 


خطبتا صلاة عيد الاضحى لعام 1435


الخطبة الاولى

بسمه تعالى

 

(هَلْ جَزَاء الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ)[1]  الرحمن60

 

قاعدة يتسالم عليها العقلاء وتدعو اليها الفطرة الانسانية يقررّنا الله تبارك وتعالى عليها بصيغة الاستفهام الاقراري لتعليل ما سبق ذكره من النعم، حيث جاءت الآية من سورة الرحمن في هذا السياق حيث بدأ المقطع بقوله تعالى (وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ) الرحمن46، وذكر عدة من نعم الجنان، وليطمئننا بأن الأعمال الحسنة لا تضيع لأن الاحسان لا يجازى إلا بالإحسان (إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلاً) الكهف30.

 

وقد كتب الله تبارك وتعالى على نفسه إجراء هذه القاعدة في تعامله مع عباده، فإنه لم يعاملهم بمقتضى العدل والمجازاة بالمثل، وانما كافأهم على اساس الاحسان والفضل مع انه هو المنعم والهادي والممكّن لعبده في فعل الاحسان (بَلِ اللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَدَاكُمْ لِلْإِيمَانِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ) الحجرات17، وفي آمالي الصدوق بسنده عن امير المؤمنين (عليه السلام) قال (سمعت رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) يقول : ان الله عز وجل قال ما جزاء من أنعمتُ عليه بالتوحيد إلا الجنة)([2])، ومع انه غني عن عباده وحينما يحسنون فإنما يحسنون لأنفسهم (إِنْ أَحْسَنتُمْ أَحْسَنتُمْ لِأَنفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا) الإسراء7، فعطاؤه تعالى إحسان في إحسان، في نهج البلاغة من كلام لأمير المؤمنين (عليه السلام) : (وَلَوْ كَانَ لِأَحَدٍ أَنْ يَجْرِيَ لَهُ وَلَا يَجْرِيَ عَلَيْهِ، لَكَانَ ذَلِكَ خَالِصاً لِلَّهِ سُبْحَانَهُ دُونَ خَلْقِهِ، لِقُدْرَتِهِ عَلَى عِبَادِهِ، وَلِعَدْلِهِ فِي كُلِّ مَا جَرَتْ عَلَيْهِ صُرُوفُ قَضَائِهِ، وَلَكِنَّهُ سُبْحَانَهُ جَعَلَ حَقَّهُ عَلَى الْعِبَادِ أَنْ يُطِيعُوهُ وَجَعَلَ جَزَاءَهُمْ عَلَيْهِ مُضَاعَفَةَ الثَّوَابِ تَفَضُّلًا مِنْهُ وَتَوَسُّعاً بِمَا هُوَ مِنَ الْمَزِيدِ أَهْلُهُ)([3]).

 

ومن المعلوم أن الاحسان فوق العدل، لان العدل منح الاستحقاق فيأخذ ماله ويعطي ما عليه، اما الاحسان فإعطاء ما لا يلزمه من الخير والتنازل عما يستحقه، وقد أشارت آيات كثيرة الى هذا الاحسان، قال تعالى (لِّلَّذِينَ أَحْسَنُواْ الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ وَلاَ يَرْهَقُ وُجُوهَهُمْ قَتَرٌ وَلاَ ذِلَّةٌ أُوْلَـئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ) يونس26 وقال تعالى (مَن جَاء بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا وَمَن جَاء بِالسَّيِّئَةِ فَلاَ يُجْزَى إِلاَّ مِثْلَهَا وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ) الأنعام160 وقال تعالى (إِنَّ اللّهَ لاَ يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِن تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِن لَّدُنْهُ أَجْراً عَظِيماً) النساء40،(مَن جَاء بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِّنْهَا وَهُم مِّن فَزَعٍ يَوْمَئِذٍ آمِنُونَ) النمل89، (مَّثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنبُلَةٍ مِّئَةُ حَبَّةٍ وَاللّهُ يُضَاعِفُ لِمَن يَشَاءُ وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ) البقرة261.

 

ومن الروايات التي تصورّ لنا إحسان الله تبارك وتعالى ما ورد عن فضيل بن عثمان المرادي قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: (قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): أربع من كن فيه لم يهلك على الله بعدهن إلا هالك، يهم العبد بالحسنة فيعملها فإن هو لم يعملها كتب الله له حسنة بحسن نيته، وإن هو عملها كتب الله له عشرا. ويهم بالسيئة أن يعملها فإن لم يعملها لم يكتب عليه شئ وإن هو عملها اجل سبع ساعات وقال صاحب الحسنات لصاحب السيئات وهو صاحب الشمال: لا تعجل عسى أن يتبعها بحسنة تمحوها، فإن الله عز وجل يقول: * (إن الحسنات يذهبن السيئات) * أو الاستغفار فإن هو قال: " أستغفر الله الذي لا إله إلا هو عالم الغيب والشهادة العزيز الحكيم الغفور الرحيم ذو الجلال والإكرام وأتوب إليه " لم يكتب عليه شئ، وإن مضت سبع ساعات ولم يتبعها بحسنة واستغفار قال صاحب الحسنات لصاحب السيئات: اكتب على الشقي المحروم )([4]) ، ومع ذلك فأنه يمنح عدة فرص :

 

-    (منها) فتح باب التوبة ما دام في هذه الدنيا، عن رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) قال: (من تاب قبل أن يعاين قَبِل الله توبته) وعنه (صلى الله عليه واله وسلم) قال :(إن الله يقبل توبة العبد ما لم يغرغر)([5]).

 

-    و(منها) انه إذا فعل حسنات فانها تكفر السيئات بل تبدّلها الى حسنات (إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّـيِّئَاتِ) هود114، (إِلَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحاً فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَّحِيماً) الفرقان70.

 

-    و(منها) اعتبار البلايا والصعوبات والالام التي يمر بها الانسان كفارة لذنوبه، عن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال :(الحمد لله الذي جعل تمحيص ذنوب شيعتنا في الدنيا بمحنتهم لتسلم بها طاعاتهم ويستحقوا عليها ثوابها)([6]).

 

-    و(منها) العفو والصفح ابتداءاً تكرماً من الله تعالى وفضلاً من غير تسبيب العبد (وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ) الشورى30.

 

 

 

عموم الآية للمسلم وغيره:ـ

 

والآية عامة لا تختص بالمؤمنين فكل من يصدر منه فعل الاحسان يكافئه الله تعالى بالإحسان مؤمنا كان او غير مؤمن على اختلاف درجاتهم في الكفر و الشرك او الجهل بالخالق، روى عبد الله بن مسعود قال : قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)  ): ما أحسن محسن من مسلم ، ولا كافر إلا أثابه الله  : فقلنا : يا رسول الله ، ما إثابة الكافر ؟ قال : إن كان قد وصل رحما ، أو تصدق بصدقة، أو عمل حسنة أثابه الله المال والولد والصحة وأشباه ذلك، قال : فقلنا : فما إثابته في الآخرة ؟ قال : عذابا دون العذاب، وقرأ (أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ)([7]) غافر  64.

 

هذا بالنسبة للمعاند اما غير المعاند فيكافئه الله تعالى بالهداية الى الاسلام والايمان وطريق الجنة والشواهد كثيرة على حصول مكافأة كبيرة لمن قام بعمل يسير كتلك المرأة الفاسقة التي دخلت الجنة لأنها سقت قطة عطشى ماءاً، او الحر الرياحي الذي لم يرّد على الامام الحسين (عليه السلام) حين قال له ثكلتك امك يا حر لان امه الزهراء (عليها السلام) فكوفئ بنيل الشهادة والسعادة الابدية.

 

ونقل بعض المفسرين ان شخصا مسلماً شاهد امرأة كافرة تنثر الحب للطيور في الشتاء فقال لها : لا يقبل العمل من امثالك، فأجابته : اني اعمل هذا سواء قبل ام لم يقبل، ولم يمض وقت طويل حتى رأى الرجل هذه المراءة في حرم الكعبة، فقالت له يا هذا ان الله تفضل علي بنعمة الاسلام ببركة الحبوب القليلة ([8]).

 

ثمرة عملية لذكر الآية

 

أراد الله تعالى بتذكيرنا بهذا القانون الفطري وبتعامله معنا على اساسه أن يؤدبنا بهذا الأدب وان نتعامل بهذه القاعدة العقلائية الفطرية مع الله تبارك وتعالى المحسن المتفضل، وكذلك بيننا نحن البشر وإن خالفونا في الدين، فنجازي الاحسان بالإحسان، روى علي بن سالم قال : سمعت ابا عبد الله (عليه السلام) يقول:  آية في كتاب الله مسجّلة، قلت: وما هي؟ قال: قول الله تبارك وتعالى:  (هل جزاء الإحسان إلاّ الإحسان) جرت في المؤمن والكافر والبرّ والفاجر، من صُنِع إليه معروف فعليه أن يكافىء به، وليس المكافأة أن يصنع كما صنع به، بل حتّى يرى مع فعله، لذلك ان له فضل المبتدى)([9]).

 

 وقد حثت الآيات الكريمة والروايات الشريفة على اتباع طريقة الاحسان في التعامل مع الاخرين وانه من افضل القربات التي توجب المحبة الالهية، قال تعالى (وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ) البقرة 195،(وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ) العنكبوت 69 ،(إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ) النحل 128، ومن كلمات امير المؤمنين (عليه السلام) (عَلَيْكَ بِالإحْسانِ فَإنَّهُ أفْضَلُ زِراعَة وَ أرْبَحُ بِضاعَة ) وعنه (عليه السلام) (رَأْسُ الإيمانِ اَلإحْسانُ إلَى النّاسِ) وعنه (عليه السلام) (نِعْمَ زادُ المَعادِ الإحْسانُ إلَى العِبادِ) وعنه (عليه السلام)( لَوْ رَأيْتُمُ الإحْسانَ شَخْصاً لَرَأَيْتُمُوهُ شَكْلاً جَميلاً يَفُوقُ العالَمينَ)([10]).

 

الانسان يخالف هذه القاعدة :ـ

 

 لكن الانسان العنود الكنود المجادل الجهول الظلوم خالف هذه القاعدة في علاقته مع ربّه ولم ينصفه بأدنى درجات الانصاف فيكون الاستفهام في الآية استنكارياً بهذا اللحاظ، ويكون فيها عتاب للإنسان بأنه لا يعمل بها بعد أخذ اقراره بها في عيون اخبار الرضا وآمالي الطوسي بالإسناد عن الامام الرضا (عليه السلام) عن آبائه الطاهرين (عليهم السلام) عن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: (حدثني أخي رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) قال :يقول الله عز وجل : يا أبن آدم ما تنصفني ! أتحبّبُ اليك بالنعم، وتتمّقت اليَّ بالمعاصي، خيري اليك نازل وشرُّك اليَّ صاعد، ولا يزال ملكُ كريم يأتيني عنك في كل يوم بعملٍ غير صالح، يا ابن آدم لو سمعت وصفك من غيرك وانت لا تدري من الموصوف لسارعت الى مقته)([11]).

 

 وورد هذا المعنى في دعاء الامام السجاد (عليه السلام) المروي عن طريق ابي حمزة الثمالي (ذُنُوبُنا بَيْنَ يَدَيْكَ نَسْتَغْفِرُكَ الّلهُمَّ مِنْها وَنَتُوبُ اِلَيْكَ، تَتَحَبَّبُ اِلَيْنا بِالنِّعَمِ وَنُعارِضُكَ بِالذُّنُوبِ، خَيْرُكَ اِلَيْنا نازِلٌ، وَشُّرنا اِلَيْكَ صاعِدٌ، وَلَمْ يَزَلْ وَلا يَزالُ مَلَكٌ كَريمٌ يَأتيكَ عَنّا بِعَمَل قَبيح، فَلا يَمْنَعُكَ ذلِكَ مِنْ اَنْ تَحُوطَنا بِنِعَمِكَ، وَتَتَفَضَّلَ عَلَيْنا بِآلائِكَ، فَسُبْحانَكَ ما اَحْلَمَكَ وَاَعْظَمَكَ وَاَكْرَمَكَ مُبْدِئاً وَمُعيداً، تَقَدَّسَتْ اَسْماؤكَ وَجَلَّ ثَناؤُكَ، وَكَرُمَ صَنائِعُكَ وَفِعالُكَ)([12]).

 

اما الامام الحسين (عليه السلام) فيفصّل أكثر في بيان هذه العلاقة غير المنصفة بين الانسان وربّه في دعائه العظيم يوم عرفة فبعد ان قال (عليه السلام) (يا مَنْ قَلَّ لَهُ شُكْرى فَلَمْ يَحْرِمْنى، وَعَظُمَتْ خَطيئَتى فَلَمْ يَفْضَحْنى، وَرَآنى عَلَى الْمَعاصى فَلَمْ يَشْهَرْنى، يا مَنْ حَفِظَنى فى صِغَرى، يا مَنْ رَزَقَنى فى كِبَرى، يا مَنْ اَياديهِ عِنْدى لا تُحْصى، وَنِعَمُهُ لا تُجازى، يا مَنْ عارَضَنى بِالْخَيْرِ والاْحْسانِ، وَعارَضْتُهُ بِالاْساءَةِ وَالْعِصْيانِ) بدأ (عليه السلام) بتفصيل عدم انصاف الانسان لربه، فيقول عن ربه تعالى (يا مَوْلاىَ اَنْتَ الَّذى مَنْنْتَ، اَنْتَ الَّذى اَنْعَمْتَ، اَنْتَ الَّذى اَحْسَنْتَ، اَنْتَ الَّذى اَجْمَلْتَ، اَنْتَ الَّذى اَفْضَلْتَ، اَنْتَ الَّذى اَكْمَلْتَ، اَنْتَ الَّذى رَزَقْتَ، اَنْتَ الَّذى وَفَّقْتَ، اَنْتَ الَّذى اَعْطَيْتَ، اَنْتَ الَّذى اَغْنَيْتَ، اَنْتَ الَّذى اَقْنَيْتَ، اَنْتَ الَّذى آوَيْتَ، اَنْتَ الَّذى كَفَيْتَ، اَنْتَ الَّذى هَدَيْتَ، اَنْتَ الَّذى عَصَمْتَ، اَنْتَ الَّذى سَتَرْتَ، اَنْتَ الَّذى غَفَرْتَ، اَنْتَ الَّذى اَقَلْتَ، اَنْتَ الَّذى مَكَّنْتَ، اَنْتَ الَّذى اَعْزَزْتَ، اَنْتَ الَّذى اَعَنْتَ، اَنْتَ الَّذى عَضَدْتَ، اَنْتَ الَّذى اَيَّدْتَ، اَنْتَ الَّذى نَصَرْتَ، اَنْتَ الَّذى شَفَيْتَ، اَنْتَ الَّذى عافَيْتَ) الى اخر ما قال (عليه السلام) .

 

وماذا عن العبد ؟ قال (عليه السلام)، (ثُمَّ اَنَا يا اِلهَى الْمُعَتَرِفُ بِذُنُوبى فَاغْفِرْها لى، اَنَا الَّذى اَسَأتُ، اَنَا الَّذى اَخْطَأتُ، اَنَا الَّذى هَمَمْتُ، اَنَا الَّذى جَهِلْتُ، اَنَا الَّذى غَفِلْتُ، اَنَا الَّذى سَهَوْتُ، اَنَا الَّذِى اعْتَمَدْتُ، اَنَا الَّذى تَعَمَّدْتُ، اَنَا الَّذى وَعَدْتُ، وَاَنَا الَّذى اَخْلَفْتُ، اَنَا الَّذى نَكَثْتُ، اَنَا الَّذى اَقْرَرْتُ، اَنَا الَّذِى اعْتَرَفْتُ بِنِعْمَتِكَ عَلَىَّ وَعِنْدى، وَاَبُوءُ بِذُنُوبى فَاغْفِرْها لى)([13]).

 

وإذا كان السائد على علاقة الانسان مع ربّه وخالقه هو عدم الانصاف، فهو كذلك مع الناس حيث يسود الناس الظلم والفساد والغش والخداع والاحتيال قال تعالى (ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ) الروم 41 خلافاً للأدب الذي أمرنا الله تعالى به أن نجازي بالإحسان من احسن الينا وعلى رأسهم النبي (صلى الله عليه واله وسلم) والائمة الطاهرون (صلوات الله عليهم اجمعين) والعلماء العاملون المخلصون والوالدان (َبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً) البقرة 83 وجيراننا وارحامنا والذين علّمونا والذين ربّونا وهكذا كل من أحسن الينا.

 

بل أمرنا بالإحسان حتى لمن اساء الينا، قال تعالى (ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ السَّيِّئَةَ نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَصِفُونَ )المؤمنون 96 (ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ)فصلّت 34.

 

 

 

 

 

 

 

 الخطبة الثانية

 

بسمه تعالى

 

فَإِنَّكَ إِنْ لَمْ تُعَرِّفْنِي حُجَّتَكَ ضَلَلْتُ عَنْ دِينِي([14])

 

          كان الواعون من أصحاب الأئمة (عليهم السلام) والحريصون على دينهم وآخرتهم ينظرون باهتمام بالغ إلى ما يصدر عنهم (عليهم السلام) من أخبار عن الفتن والغربلة والسقوط في الامتحان ويحملونها محمل الجد ليصونوا أنفسهم من الوقوع في تلك الفتن ومن الفشل في الامتحان الذي يحصل لكثير  من عامة الناس؛ لذا كانوا يسألون الأئمةَ (عليهم السلام) عن تكليفهم وعما ينجّيهم من الجهالة ويخلصهم من حيرة الضلالة، التي هي وظيفة الأنبياء والأئمة (صلوات الله عليهم أجمعين)، ومن بعدهم علماء الدين خصوصاً في زمان غيبة الإمام (عجل الله فرجه) التي قال فيها الإمام الحسن العسكري (عليه السلام): (أما إن له غيبة يحار فيها الجاهلون ويهلك فيها المبطلون)([15]).

 

          والحيرة والهلاك تكون بعدة مستويات:

 

          (منها) على نحو إنكار أصل الغيبة لاستبعاد أن يبقى إنسان هذه المدة الطويلة أو لأي شبهة أخرى.

 

          (ومنها) الاعتراض على طول الغيبة لعدم الصبر على تأخير الانتقام من الظالمين او للعجز عن إدامة حالة الاستعداد والتمهيد للظهور بأشكال التمهيد الذي يتطلب أحياناً تضحيةً بالنفس ومواجهةً مع الظالمين واصطداماً بالمجتمع، ولذا ستكون فترة الغيبة صعبة وشاقة.

 

          (ومنها) كثرة أصحاب الدعاوى الباطلة الذين يدّعون الارتباط بالإمام (عليه السلام) ومشروعه فيخدعون بها السذّج والجهلة ليتأمّروا عليهم، وهكذا.

 

          روى زرارة –وهو من أجلاء أصحاب الإمامين الباقر والصادق (عليهما السلام)- قال: (سمعتُ أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: إن للغلام غيبة قبل أن يقوم، ثم قال: يا زرارة وهو المنتظر، وهو الذي يُشَكُّ في ولادته، منهم من يقول: مات أبوه بلا خلف، ومنهم من يقول: حمْلٌ، ومنهم من يقول: إنه وُلِد قبل موت أبيه بسنتين، وهو المنتظر، غير أن الله عز وجل يحبّ أن يمتحن الشيعة، فعند ذلك يرتاب المبطلون، يا زرارة، قال: قلتُ: جعِلتُ فداك إن أدركتُ ذلك الزمان أي شيء أعملُ؟، قال: يا زرارة إذا أدركت هذا الزمان فادعُ بهذا الدعاء: اللهم عرّفني نفسك فإنك إن لم تعرّفني نفسك لم أعرف نبيك، اللهم عرّفني رسولك فإنك إن لم تعرّفني رسولك لم أعرف حجتك، اللهم عرّفني حجتك فإنك إن لم تعرّفني حجتك ضللتُ عن ديني)([16]).

 

وهذا التعليم إنما هو لنا نحن الذين نعيش في زمان الغيبة لأن الإمام (عليه السلام) يعلم أن زرارة لا يدرك زمان الغيبة، وكذلك يعلم زرارة لإخبار الإمام (عليه السلام) أن الغيبة للثاني عشر.

 

والمُنجي ليس هو مجرد تحريك اللسان بهذه الكلمات فإنها لا توصل إلى هذه النتيجة وإن كانت توجب بعض الفوائد كتحصيل الثواب، وهذا معنى كررته في أحاديثي لأهميته، لذلك لم يقل الإمام (عليه السلام): (قل هذه الكلمات) وإنما قال: (ادعُ بهذا الدعاء) أي أوجد في نفسك حقيقة هذا الدعاء وطلب هذه المعاني، وحينئذٍ سيعصمك الله تعالى من الضلال، ألا ترى أن الإنسان لو تعرض إلى عدو قاتل أو حيوان مفترس وله مأوى محصَّن، فهل ينجيه أن يردد بلسانه بأي عدد من المرات: (أعوذ بهذا الحصن من العدو))؟ أم أن عليه أن يدخل في ذلك الحصن فعلاً؟.

 

          فطريق النجاة يتطلب معرفة  الإمام (عليه السلام) معرفة صحيحة والسير على نهجه.

 

          والدعاء المذكور في الحديث يشير إلى ترتيب في طريق المعرفة على عكس ما هو متعارف لدى أغلب الناس فنحن ننتقل بالمعرفة من الأثر إلى المؤثر ومن الفرع إلى الأصل، وهو طريق مقبول ولم ينفه الحديث الشريف وروى الشيخ الصدوق (قدس سره) في كتاب التوحيد في تفسير هذا الحديث عن الصادق (عليه السلام) قوله: (لولا الله ما عُرِفنا، ولولا نحن ما عُرف الله) ثم قال الصدوق: ((ومعناه لولا الحجج ما عُرف الله حق معرفته ولولا الله ما عُرف الحجج))([17]).

 

          فهذه المعرفة الغالبة لدى الناس مقبولة, لكن الحديث يدعو الى المعرفة الأسمى وهي التي تبدأ بالأصل ثم الى الفرع ، ففرقٌ بين من يعرف طلوعَ الشمس من خلال إخبار الآخرين أو من خلال وجود ضوئها ونورها منعكساً عن الأشياء وبين من يراها عياناً، قال تعالى: [سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ] (فصلت:53)، فبناءً على كون الصفة المشبهة (شهيد) بمعنى اسم المفعول (مشهود) تفيد الآية أن ظهور الله تعالى في كل شيء يغني عن الآيات والدلائل في الأنفس والآفاق، وفي ملحق دعاء الامام الحسين (عليه السلام) يوم عرفة عدة اشارت لهذا المعنى .

 

          فالأصل هي معرفة الله تبارك وتعالى ومنها تنفتح المعرفة على النبي (صلى الله عليه وآله) ومن ثم معرفة الإمام (عليه السلام) وفي ذلك روي عن الإمام الصادق (عليه السلام) قال: (قال أمير المؤمنين (عليه السلام): اعرفوا الله بالله، والرسول بالرسالة، وأولي الأمر بالأمر بالمعروف والعدل والإحسان)([18]).

 

          فالبداية من معرفة الله بالله تبارك وتعالى كما ورد في الأدعية الشريفة: (يا من دلّ على ذاته بذاته) –من دعاء الصباح- و (بك عرفتك وأنت دللتني عليك ولولا أنت لم أدرِ ما أنت) –من دعاء أبي حمزة-.

 

          والتفسير الذي يمكن تقريبه لمعنى معرفة الله بالله هو التعرف على الله تعالى وصفاته وأسمائه من خلال تجلياته في مخلوقاته، فمن جمال الطبيعة التي خلقها تعرف أنه جميل، ومن طول أناته وإمهاله للظالمين تعرف أنه حليم، ومن وضع كل شيء في موضعه تعرف أنه حكيم، ومن عجائب المخلوقات تعرف قدرته وقوته، ومن تناسقها وانسجامها ووحدة قوانينها تعرف أحديته، ومن تصرفه في الخلق كيف يشاء تعرف قيمومته وأن بيده كل شيء.

 

          روى الشيخ الصدوق (قدس سره) في كتابه التوحيد في باب أن الله لا يعرف إلا به بإسناده عن أبي جعفر (عليه السلام) عن أبيه عن جده (عليهما السلام) أنه قال: (إن رجلاً قام إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) فقال: يا أمير المؤمنين بماذا عرفت ربك؟ قال: بفسخ العزم ونقض الهم، لما هممت فحيل بيني وبين همي وعزمت فخالف القضاء والقدر عزمي علمت أن المدبر غيري)، فهذا من تجليات هيمنته وقيمومته وتدبيره عز وجل .

 

          قال الفيض الكاشاني (قدس سره): ((فاطلبوا معرفته بآثاره فيها من حيث تدبيره لها وقيمومته إياها وتسخيره لها وإحاطته بها وقهره عليها حتى تعرفوا الله بهذه الصفات القائمة به ولا تنظروا إلى وجوهها التي إلى أنفسها أعني من حيث أنها أشياء لها ماهيات لا يمكن أن توجد بذواتها بل مفتقرة إلى موجد يوجدها؛ فإنكم إذا نظرتم إليها من هذه الجهة تكونوا قد عرفتم الله بالأشياء فلن تعرفوه إذن حق المعرفة، فإن معرفة مجرد كون الشيء مفتقراً إليه في وجود الأشياء ليست بمعرفة في الحقيقة على أن ذلك غير محتاج إليه))([19]).

 

          فإذا عرفنا الله تعالى وأن من صفاته أنه لطيف بعباده رحيم كريم بهم وأنه حكيم لم يخلق الخلق عبثاً بلا غاية وهدف فإنه لا يتركهم سدى وفي فوضى فيحصل نقيض الغرض بل ولا بد أن يبعث إليهم رسلاً يعلّمونهم ما يصلح شأنهم ويسعدهم في الدنيا والآخرة ويضعون لهم القوانين والأحكام التي تنظّم حياتهم، وهذه القوانين والأحكام تكون مبنية على أساس التوحيد ومنسجمة مع الصفات الإلهية [وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً] (الإسراء:23) [إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ] (النحل:90) [إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤدُّواْ الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُم بَيْنَ النَّاسِ أَن تَحْكُمُواْ بِالْعَدْلِ] (النساء:58).

 

          وبهذا المحتوى للرسالة تعرف من هو الرسول الصادق في دعواه وتميّزه عن المدعين المخادعين، وبذلك نكون قد عرفنا الرسول بالرسالة وهي أسمى معرفة ولا نحتاج حينئذٍ إلى معجزة أو إخبار الثقات ونحو ذلك من وسائل المعرفة التي لا تفيد الاطمئنان كالأولى.

 

          ومن معرفة الرسول يُعرَف الإمام؛ لأن النبي (صلى الله عليه وآله) معروف بأنه حكيم عاقل لا يمكن أن يترك الأمة بعده بلا راع، وأنه (صلى الله عليه وآله) رحيم بأمته شفيق عليهم [حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ] (التوبة:128) وأنه القرآن الناطق الذي يجسده في حياته، وأنه مظهر الصفات الإلهية، يعرف الإمام بعده الذي يكون خليفته ويقوم مقامه وهو أمير المؤمنين (عليه السلام)، فالذين تآمروا بعد وفاة رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم)وانكروا وصيته في  علي (عليه السلام) وادعوا عدم نصية خليفة من بعده، انما أساؤوا إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) ولم يعرفوه حق معرفته، لانهم انكروا بذلك حكمته ورحمته ولطفه وشفقته وحرصه على الامة وغيرها من خصاله الكريمة.

 

          ومن بعد الرسول يعرف الإمام وأولو الأمر أي القيادة الدينية الحقة بإقامتهم لأحكام هذه الشريعة ومبادئها وتنفيذها على ارض الواقع (واعرفوا أولو الأمر بالأمر بالمعروف والعدل والإحسان) وفي رواية([20]) (وأولو الأمر بالمعروف) أي ليس فقط ويعرفون بأمرهم بالمعروف فهذا رغم أهميته إلا أنه قد يشاركهم كثيرون، فلا بد أن يعرفوا بالمعروف أي بإقامتهم للمعروف وأن يعملوا بما يأمرون به غيرهم.

 

          فبهذه العلامات يُعرف الأئمة (عليهم السلام) وقادة المسلمين وأولياء أمورهم وليس بالادعاءات والعناوين المصطنعة.

 

 والسعي لتحصيل هذه المعرفة أمر ضروري بالغ الأهمية لما ورد في ذيل الدعاء (فإنك إن لم تعرفني حجتك ضللت عن ديني) والضلال عن الدين يعني الوقوع في ظلمات الجاهلية، ومنه تعرف الارتباط بين هذا الدعاء والرواية المشهورة التي رواها الفريقان، وممن ذكرها الشيخ الصدوق عن محمد بن عثمان العمري – وهو السفير الثاني- قال: (سمعت أبي يقول: سُئل أبو محمد الحسن بن علي عن الخبر الذي روي عن آبائه عن رسول الله (صلى الله عليه وآله): (من مات ولم يعرف إمام زمانه مات ميتة جاهلية)([21]) قال (عليه السلام): (نعم إن هذا حق كما أن النهار حق)([22]) وماذا تعني الجاهلية غير الضلال والانحراف والفساد.

 

وكان غاية جهد الأنبياء والأئمة (صلوات الله عليهم أجمعين) وتضحياتهم إنقاذ العباد من الجاهلية وأغلالها وآصارها [الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوباً عِندَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُم بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَآئِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالأَغْلاَلَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ] (الأعراف:157) وفي زيارة الأربعين للإمام الحسين (عليه السلام): (فأعذر في الدعاء ومنح النصح وبذل مهجته فيك ليستنقذ عبادك من الجهالة وحيرة الضلالة).

 

          وهذه العلامات لأولياء الأمور الذين يقودون الأمة ويأخذون بأيدي الناس نحو الهداية والصلاح ذكرتها الآية الشريفة: [الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الأُمُورِ] (الحج:41) وأي تمكين في الأرض زمان الغيبة أقوى من ولاية أمور المسلمين والنيابة عن الإمام المهدي (عليه السلام)، فعلامات قيادتهم الصحيحة إقامة معالم الدين المذكورة [أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ] (الشورى:13).

 

          فمن أهم وظائف المنتظرين في زمان الغيبة معرفة الحجة التي إن تمسكت بها لن تضل عن دينك، بإقامتهم لدين الله تعالى وحرصهم على عباد الله تعالى، وان السبب الرئيسي لمعاناة الامة والكوارث التي تحلٌ بها هو عدم اهتدائها الى قادتها الحقيقيين، او عدم طاعتهم كما يلزم .

 

اَللّـهُمَّ اَعِنّا وَوَفَّقَنا لِما تُحِبُّ وَتَرْضى وَعَلى مَا افْتَرَضْتَ عَلَيْنا مِنْ طاعَتِكَ وَطاعَةِ رَسوُلِكَ وَاَهْلِ وَلايَتِكَ ([23])

عيد الاضحى

 

عيد الاضحى

 عيد الاضحى

 



[1]) الخطبة الاولى لصلاة عيد الاضحى المبارك عام 1435 المصادف 5/10/2014.

[2]) آمالي الصدوق : 316 ح7.                                

[3]) نهج البلاغة : 333 خطبة 216.

[4]) شرح أصول الكافي المؤلف : الملا صالح‌ المازندراني    الجزء : 10  صفحة : 166 .

[5]) راجع مصادرها في ميزان الحكمة :1/514.

[6]) بحار الانوار :67/232/ح48.

[7]) تفسير ابن كثير : 7/138.

[8] ) تفسير الامثل: 13/475 حكاها عن روح البيان : 9/310.

[9] ) تفسير البرهان : 9 / 193.

[10] ) ميزان الحكمة 2:391.

[11] ) امالي الطوسي : 202 ح 10 من الجزء الخامس ،عيون اخبار الرضا (عليه السلام) :2/28.

[12]) مفاتيح الجنان : 337.

[13] ) مفاتيح الجنان : 467 اعمال شهر ذي الحجة.

([14]) الخطبة الثانية لصلاة عيد الاضحى المبارك عام 1435 المصادف 5-10-2014

([15]) كمال الدين للصدوق: 2/81، الباب 38.

([16]) الكافي: 1/197، كتاب الغيبة.

([17]) حكاه عنه في الوافي: 1/221، باب 29 إنه لا يعرف الا به.

([18]) أصول الكافي: كتاب التوحيد: 51، باب أنه لا يعرف إلا به، وفي توحيد الصدوق: 286، باب بنفي العنوان أنه لا يعرف إلا به.

([19]) الوافي: 1/222، كتاب العقل والعلم والتوحيد، باب 29: أنه لا يعرف إلا به.

([20]) كتاب التوحيد للصدوق: 286.

([21]) وروى الشيخ المفيد عن محمد بن علي الحلبي، قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): (من مات وليس عليه إمام حي ظاهر مات ميتة جاهلية) الاختصاص: 269، ونقلها عنه المجلسي في البحار: 7/20.

([22]) كمال الدين: 2/81، الباب 38، والحديث مشهور لدى طوائف المسلمين.

[23] ) من الدعاء المأثور للعشر الاوائل من ذي الحجة.