قصيدة: أقبل السّــعدُ
أقبل السّــعدُ(([1]
أقبل السّعدُ فاغربي يا نحوسُ |
|
فرّ جيش الدّجى ولاحت شموسُ |
هتف الفجر بالحياة أطلّي |
|
يوم أقبلتَ فالحياةُ عروسُ |
وتناهى صوتٌ رخيمٌ، جميلٌ |
|
في الأعالي، وقد أُديرت كؤوسُ |
هو صوتُ الولدانِ والحورِ جمعاً |
|
طاب صوتاً وطاب فيه الجليسُ |
قد أتى منقذٌ، عظيمٌ كريمٌ |
|
راحمٌ واصلٌ وبرٌّ أنيسُ |
وهي كأسُ الأفراحِ لا غولَ فيها |
|
لم يدنّس رحيقها ابليسُ |
وعلى الأرضِ آيةٌ تلو أخرى |
|
قد دنت ساعةٌ وأمرٌ شموسُ |
كيف هذا الإيوانُ صار خراباً |
|
وخبت نارُهم، وخاب المجوسُ |
واختفى لليهودِ، دورٌ وصوتٌ |
|
كيف يبقَى صوتٌ لهم أو حسيسُ |
* |
* |
* |
جئتَ والعالمُ الشقيُّ شقيٌّ |
|
بالنواميس، والحروب ضروسُ |
(داحسٌ) تارةً، تدور سجالاً |
|
(وفجارٌ) ومثل ذاك البسوسُ |
جئت للناس، منهُمُ كلُّ فردٍ |
|
آثمٌ، مشركٌ، شقيٌّ تعيسُ |
كلُّ ما يزدهيه صَيدٌ لضَبٍّ |
|
أو جرادٍ، أو كيف خبَّ العيسُ |
جئتَ للناس، والنفوس أُذلّتْ |
|
وقلوبٌ موتى، وروحٌ يؤوسُ |
ربّ رمسٍ أحيا به الله قوماً |
|
وجسومٍ تسيرُ فيها الرُّموسُ |
عالمٌ غارمٌ بوأدِ بناتٍ |
|
وعقولٍ، وذاك فكرٌ حبيسُ |
غايةُ الشعرِ عندهم غزوُ جارٍ |
|
وبكاءٌ مُرٌّ، وطلٌّ دروسُ |
ولذيذ الألفاظ من كل فظّ |
|
سمج نافرٍ، مقولٌ بئيسُ |
مثلما (الحيزبونُ والدردبيسُ |
|
والطُّخا والتّفاخ والعلطبيسُ) |
عالمٌ بائسٌ، وفكرٌ غبيٌّ |
|
وعلى هذه سواها فقيسوا |
* |
* |
* |
يا حبيباً، وجئتَ فجراً شفيعاً |
|
تسحقُ الفقرَ والظلامَ تدوسُ |
جئت نهراً يبُلُّ جدْبَ الصّحارى |
|
ونهاراً، كلُّ المدى تقديسُ |
* |
* |
* |
لم تكنْ والأيامُ حالاً فحالاً |
|
تتنضَّى لكلِّ حالٍ لبوسُ |
أنت في الضِّيقِ كالرخاءِ بشوشٌ |
|
باسمٌ قانعٌ سواك العبوسُ |
أنت في الزُّهدِ عالمٌ لا يُدانى |
|
جشبٌ مالحٌ، وثوبٌ دريسُ |
هدّمتْ للبناءِ كفُّك ديناً |
|
ضاعَ فيه القياسُ والتقييسُ |
قُلتَ إنّ الإسلامَ قلبٌ سليمٌ |
|
ولعمري ذاك الأساسُ الرئيسُ |
ليس دينُ الإسلامِ محضَ طقوسٍ |
|
بل حياةٌ، وغايةٌ وطقوسُ |
وصنعتَ الإنسانَ خلقاً جديداً |
|
مظهرٌ رائعٌ وفكرٌ نفيسُ |
قُلتَ إن الإنسانَ كالمشطِ شأناً |
|
يتساوى الرئيسُ والمرؤوسُ |
تعرفُ الفضلَ للكرامِ فتَجزي |
|
غايةُ الفضلِ أن يعافَ الخسيسُ |
وأنا إن نسيتُ شيئاً فإنّي |
|
لستُ أنسى ما قد حوى الناموسُ |
قلتَ في حقِّ حيدرٍ كلماتٍ |
|
نيّراتٍ وكلّهنّ شموسُ |
قلتَ فيهِ وكان قولاً مبيناً |
|
ليسَ منهُ الموضوعُ والمدسوسُ |
قلتَ فيهِ أنا مدينةُ علمٍ |
|
وعليٌّ ذا بابها القدّيسُ |
قلتَ فيه: من كنت مولىً له هـ |
|
ذا عليٌ مولىً له وأنيسُ |
بعليٍ تمسّكوا، وبنيهِ |
|
وابنتي بعدُ حين يحمى الوطيسُ |
لعن اللهُ من تخلّف عنهم |
|
فهو في الدهر عيشهُ محبوسُ |
يا رسولَ المليكِ مُدَّ يداكَ |
|
لجراحِ العراقِ علَّ تجوسُ |
وبفكرِ التسامحِ اسعَ بودٍّ |
|
وبنهجِ التقريبِ عقلي يسوسُ |
ليس ما يدّعيهِ وهّاب حقّاً |
|
إنّما قول مثله تدليسُ |
لا ولا كالعرعور قال صواباً |
|
فمهُ عاجزٌ شحيح خسيسُ |
جعلوا الدين سلعةً في مزادٍ |
|
والكراسي مرادهم و الفلوسُ |
وفتاوى من شيوخٍ حاقداتٍ |
|
وصمةٌ في سماها نحوسُ |
أقتلوا الرافضيَّ ذبحاً ليغدو |
|
فوق رمحِ رأس لهُ منكوسُ |
يا رسولً من المليكِ أترضى |
|
أمةٌ حكم دينها معكوسُ؟! |
يا رسول المليكِ أدعُ عليهمْ |
|
طغمةُ ليس فيهم قديسُ |
مرةً.. داعشٌ تبيحُ دمانا |
|
ثم يغري بـ(نصرةِ) ابليسُ |
البدارَ البدارَ يا حجة اللـ |
|
ـهِ ستحيا اذا ظهرت النفوسُ |
يملأ الأرض عدلهُ بعدما قد |
|
حلّ فيها التدنيسُ والتلبيسُ |
عجّل اللهُ مقدماً أنتَ فيهِ |
|
في صِحابٍ كأنكمْ طاووسُ |
بلطيفِ الشعرِ الكريمِ أعنّي |
|
حينَ يُتلى ستُستفادُ دروسُ |
غايةُ الشعرِ أن تعيش قلوبٌ |
|
بالتآخي وأن تُثارَ النفوسُ |
بَرِءَ الشّعرُ من قوافٍ ثقالٍ |
|
ضاعَ فيها الإحساسُ والمحسوسُ |
إنّما هذهِ القلوبُ حديدٌ |
|
ولذيذُ الألفاظِ مغناطيسُ |
مِقوَلُ الحقِّ خالدٌ وجميلٌ |
|
منهُ عبرَ الزمانِ تبقى طُروسُ |
إنَّ زينَ الرؤوسِ فكرٌ نقيٌّ |
|
هكذا فليكنْ وتحيا الرؤوسُ |
[1] ) قصيدة انشدها جناب السيد اسد الله الحسيني حفيد المرحوم اية الله السيد مسلم الحلي بمناسبة ذكرى المولد النبوي الشريف يوم 20 ع1-1435المصادف 22-1-2014