لعب الدومنة والطاولي في المقاهي
لعب الدومنة والطاولي في المقاهي
انتشرت مؤخرا في بعض المناطق لعبة الدومينو أو ما تسمى بالشعبي (الدومنه) بحيث أصبحت ظاهرة ملفتة للنظر، وهناك مقاهي تروّج لهذه اللعبة بداعي، تنشيط الذهن، أو كسب الرزق، وقد يذهب الشباب إلى تلك المقاهي للتفرّج وشرب الشاي، وبناءا على ما تقدم تبرز الأسئلة التالية:
1- ما هو حكم هذه اللعبة (الدومنه) برهن أو من دون رهن؟
2- ما حكم أخذ الأجرة من قبل صاحب المقهى؟
3- ما حكم شرب الشاي في المقاهي المروجة لهكذا ألعاب؟
4- ما هو تكليف المؤمنين في حال الحكم بالحرمة؟
5- ما هي النصيحة التي توجهونها للجميع.
بسمه تعالى
1- ألعاب المغالبة ملحقة بالقمار حتى لو خلت من الرهان والجائزة للفائز، لقول الإمام الكاظم 7 (النرد والشطرنج والأربعة عشر بمنزلة واحدة، وكل وما قومر به فهو ميسر)[1] وهي محرّمة بالآيات القرآنية الكريمة والروايات الشريفة، قال الله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأَنصَابُ وَالأَزْلاَمُ رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ * إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاء فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَن ذِكْرِ اللّهِ وَعَنِ الصَّلاَةِ فَهَلْ أَنتُم مُّنتَهُونَ)(المائدة 90-91).
2- يحرم أخذ الأجرة على الألعاب المحرمة، وثمنها سحت يأكلها الآخذ في بطنه ناراً.
3- الجلوس في مجالس أهل اللهو المحرّم –وإن لم يشاركهم اللعب- محرّم إلاّ إذا كان لردعهم عن المنكر، وقد حذّرت بعض الروايات من أن العذاب يعمّهم جميعاً، فمن حديث للإمام الصادق 7 قال: (من جلس على اللعب بها فقد تبوأ مقعده من النار، وكان عيشه ذلك حسرة عليه في القيامة، وإياك ومجالسة اللاهي والمغرور بلعبها، فإنها من المجالس التي باء أهلها بسخط من الله، يتوقعونه في كل ساعة فيعمّك معهم).[2]
4- واجب المؤمنين الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ورصد الانحرافات وتشخيصها ومعالجتها قبل استفحالها وأن لا يجاملوا ولا يداهنوا، ولكن عليهم أداء ذلك بالرفق واللين والدعوة إلى الله تعالى بالحكمة والموعظة الحسنة، لأن التشنج وتحقير الآخر وإهانته تؤدي إلى عناده وتمرده.
5- أنصح أولاً أصحاب المقاهي أن يتوّرعوا ولا يغريهم تحصيل شيء من المال لارتكاب المحرّمات الشرعية، فإنّ الله تعالى هو الرزّاق وسيعوّضهم، قال تعالى (وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجاً* وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ)(الطلاق 2-3) فليجنّبوا مقاهيهم المحرّمات، وليجهّز المقهى بما ينفع الزبائن كتشغيل جهاز التلفزيون على القنوات المفيدة والهادفة، ووضع الكتب والمجلات النافعة على المناضد ليدفع الزبائن إلى تقليبها ومطالعتها.
وأنصح اللاهين بهذه الألعاب أن لا يصرفوا عمرهم الثمين في ما هو محرّم، ويكون وبالاً عليهم ويسبّب لهم العذاب الأليم، ولينشغلوا بدل اللعب المحرّم بأمور نافعة كالأعمال الاجتماعية المثمرة، أو حل مشاكل الناس أو خدمتهم وقضاء حوائجهم أو صلة الأرحام أو التزاور أو حضور المجالس النافعة أو مناقشة قضايا المدينة والمجتمع، لتتحول المقاهي إلى منتديات ثقافية وأدبية واجتماعية، وأن لا يشغلهم كل ذلك عن المحافظة على الصلاة في أوقاتها في المساجد وصلوات الجماعة وسيجدون لذة ومتعة وسعادة في هذه الأجواء الصالحة أكثر مما يتوقعون حصوله في ممارسة هذه الألعاب والله ولي التوفيق.
[1]. وسائل الشيعة، كتاب التجارة، أبواب ما يكتسب به، باب104 ح1 أو باب 102 ح14، 15.
[2]. وسائل الشيعة، كتاب التجارة، أبواب ما يكتسب به: باب103 ح4.