كلا إن الإنسان ليطغى * أن رآه استغنى

| |عدد القراءات : 10259
  • Post on Facebook
  • Share on WhatsApp
  • Share on Telegram
  • Twitter
  • Tumblr
  • Share on Pinterest
  • Share on Instagram
  • pdf
  • نسخة للطباعة
  • save

بسمه تعالى

كلا إن الإنسان ليطغى * أن رآه استغنى[1]

(سورة العلق : 6-7)

متلازمة ثنائية بين الشعور بالاستغناء والطغيان يشير إليها القرآن الكريم بأسف وحسرة يدل عليها استعمال لفظ (كلا) التي قيل عنها أنها تعبير عن الردع[2]، وإذا طبّقنا هذا المعنى على الآية فتكون ردعاً عن تصور السلوك الطبيعي الفطري الذي تقتضيه الآيات السابقة في بداية سورة العلق من الشكر والطاعة، فتكون بمعنى أداة الاستدراك (لكنّ)، وقيل أن معناها (حقاً).

الأسف والحسرة لوجود هذا المرض المعنوي في الإنسان على خلاف الفطرة وحكم العقل، إذ المفروض أن يكون رد الفعل على تحصيل الغنى هو الشكر والتواضع والاحسان، لا الطغيان والكفر والجحود والتمرد، وهذه المتلازمة المرضية في عالم القلب والنفس أخطر من المتلازمة المرضية في عالم الجسد كمرض الايدز لأن الثاني يفتك بالحياة الدنيوية الزائلة أما الأول فيفتك بالحياة المعنوية الباقية.

والغريب أن تكون هذه الثنائية هي الحالة العامة لدى (الإنسان) الذي تذكره الآية وكأنه ملازم لذاته بحيث صحّت نسبتها إلى الإنسان كجنس إلا من عصم الله تعالى، قال أمير المؤمنين (عليه السلام): (الغنى يطغي)[3]، وكأن هذه العلاقة دائمية مطلقة، وقال (عليه السلام): (غرور الغنى يوجب الأشر) وهو أسوأ من البطر ويحذر (عليه السلام) من هذه النتيجة بسبب الشعور بالغنى، قال (عليه السلام): (إستعيذوا بالله من سكرة الغِنى، فإن له سكرة بعيدة الإفاقة)[4].

والطغيان في اللغة بمعنى تجاوز الحد، قال تعالى: (إِنَّا لَمَّا طَغَى الْمَاء) (الحاقة/11) وعبّر تعالى عن الفيضان بالطغيان قال تعالى: (فَأُهْلِكُوا بِالطَّاغِيَةِ) (الحاقة/5)، فتفيد الآية إن الإنسان يتجاوز حدود الشرع والعقل والفطرة فيتمرد على خالقه ويخرج عن زي العبودية، ثم يطغى على الناس ويتجاوز عليهم بمجرد أنه يرى نفسه قد استغنى بتوفر بعض الأسباب لديه، وهو شعور باطل لذا كان تعبير القرآن الكريم دقيقاً كما هو شأنه إذ قال (أن رآه) ولم يقل (أن استغنى) لأن شعوره بالغنى وهْم، إذ لا غني حقيقة إلا الله تعالى وكل الخلق محتاجون إليه (يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنتُمُ الْفُقَرَاء إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ) (فاطر/15) وفي دعاء الإمام الحسين (عليه السلام) يوم عرفة (إلهي أنا الفقير في غناي فكيف لا أكون فقيراً في فقري)[5]، وإذا وُصف أحدٌ بالغنى فهو نسبي أي بلحاظ توفّر احتياجاته المعاشية واستغنائه عن الطلب من الآخرين.

والذي ينصرف إليه لفظ الغنى الموجب للطغيان هو غنى المال وهو معنى صحيح، عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال: (إنما أتخوف على أمتي من بعدي ثلاث خلال: أن يتأوّلوا القرآن على غير تأويله، أو يتبّعوا زلة العالم[6]، أو يظهر فيهم المال حتى يطغوا ويبطروا)[7].

ومن كلمات أمير المؤمنين (عليه السلام) في صفة أعجب ما في الإنسان وهو القلب قال (عليه السلام): (إن أفاد مالاً أطغاه الغنى وإن أصابته مصيبة فضحه الجزع)[8]، وعنه (عليه السلام): (لا تكن ممن يرجو الآخرة بغير العمل... إن استغنى بَطِر وفُتِن، وإن افتقر قنط ووهن)[9]، فما أعجب هذا الإنسان الذي لا يلتفت إلى مكامن ضعفه وانحرافه.

ومن الحكايات في هذا المجال ننقلها للاتعاظ: ما روي عن الإمام الصادق (عليه السلام) قال جاء رجل موسر إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) نقي الثوب فجلس إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله)، فجاء رجل معسر درن الثوب فجلس إلى جنب الموسر، فقبض الموسر ثيابه من تحت فخذيه، فقال له رسول الله (صلى الله عليه وآله): أخِفتَ أن يمسّك من فقره شيء؟ قال : لا، قال: فخفتَ أن يصيبه من غناك شيء؟ قال: لا ، قال: فما حملك على ما صنعت؟ فقال: يا رسول الله: إنّ لي قريناً يزيّن لي كل قبيح، ويقبّح لي كل حسن، وقد جعلتُ له نصف مالي.

فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): أتقبل؟ قال: لا، فقال له الرجل: ولمَ؟ قال: أخاف أن يدخلني ما دخلك).[10]

أقول: هذا الفهم –أي كون غنى المال موجب للطغيان- صحيح إلا أن الأمر لا يقتصر عليه، فقد يطغى الإنسان بكثرة الولد والأنصار، قال تعالى: (أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ* حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقَابِرَ) (التكاثر/1-2) وقال تعالى: (واعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ و تَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ) (الحديد/20) وقد يطغى بالعلم فيعتدُّ بنفسه (قَالَ فَمَا خَطْبُكَ يَا سَامِرِيّ * قَالَ بَصُرْتُ بِمَا لَمْ يَبْصُرُوا بِهِ فَقَبَضْتُ قَبْضَةً مِّنْ أَثَرِ الرَّسُولِ فَنَبَذْتُهَا وَكَذَلِكَ سَوَّلَتْ لِي نَفْسِي) (طه/95- 96) (قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِندِي) (القصص/78).

ولاشك أن من أقوى أسباب الطغيان السلطة بكل أشكالها وليس الحكّام فقط، كما حصل لفرعون (اذْهَبْ إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى) (طه/24) حتى بلغ به الطغيان حدّاً أن يقول (فَقَالَ أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَى) (النازعات/24) لأن السلطة تتضمن أدوات القوة والهيمنة والنفوذ (وَنَادَى فِرْعَوْنُ فِي قَوْمِهِ قَالَ يَا قَوْمِ أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ وَهَذِهِ الْأَنْهَارُ تَجْرِي مِن تَحْتِي أَفَلَا تُبْصِرُونَ) (الزخرف/51).

والسبب الجامع للطغيان هو حب الدنيا والركون إليها والتعلّق بزخارفها (فَأَمَّا مَن طَغَى * وَآثَرَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا * فَإِنَّ الْجَحِيمَ هِيَ الْمَأْوَى) (النازعات/37-39)، والأنانية وتزيين الشيطان، عن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: (من شغل نفسه بغير نفسه تحيّر في الظلمات، وارتبك في الهلكات، ومدّت به شياطينه في طغيانه).[11]

وهنا ننقل التفاتة أخلاقية لسيدنا الأستاذ الشهيد الصدر الثاني (قده) قال ((وإنما يشعر بالاستغناء إذا (رآه) يعني رأى نفسه بالجنبة الاستقلالية، أو رأى نفسه مستغنياً، أو أنّ رؤيته للنفس هي الاستغناء، أو أنّ هناك ملازمة بين رؤية النفس والاستغناء، فيكون المحصَّل: إن رؤية النفس سببٌ للشعور بالاستغناء، والشعور بالاستغناء سبب للطغيان، أعاذنا الله من كل شر).[12]

فلينتبه الطاغي بكل مستوياته وأشكاله الى أن عاقبته سيئة في الدنيا والآخرة (وَلَا تَطْغَوْا فِيهِ فَيَحِلَّ عَلَيْكُمْ غَضَبِي وَمَن يَحْلِلْ عَلَيْهِ غَضَبِي فَقَدْ هَوَى) (طه/81) (هَذَا وَإِنَّ لِلطَّاغِينَ لَشَرَّ مَآبٍ) (ص/55) (إِنَّ جَهَنَّمَ كَانَتْ مِرْصَاداً * لِلْطَّاغِينَ مَآباً) (النبأ/21-22) (فَأَمَّا مَن طَغَى * وَآثَرَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا * فَإِنَّ الْجَحِيمَ هِيَ الْمَأْوَى) (النازعات/37-39)، وضرره في الدنيا خطير وسريع، عن أمير المؤمنين (عليه السلام): (ما أسرع صرعة الطاغي)[13].

ولا شك أن من أسوأ اشكال الطغيان عصيان أوامر الإمام الحجة المنصوب على الخلق ومن نصّبه الأئمة المعصومون (عليهم السلام) حججاً على الخلق ورد في تفسير قوله تعالى (وَوَضَعَ الْمِيزَانَ*أَلَّا تَطْغَوْا فِي الْمِيزَانِ) (الرحمن/ 7-8)، عن الإمام الرضا (عليه السلام) قال (الميزان أمير المؤمنين (عليه السلام) نصبه لخلقه) وفي معنى (ألا تطغوا في الميزان) قال (لا تعصوا الإمام)، ومثلها رواية عن الإمام الصادق (عليه السلام) قال (لا تطغوا في الإمام بالعصيان والخلاف)، وقال: (أطيعوا الإمام بالعدل ولا تبخسوه حقه)[14].

وورد عن الإمام الصادق في تفسير قوله تعالى (وَالَّذِينَ اجْتَنَبُوا الطَّاغُوتَ أَن يَعْبُدُوهَا وَأَنَابُوا إِلَى اللَّهِ لَهُمُ الْبُشْرَى فَبَشِّرْ عِبَادِ) (الزمر/17)، فخاطب (عليه السلام) أحد أصحابه بذيل هذه الآية (أنتم هم -أي المقصودون بقوله تعالى فبشر عباد- ومن أطاع جباراً فقد عبده)  وعن الإمام السجاد (عليه السلام) قال (أيها المؤمنون لا يفتننّكم الطواغيت وأتباعهم من أهل الرغبة في الدنيا)  وعن الإمام الباقر (عليه السلام) قال (إياكم والولائج فإن كل وليجة دوننا فهي طاغوت) .

وروي عن الإمام الصادق قال (مرَّ عيسى بن مريم على قرية قد مات أهلها... فقال: يا أهل هذه القرية فأجابه منهم مجيب: لبّيك يا روح الله وكلمته، فقال: ويحكم ما كانت أعمالكم؟ قال: عبادة الطاغوت وحب الدنيا... قال: كيف كانت عبادتكم للطاغوت؟ قال: الطاعة لأهل المعاصي) .

ولأن الطغيان يزداد ويتركز في سلوك الفرد إذا استكبر عن سماع النصيحة والموعظة والارشاد، ولم يراجع نفسه ويحاسبها، {أَتَوَاصَوْا بِهِ بَلْ هُمْ قَوْمٌ طَاغُونَ} الذاريات53 {أَمْ تَأْمُرُهُمْ أَحْلَامُهُم بِهَذَا أَمْ هُمْ قَوْمٌ طَاغُونَ }الطور32، عن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: (ومن طغى ضلّ على عمد بلا حجة)[15] وحينئذ يتجذّر في ذات الإنسان وطبيعته حتى يصبح  صاحبه مثالاً للطغيان فيسمّى (طاغوتاً) وحينئذ يكون قدوةً للطغيان والتمرد والمعصية وداعياً لها ومعيناً عليها ويسنّ القوانين المخالفة لشريعة الله تعالى بسوء توفيقه فيضل أمة من الناس باتباعه، قال تعالى (وَالَّذِينَ كَفَرُواْ أَوْلِيَآؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُم مِّنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ أُوْلَـئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ) (البقرة/257).

ولذا كانت مجاملة المستغنين الطاغين ومداهنتهم بحجة كسبهم وهدايتهم من التصرفات الخطرة على الدين خصوصاً للمتصدّين في العمل الرسالي لأنها تؤدي إلى مزيد من التمرد والطغيان وإغراء لهم بالمضي في هذا الطريق وإقصاء الفقير، قال تعالى ملفتاً نظر النبي (صلى الله عليه وآله) إلى هذه الحقيقة ومحذراً منها (أَمَّا مَنِ اسْتَغْنَى * فَأَنتَ لَهُ تَصَدَّى * وَمَا عَلَيْكَ أَلَّا يَزَّكَّى * وَأَمَّا مَن جَاءكَ يَسْعَى * وَهُوَ يَخْشَى * فَأَنتَ عَنْهُ تَلَهَّى) (عبس: 5-10).

وانتهت الآيتان محل البحث بإعطاء العلاج لتطهير القلب والنفس من هذه الرذيلة {إِنَّ إِلَى رَبِّكَ الرُّجْعَى }العلق8  فإذا التفت إلى هذه الحقيقة وإنه سيموت ويرجع إلى ربِّه، فإنه يتيقن من أن غناه وهمٌ زائل وإن كل ما بيده سيفنى ويزول، وسيحاسبه ربّه على طغيانه وتمرده ويأوي إلى شر مآب، ولذا ورد في بعض الأدعية ما يذكّرنا بهذه الحقيقة (الحمد لله الذي قهر عباده بالموت والفناء) ليرغم أنف الطاغين .

وإذا انتقلنا إلى تطبيقات الآية لنحوّل القرآن الكريم إلى واقع عملي، فإنّ هذه المتلازمة المنافية لمنطق العقل تتجلى في حياة الإنسان فرداً ومجتمعاً، ولنبدأ من داخل الأسرة حيث يغترّ الرجل بسلطته وقيمومته فيطغى ويظلم أهل بيته وكم رأينا من رجال لما صار بأيديهم مال أهملوا أهلهم وتوجهوا إل اللهو والمتعة أو الوقوع في أسر الشهوات الجنسية أو عدم مراعاة مشاعر زوجته ونحو ذلك فيخرب بيته بيده.

والمرأة تعتدّ بنفسها لجمالها أو لأنها من الأسرة الفلانية أو لأن لها مرتباً شهرياً جيداً أو لشهادتها الراقية ونحو ذلك فتشعر بالاستغناء عن الرجل وتطغى وتتمرد وتتعالى وتقصّر في واجباتها فتنهدم أواصر العلاقة الزوجية.

ومن الأمثلة على ذلك طغيان بعض حملة العلم واستعلاؤهم وترفعهم عن الآخرين ورفضهم النصح والتذكير واستهزاؤهم بمن يقوم بذلك، وفرض وضع خاص للتعامل معهم كعدم الرضا الا بتقبيل اليد وإظهار التبجيل والتعظيم لهم ونحو ذلك.

أما طغيان الزعامات ومن بيدهم شيء من السلطة فقد ملأ التاريخ بمصائبه وكوارثه، وكذا الزعامات الاجتماعية كبعض رؤساء العشائر والمتنفذين وأمثالهم.

 خذ مثلاً أيضاً الغرب الذي اغترّ بالتقدم العلمي الذي توفّر لديه حتى غزا الفضاء وظن أنه قادرٌ على أن يحقق كل ما يريد فطغى وتجبر واستغنى عن ربّه وكفر به وصار التفكير المادي هو قائده ورائده ونسي ضعفه وعجزه وقصوره ونحوها من اللوازم لذاته حتى يأتيهم أمر ربهم {حَتَّىَ إِذَا أَخَذَتِ الأَرْضُ زُخْرُفَهَا وَازَّيَّنَتْ وَظَنَّ أَهْلُهَا أَنَّهُمْ قَادِرُونَ عَلَيْهَا أَتَاهَا أَمْرُنَا لَيْلاً أَوْ نَهَاراً فَجَعَلْنَاهَا حَصِيداً كَأَن لَّمْ تَغْنَ بِالأَمْسِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ}يونس24

وقد شهد التاريخ الماضي والحاضر كيف ينهار الطغاة وهم في أوج عنفوانهم كفرعون، (فَأَرْسَلَ فِرْعَوْنُ فِي الْمَدَائِنِ حَاشِرِينَ* إِنَّ هَؤُلَاء لَشِرْذِمَةٌ قَلِيلُونَ) (الشعراء/53-54) وكان جزاؤهم (فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ بِجُنُودِهِ فَغَشِيَهُم مِّنَ الْيَمِّ مَا غَشِيَهُمْ) (طه/78) وكقارون (فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ الْأَرْضَ) (القصص/81) وكهارون العباسي الذي يخاطب السحاب (أينما تمطري فخراجك لي) وإذا به يمرض مرض الموت وهو في ريعان الشباب فيأمر بحفر قبره وكان يقف عليه ويقرأ الآيات الكريمة (مَا أَغْنَى عَنِّي مَالِيهْ * هَلَكَ عَنِّي سُلْطَانِيهْ) (الحاقة/28-29) وشهدنا في العصر الحديث كيف قُتل الرئيس المصري أنور السادات عام 1981 وهو في قمة طغيانه ويستعرض قواته المسلحة في ذكرى 6/تشرين الأول ويملؤه زهو القوة والمقدرة، وهكذا.

على كل هؤلاء وكل من يطغى ويتمرد ويستكبر أن يستحضر قدرة الله تعالى، قال تعالى {فَأَمَّا عَادٌ فَاسْتَكْبَرُوا فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَقَالُوا مَنْ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةً أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَهُمْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يَجْحَدُونَ} (فصلت/15) أعاذنا الله تعالى وإياكم من تزيين الشيطان وخداع الدنيا والنفس الأمارة بالسوء.

 



[1] الكلمة التي القاها سماحة الشيخ اليعقوبي (دام ظله) على طلبة البحث الخارج بمناسبة افتتاح العام الدراسي للحوزة العلمية يوم الاحد 27-شوال-1435 المصادف 24-8-2014.

[2] الردع هنا يمكن تصوره عن توقّع النتيجة الطبيعية لاغداق النعم وهو الشكر وطاعة المنعم لأن الذي يحصل على خلاف ذلك وبذلك نردّ إشكال سيدنا الأستاذ الشهيد الصدر الثاني (قده) حين قال: (وفكرة الردع خطأ فضيع، لأنه ليس في الآيات السابقات إلاّ الحق فلا معنى للردع عنها) (منة المنان: 1/568) فيجاب على القول بأن (كلا) موضوعة للردع بما قربنا من إمكان حملها على هذا المعنى، ويمكن أن يكون الردع عما يليه من الكلام أي عن مقام الطغيان كما في بعض التفاسير، أو نفسرها بمعنى قريب من الردع بناءً على تقريب تعرضها لجملة من التحوّلات بمقتضى القرائن إلى معنى غير مقطوع الصلة عن الأصل، كمعنى الاستدراك الذي ذكرناه ولا مانع من ذلك.

[3] غرر الحكم: رقم 23.

[4] غرر الحكم: رقم 2555.

[5] مفاتيح الجنان: 473.

[6] أي يتتبعون أخطاء العلماء وينشرونها لتسقيطهم، أو انهم يتبعون ما تشابه من سلوك العالم ويجعلونه ذريعة لزلاّتهم.

[7] بحار الأنوار: 72/ 63ح7.

[8] نهج البلاغة: الحكمة 108.

[9] نهج البلاغة: الحكمة 150.

[10] الكافي: 2/262 ح1.

[11] نهج البلاغة: الخطبة 157

[12] منّة المنان: 1/569.

[13] غرر الحكم: 9526.

[14] راجع مصادرها في تفسير البرهان: 9/181.

[15] الكافي:  ٢ / ٣٩٤