قصيدة: أقبل السّــعدُ

| |عدد القراءات : 1305
  • Post on Facebook
  • Share on WhatsApp
  • Share on Telegram
  • Twitter
  • Tumblr
  • Share on Pinterest
  • Share on Instagram
  • pdf
  • نسخة للطباعة
  • save

أقبل السّــعدُ(([1]

أقبل السّعدُ فاغربي يا نحوسُ

 

فرّ جيش الدّجى ولاحت شموسُ

هتف الفجر بالحياة أطلّي

 

يوم أقبلتَ فالحياةُ عروسُ

وتناهى صوتٌ رخيمٌ، جميلٌ

 

في الأعالي، وقد أُديرت كؤوسُ

هو صوتُ الولدانِ والحورِ جمعاً

 

طاب صوتاً وطاب فيه الجليسُ

قد أتى منقذٌ، عظيمٌ كريمٌ

 

راحمٌ واصلٌ وبرٌّ أنيسُ

وهي كأسُ الأفراحِ لا غولَ فيها

 

لم يدنّس رحيقها ابليسُ

وعلى الأرضِ آيةٌ تلو أخرى

 

قد دنت ساعةٌ وأمرٌ شموسُ

كيف هذا الإيوانُ صار خراباً

 

وخبت نارُهم، وخاب المجوسُ

واختفى لليهودِ، دورٌ وصوتٌ

 

كيف يبقَى صوتٌ لهم أو حسيسُ

*

*

*

جئتَ والعالمُ الشقيُّ شقيٌّ

 

بالنواميس، والحروب ضروسُ

 (داحسٌ) تارةً، تدور سجالاً

 

(وفجارٌ) ومثل ذاك البسوسُ

جئت للناس، منهُمُ كلُّ فردٍ

 

آثمٌ، مشركٌ، شقيٌّ تعيسُ

كلُّ ما يزدهيه صَيدٌ لضَبٍّ

 

أو جرادٍ، أو كيف خبَّ العيسُ

جئتَ للناس، والنفوس أُذلّتْ

 

وقلوبٌ موتى، وروحٌ يؤوسُ

ربّ رمسٍ أحيا به الله قوماً

 

وجسومٍ تسيرُ فيها الرُّموسُ

عالمٌ غارمٌ بوأدِ بناتٍ

 

وعقولٍ، وذاك فكرٌ حبيسُ

غايةُ الشعرِ عندهم غزوُ جارٍ

 

وبكاءٌ مُرٌّ، وطلٌّ دروسُ

ولذيذ الألفاظ من كل فظّ

 

سمج نافرٍ، مقولٌ بئيسُ

مثلما (الحيزبونُ والدردبيسُ

 

والطُّخا والتّفاخ والعلطبيسُ)

عالمٌ بائسٌ، وفكرٌ غبيٌّ

 

وعلى هذه سواها فقيسوا

*

*

*

يا حبيباً، وجئتَ فجراً شفيعاً

 

تسحقُ الفقرَ والظلامَ تدوسُ

جئت نهراً يبُلُّ جدْبَ الصّحارى

 

ونهاراً، كلُّ المدى تقديسُ

*

*

*

لم تكنْ والأيامُ حالاً فحالاً

 

تتنضَّى لكلِّ حالٍ لبوسُ

أنت في الضِّيقِ كالرخاءِ بشوشٌ

 

باسمٌ قانعٌ سواك العبوسُ

أنت في الزُّهدِ عالمٌ لا يُدانى

 

جشبٌ مالحٌ، وثوبٌ دريسُ

هدّمتْ للبناءِ كفُّك ديناً

 

ضاعَ فيه القياسُ والتقييسُ

قُلتَ إنّ الإسلامَ قلبٌ سليمٌ

 

ولعمري ذاك الأساسُ الرئيسُ

ليس دينُ الإسلامِ محضَ طقوسٍ

 

بل حياةٌ، وغايةٌ وطقوسُ

وصنعتَ الإنسانَ خلقاً جديداً

 

مظهرٌ رائعٌ وفكرٌ نفيسُ

قُلتَ إن الإنسانَ كالمشطِ شأناً

 

يتساوى الرئيسُ والمرؤوسُ

تعرفُ الفضلَ للكرامِ فتَجزي

 

غايةُ الفضلِ أن يعافَ الخسيسُ

وأنا إن نسيتُ شيئاً فإنّي

 

لستُ أنسى ما قد حوى الناموسُ

قلتَ في حقِّ حيدرٍ كلماتٍ

 

نيّراتٍ وكلّهنّ شموسُ

قلتَ فيهِ وكان قولاً مبيناً

 

ليسَ منهُ الموضوعُ والمدسوسُ

قلتَ فيهِ أنا مدينةُ علمٍ

 

وعليٌّ ذا بابها القدّيسُ

قلتَ فيه: من كنت مولىً له هـ

 

ذا عليٌ مولىً له وأنيسُ

بعليٍ تمسّكوا، وبنيهِ

 

وابنتي بعدُ حين يحمى الوطيسُ

لعن اللهُ من تخلّف عنهم

 

فهو في الدهر عيشهُ محبوسُ

يا رسولَ المليكِ مُدَّ يداكَ

 

لجراحِ العراقِ علَّ تجوسُ

وبفكرِ التسامحِ اسعَ بودٍّ

 

وبنهجِ التقريبِ عقلي يسوسُ

ليس ما يدّعيهِ وهّاب حقّاً

 

إنّما قول مثله تدليسُ

لا ولا كالعرعور قال صواباً

 

فمهُ عاجزٌ شحيح خسيسُ

جعلوا الدين سلعةً في مزادٍ

 

والكراسي مرادهم و الفلوسُ

وفتاوى من شيوخٍ حاقداتٍ

 

وصمةٌ في سماها نحوسُ

أقتلوا الرافضيَّ ذبحاً ليغدو

 

فوق رمحِ رأس لهُ منكوسُ

يا رسولً من المليكِ أترضى

 

أمةٌ حكم دينها معكوسُ؟!

يا رسول المليكِ أدعُ عليهمْ

 

طغمةُ ليس فيهم قديسُ

مرةً.. داعشٌ تبيحُ دمانا

 

ثم يغري بـ(نصرةِ) ابليسُ

البدارَ البدارَ يا حجة اللـ

 

ـهِ ستحيا اذا ظهرت النفوسُ

يملأ الأرض عدلهُ بعدما قد

 

حلّ فيها التدنيسُ والتلبيسُ

عجّل اللهُ مقدماً أنتَ فيهِ

 

في صِحابٍ كأنكمْ طاووسُ

بلطيفِ الشعرِ الكريمِ أعنّي

 

حينَ يُتلى ستُستفادُ دروسُ

غايةُ الشعرِ أن تعيش قلوبٌ

 

بالتآخي وأن تُثارَ النفوسُ

بَرِءَ الشّعرُ من قوافٍ ثقالٍ

 

ضاعَ فيها الإحساسُ والمحسوسُ

إنّما هذهِ القلوبُ حديدٌ

 

ولذيذُ الألفاظِ مغناطيسُ

مِقوَلُ الحقِّ خالدٌ وجميلٌ

 

منهُ عبرَ الزمانِ تبقى طُروسُ

إنَّ زينَ الرؤوسِ فكرٌ نقيٌّ

 

هكذا فليكنْ وتحيا الرؤوسُ

 

 



[1] ) قصيدة انشدها جناب السيد اسد الله الحسيني حفيد المرحوم اية الله السيد مسلم الحلي بمناسبة ذكرى المولد النبوي الشريف يوم 20 ع1-1435المصادف 22-1-2014