نظرات اسلامية في إعلان حقوق الانسان

| |عدد القراءات : 4809
نظرات اسلامية في إعلان حقوق الانسان
  • Post on Facebook
  • Share on WhatsApp
  • Share on Telegram
  • Twitter
  • Tumblr
  • Share on Pinterest
  • Share on Instagram
  • pdf
  • نسخة للطباعة
  • save

الفكر الاسلامي المعاصر

 المقدمة 

  

إن كل المحاولات التغريبية الشاملة للفكر والعقل المسلم سواء الشروع بتخطيط ما كان فكرة نفُذت، أو ما كان عملاً مباشراً قد وقَع ، تجسّدت بصورة أكثر وضوحاً في ذلك العالم صاحب العقيدة الاسلامية، الذي شهد هبوط الوحي ونزول الاديان السماوية، فمجموعة لا تعد ولا تحصى من التحديات الخارجية عاشها العالم الاسلامي وأمته منذ أمد بعيد، قد تجدّدت مع تطور ومتغيرات الوضع الراهن، فقد شهدت الساحة العالمية في نهايات القرن العشرين بروز ظاهرة جديدة في مسمياتها وتداعياتها على الأصعدة كافة عُرفت (بالعولمة)، كان انبثاقها الأول اقتصادياً بحتاً ، إلا أنه ما لبث أن شمل كل الجوانب السياسية والثقافية وحتى الاجتماعية، وتعد الولايات المتحدة الأمريكية قاعدة انطلاقها الأولى، إلا أنه ما لبث أن جرت محاولات نشرها إلى أرجاء المعمورة جميعها لا سيما العالم الاسلامي والعربي، فالعولمة أصبحت التحدي الجديد الذي ميّز نهايات القرن العشرين وبدايات القرن الحادي والعشرين، ذلك التحدي الذي تعاظم مع ازدياد التقدم والتطور العلمي والتكنولوجي الهائل، الأمر الذي جعل الأمة الإسلامية تعيش حالة أزمة معقدة متشابكة الجوانب، لذا بدأ البحث والتنقيب لاكتشاف مكامن هذا التحدي الجديد بأسلوبه ووسائله، الأمر الذي شغل تفكير معظم الباحثين والكتّاب والمفكرين على وفق اختصاصاتهم المتباينة، بشكل ولّد اضطراباً في الرؤية الواضحة لفهم مضمون العولمة، فقد أثيرت بشأنها وما زالت تثار تساؤلات عدة عن ماهيتها .. وطبيعتها .. وتاريخ نشأتها .. وما الذي يمكن التجاوب معه والأخذ به وما يمكن نبذهُ وطرحهُ، الأمر الذي جعل بعضهم يعدّها توجهاً جديداً انضم إلى جملة المؤثرات المعاصرة في مستقبل العالم عامة، والعالم الإسلامي خاصة.

 

ومع بروز الاحادية القطبية الامريكية وتفرّدها في الساحة العالمية، أدركت أن تلك الساحة لا يمكن أن يقاسمها فيها أحد، مهما كان صغيراً أو كبيراً، غربياً أو شرقياً، مما جعلها تعلن عن ظهور عدو جديد، لم تعدّه أكثر من عدو تريد اقتلاعه وكأنه المسألة لديها تصفية حسابات لا أكثر، فالغرب لم ينسَ أبداً تلك الهزائم المريرة التي لحقت به خلال الحروب الصليبية، الأمر الذي استبان له أن الفرصة قد حانت لارجاع اللحظات ، فالاعلام الأمريكي أخذ يشير باستمرار إلى أن العالم الاسلامي بات عدو الغرب البديل للاتحاد السوفيتي المتفكك.

 

إن تداعيات الوضع الدولي الجديد، شهدت تسابقاً ما بين النظريات التي مثلت السياسة الخارجية الأمريكية، بشأن بروز هذا العدو الجديد، فمن هذه النظريات كانت نظرية (صدام الحضارات) لصموئيل هنتنغتون و(نهاية التاريخ) لفرانسيس فوكوياما، هذان اللذان أشاعا أن الانموذج الغربي هو الأمثل ولا بد أن يخضع له العالم أجمع، ففوكوياما أكد في نظريته أن الديمقراطية الليبرالية هي نهاية التاريخ في ضوء انتصارها على الشيوعية، بل أنه لم يتوانَ عن دعوته إلى فرض الانموذج الغربي على كل دولة في العالم بحجة أنه" من أجل رقي مجتمع ما، يجب على الدولة أن تكون ديمقراطية، وأن تكون على اتصال بنظام التسوق العولمي" ( ) .

 

كما أكد هنتنغتون أن الصراع القادم سوف لن يكون صراعاً أيديولوجياً مثلما كان أبان حقيقة الحرب الباردة، بقدر ما سيكون صراعاً بين الحضارات لا سيما الحضارة الاسلامية والغربية، فقد أشار إلى أن "التفاعل العسكري الذي يمتد عمرهُ قروناً بين الغرب والاسلام، ليس من المرجح أن ينحسر، بل قد يصبح أكثر خطراً"( )

 

وهذا ما يعني دعوة لعودة الحروب الصليبية إلى سابق عهدها، فلقد استنتجت الدراسة نظرياً على ان أمر الصراع ما بين الحضارتين الاسلامية والغربية محتمل التصعيد ، وهذا ما ثبت على أرض الواقع من خلال ما شنته الولايات المتحدة الامريكية من عدوان عسكري على أفغانستان عد هجوماً "صليببياً" على الاسلام وامته.

 

مما يلاحظ على تلك النظريات الغربية أنها حاولت تأطير فكرة العولمة وتصديرها إلى الشعوب الاخرى ليكون لها الأثر المؤثر لا سيما في العالم العربي الإسلامي إذ كان الهدف من تلك النظريات وغيرها من المحاولات الغربية طمس الهوية والشخصية والثقافية الاسلامية، وإعلاء ثقافة الغرب لا سيما الامريكية التي تتصارع مع الثقافة الاوربية على أذواق الشعوب .

 

من هذا المنطلق لفت اهتمامنا هذا الموضوع ليكون مادة للبحث، لما تشكلهُ العولمة من خطرٍ على فكر المسلم وعقله وثقافته، مُستهدفاً استلابه فكرياً وثقافياً قبل كل شيء.. فضلاً عن وعينا أن أغلب الدراسات والبحوث الصادرة، قد تناولت هذه الظاهرة من وجهة نظر قومية، مع تركيز بعض الدراسات الاخرى، الأمر الذي لفت انتباهنا إلى قلة الدراسات التي تناولت هذه الظاهرة من وجهة نظر اسلامية فكرية أكاديمية غدا البحث فيها أمراً مهماً في عالم أصبح ما يميزه هو تنامي الافكار. فالساحة العربية والاسلامية شهدت بروز تناقض فكري بين التيار الاسلامي وبقية التيارات الاخرى من ناحية وتيار العولمة من ناحية أخرى، فكان كل فكر يقف على جانب محدد من تلك الساحة متسلحاً كل منهما بأسلحته الخاصة ووسائله المتميزة، فالفكر الاسلامي المعاصر تسلح بعقيدته وخصوصيته الاسلامية، بينما تسلّح الفكر العولمي بخصوصياته مستفيداً من تطوره العلمي والتكنولوجي وصولاً إلى ثورة المعلومات والاتصالات التييحاول فيها تصدير ثقافة الصورة والصوت.

 

ففي عالم اليوم وجد الفكر الاسلامي المعاصر نفسه وسط بيئة تزدحم بمجموعة من التحولات العالمية، الأمر الذي حدا به إلى التقدم والتطور بعدّه منظومة فكرية برزت على الساحة العربية والاسلامية ومنذ نهاية الثمانينيات من القرن الماضي، فقد كان تقدمة انطلاقاً معبّراً عن الانبعاث الاسلامي لصحوة اسلامية ناهضة أوجبت عليه ضرورة إدراك حقيقة هذه التحولات، وان يستوعب جميع قضاياها بدقة متناهية، وأن يستنبط ما يلائم طروحاته المستندة إلى الاصول الاسلامية، مع ضرورة أخذه بالحسبان التوسع في الاجتهاد لتفسير قضايا متجددة عالمياً، على وفق المعطيات العصرية، أي ضرورة القيام بقراءة جديدة لمصادره بما يتلائم مع تطورات العصر.

 

ولهذا فالتحولات العالمية أوجب على الفكر الاسلامي المعاصر التكيّف والتعايش مع معطياتها، بحيث أصبح الجمود والعزلة في زمن العولمة أمراً غير ممكن فضلاً عن أنه في خضم هذه التحولات أصبح أكثر دفاعاً عن خصوصيته الاسلامية مع استمرارعالمية دعوته الاسلامية، الأمر الذي يبدوا معه أن الفكر الاسلامي المعاصر أخذ يجمع ما بين العالمية والخصوصية في عالم اليوم. بعدّه فكراً عالماً لهُ خصوصيته وثوابتهُ الاسلامية الاساسية القائم عليها،فهو عندما يُبدي دفاعاً عن خصوصيته الاسلامية، لا يعني نفي خاصيته العالمية عنه بل انطلق في ذلك من زاوية دفاعه عنها ضد من يواجهه من فكر تغريبي أمريكي إذن فعالمية دعوته تنطلق من تلك الخصوصية الاسلامية.

 

إن دراستنا لموضوع العولمة، تأتي من ضرورة تلَمس أبعاد المشكلة وتنبيه العقل المسلم لخطورتها، مع أمكانية إيضاح محاولات الفكر الإسلامي المعاصر لوضع منهجية متكاملة ورسم استراتيجية تبنى على درجة عالية من الاجتهاد الواعي لمواجهتها.

 

ولأجل إيضاح هذه الدراسة للمشكلة بابعادها المتباينة، مع إبراز أساسيات الفكر الاسلامي المعاصر وركائزه وبيان موقفه من هذه الأبعاد، قُسمت على ثلاثة فصول مع مقدمة وخاتمة، فقد أوجب المنهاج العلمي الانطلاق أولاً نحو تحديد الظاهرة، كونها مفهوماً لم يتفق عليه العلماء والباحثون بعد، فاجتهادات المثقفين اختلفت وتباينت فيما يخص العولمة وعلى أساس ذلك حاول الفصل الأول معالجة (مفهوم العولمة وآلياتها)، للتعرف اولاً على الظاهرة، إذ قسم على مبحثين، تناول المبحث الأول (مفهوم العولمة)، انطلاقاً من محاولة تعريف الظاهرة بمستوياتها كافة، مع تحديد طبيعة الظاهرة وتميّزها من غيرها من المصطلحات التي اختلطت بها، فضلاً عن ذلك تناول المبحث تاريخ نشوء الظاهرة. 

 

أما المبحث الثاني، فجرى من خلاله تحديد آليات العولمة على وفق تجلياتها المتعددة المستعملة خدمة لأغراض ومصالح الدول المحركة لها وتحقيقاً لمآربها، فعلى أساس ذلك جرى تناول مؤسسات بريتون وودز – الصندوق والبنك الدوليين – فضلاً عن منظمة التجارة العالمية، التي حلت محل ما يُعرف بالاتفاقية العامة للتعريفات الكمركية والتجارية (الغات) بوصفها آليات اقتصادية، مع إيضاح العنصر المحرّك لها المعروف (بالشركات المتعدية الجنسيات)، ثم بعد ذلك جرى تناول الآلية العسكرية للعولمة من خلال توظيف الولايات المتحدة الامريكية لحلف شمال الأطلسي (الناتو)، لبسط ونشر العولمة عسكرياً الى جميع أرجاء العالم، وأخيراً التعرف على الآلية التي عدّت ذات تأثير فعّال في تحريك العولمة، وهي المنتدى الاقتصادي العالمي المعروف بـ(نادي دافوس)، الذي ادى دوراً رئيساً من وراء كواليس المسرح العالمي تحقيقاً لعملية العولمة.

 

أما الفصل الثاني الموسوم بـ (الفكر الاسلامي المعاصر والابعاد السياسية والاقتصادية للعولمة)، فقد ارتأينا لصعوبة فصل هذه الابعاد في عالم تشابك كلياً مع بعضهِ، ضرورة ادماجهما في فصل واحد استكمالاً للرؤية المنهجية الاكاديمية، فعولمة الاقتصاد التي تعني فرض الليبرالية الاقتصادية الغربية القائمة على اقتصاد السوق الحر، لا يتم الا بترسيخ المفاهيم السياسية لليبرالية وذلك بعولمة حقوق الانسان والديمقراطية والحد من سيادة الدولة، أي أن العملية واحدة وان اختلفت اوجهها، فكل منهما مكمل لعمل الآخر. 

 

وعلى أساس ذلك، تضمن هذا الفصل مبحثين، تناول الأول مسألة (الفكر الاسلامي المعاصر وعولمة السياسة)، تلك السياسة التي أصبحت في عالم اليوم تؤكد النزوع لتطبيق حقوق الانسان والديمقراطية على وفق المفهوم الغربي لها، فبعد أن كان الصراع بشأن مفاهيم عولمة السياسة محصوراً في دائرة الصراع الايديولوجي أبان حقبة الحرب الباردة، فما لبث ان أنتهى هذا الصراع، حتى اطلقت عولمة هذه المفاهيم. حيث بينّ الرئيس الامريكي السابق بيل كلنتون ذلك، أمام مجلس الكونغرس بقوله إن : "العولمة تتخطى مجرد المجال الاقتصادي، إذ ينبغي أن يكون هدفنا هو استقطاب العالم نحو الحرية والديمقراطية والسلم ومعارضة منْ يرغبون في تمزيق أوصاله " ( ). 

 

وعلى أساس ذلك، أصبح الوضع في ظل المتغيرات الدولية الاخيرة، يشهد أهتماماً واضحاً بقضية حقوق الانسان حتى انها أصبحت أحد المعايير المهمة في سياسة الغرب تجاه الاخر، فالفكر الاسلامي المعاصر له رؤيته الخاصة لتلك المفاهيم، منطلقاً من ثوابته التي تحددها مرجعيته الاسلامية. فأنطلق تحليلنا بشأن ما اذا كانت هناك قراءة اسلامية معاصرة لحقوق الانسان، أم ان هذه القراءة هي أمتداد لقراءته السابقة على أساس اعتماده على مرجعيته ؟ ثم ما هي نقاط الوحدة في المفهومين الاسلامي والغربي للاعلان العالمي لحقوق الانسان ؟ وما هي نقاط التقاطع بينهما ؟.

 

فضلاً عن ذلك، فالاهتمام وصل الى تعميم مفهوم الديمقراطية وعولمته فقد أكدت (هيلاري كلنتون) زوجة الرئيس الامريكي السابق بيل كلنتون، ان العالم السريع التغيّر في التكنولوجيا والاقتصاد العالمي يفرض تحديات جديدة على الدول لفرض الديمقراطية، عندما استشهدت بقول كلنتون من "ان الصراع من أجل الديمقراطية، لم ينتهي بعد، ويجب النضال من أجلها كل يوم " ( ). 

 

وعلى أساس ذلك جرى التركيز على موقف الفكر الاسلامي المعاصر من اشكالية الديمقراطية مفهوماً ومنهجاً، اذا كان لابد من الابتعاد عنه أو ضرورة الأخذ به؟ هل يمكن ان تطرح الديمقراطية كطريقاً للوصول الى معنى وتطبيق الشورى ؟ هل يمكن تحديد موقف واحد لدى الفكر الاسلامي المعاصر من قضية الديمقراطية ؟ كما طُرح موقف الفكر الاسلامي المعاصر من حتمية الدولة وتهميشها في عالم اليوم، هل هناك مواقف متعددة تجاه مسألة الدولة ؟ أو أجمع الفكر الاسلامي المعاصر على موقف ثابت محدد ؟.

 

وهنا كان لابد من طرح سؤال بغاية الاهمية وهو … كيف ينظر الفكر الاسلامي المعاصر لحاضره ومستقبله ؟ وما هي الادوات التي يمكنه استعمالها للوصول الى ذلك المستقبل ؟ بل ما هو موقف الفكر الاسلامي المعاصر من الاصالة … والمعاصرة والانفتاح ؟ هل أصبح الانفتاح من ضرورات توجهاته وصولاً الى أهدافه؟.

 

أما المبحث الثاني فعالج (الفكر الاسلامي المعاصر وعولمة الاقتصاد).. إذ جرى من خلاله البحث عن اساسيات وركائز الفكر الاسلامي المعاصر للاقتصاد، لاسيما قضية التنمية التي يمكن بها تطوير المجتمعات والافراد، وأجيب من خلاله أيضاً عن ماهية منهجية الفكر الاسلامي المعاصر لقضية التنمية ؟ وما الفرق بين برنامجه التنموي، والبرنامج الرأسمالي التنموي (العولمة الاقتصادية) ؟ ثم ما هو موقف الفكر الاسلامي المعاصر من عولمة الاقتصاد تحديداً ؟.

 

أما الفصل الثالث الموسوم بـ (الفكر الاسلامي المعاصر والبعد الثقافي للعولمة) فتم تناوله على وفق مبحثين، يبحث الأول في مسألة (العولمة وثورة المعلومات والاتصالات)، التي تعد آلية البعد الثقافي للعولمة، بما تنتجهُ هذه الثورة من تقنيات ووسائل اتصالية، حاولنا من خلاله ايضاح كيفية عمل هذه الثورة، ومحاولتها ايصال الثقافة الغربية، لاسيما الامريكية وعولمتها لجميع شعوب العالم، لاسيما العالم العربي والاسلامي. 

 

ثم عالج المبحث الثاني، مسألة (الثقافة العالمية والخصوصية الثقافية الاسلامية)، على وفق ثلاثة محاور، شمل الأول مفهوم الثقافة بين العالمية والخصوصية، ثم عالج المحور الثاني، الثقافة بين العولمة والفكر الاسلامي المعاصر، ثم بيان موقف الفكر الاسلامي المعاصر من عولمة الثقافة ثالثاً، متضمناً كيفية الوصول الى سبل مواجهة العولمة بوصفها مشروعاً تغريبياً، من وجهة نظر اسلامية استناداً الى مشروعه الحضاري.

 

وكلي املٌ في ان اكون قد وفقت لمعالجة حالة جديدة من التحدي، طرأت على العالم العربي والاسلامي، بما تنطوي عليه من فكرة مشروع تغريبي امريكي، يستطيع هضمها الوعي والعقل الاسلامي، علهُ يدرك ويفهم خطورة ما يحيط به من خلالها، ومن ثم تحفيز الهمم واستنهاضها لمواجهتها بما لدينا من فكر متجدد مستنير. 

 

والله ولي التوفيق. 

 

 

 

 

 

الكتاب متوفر في دار جامعة الصدر للطبع والنشر والتوزيع/ النجف الاشرف