نيلسون مانديلا.. الثائر الفذّ

| |عدد القراءات : 1083
  • Post on Facebook
  • Share on WhatsApp
  • Share on Telegram
  • Twitter
  • Tumblr
  • Share on Pinterest
  • Share on Instagram
  • pdf
  • نسخة للطباعة
  • save

بسمه تعالى

نيلسون مانديلا.. الثائر الفذّ

السبت 3 صفر 1435

الموافق 7/12/2013

أثنى سماحة المرجع الديني الشيخ محمد اليعقوبي (دام ظله) على شجاعة وصبر وثبات الزعيم التاريخي لجنوب أفريقيا "نيلسون مانديلا"[1] وأشاد بروحه الوطنية الكبيرة وحبّه لشعبه وبلده وتضحيته من أجل القضاء على التمييز العُنصري ونيل الحريّة من استعباد الأجنبي.

جاء ذلك في كلمة ألقاها على جمعٍ من طلبة الجامعة المستنصرية وعدد من الأساتذة فيها وفي جامعة النهرين بمكتبه في النجف الأشرف.

ووصف سماحته "مانديلا" بأنّه من الأفذاذ الّذين قلّما يجود بهم الزمن ليحرّروا شعوبهم ويستنقذونهم من العبودية والأغلال كالسيد الخُميني (قده) في جمهورية إيران الإسلامية وغاندي في الهند.

لقد عانى شعب جنوب أفريقيا من احتلال البيض الغربيين واستعبادهم له ومصادرة حقوقه في الحياة الكريمة والتمييز العنصري البغيض، وكان المحتل يأمل أن يجتث السكان الأصليين ويُنشئ هناك دولة له كما فعل في الولايات المتّحدة الأمريكية، فكان هذا دافعاً لمانديلا أن ينخرط في وقت مبكر وهو في العشرينات من عمره في العمل السياسي لإنقاذ شعبه، وبدأ بتشكيل التنظيمات والجمعيات السريّة وتنظيم العصيان المدني ضدّ سياسات المحتل، ولم يدّخر وسعاً حتّى على صعيد العمل المسلّح، حيث قاد الجناح العسكري لحزبه في بداية ستينيات القرن الماضي.

قضى أكثر من (26) عاماً في السجن (1964-1990) ولم يُثنه ذلك عن مواصلة النضال لتحقيق هدفه وكان يعلن وهو في قفص الاتهام إنّه يعتبر إنهاء هيمنة الأقلية البيضاء هدفاً سامياً وأنّه على استعداد للموت من أجله، وكان لا يقبل المساومة وأنصاف الحلول، ومن كلماته (الحرية لا يمكن أن تُعطى على جرعات، فالمرء إمّا أن يكون حرّاً أو لا يكون حرّاً).

ويسخر من الجبناء الذين يقبلون حياة الذلّ والعار ويقول: (الجبناء يموتون مرّات عديدة قبل موتهم والشجاع لا يذوق الموت إلاّ مرّة واحدة) حتى تحوّل سجنه إلى قضية عالميّة وانطلقت حملة (أطلِقوا سراح نيلسون مانديلا).

وأضاف سماحة المرجع إنّ مواقف مانديلا تدلّ على إنّ نفسه الكبيرة بقيت مستمرّة، فقد تنحّى عام 1999 عن رئاسة الجمهورية اختياراً في حالة نادرة وسلّمها إلى زعماء أكثر شباباً وتأهيلاً لإدارة اقتصادٍ حديث ومع ذلك فإنّه لم يستسلم للشيخوخة بل أعلن (التقاعد من التقاعد) وقاد حملة عالمية لمكافحة مرض الإيدز حتى توفي يوم الخميس الماضي وقد تجاوز التسعين.

ودعا سماحة المرجع في حديثه إلى استلهام هذه التجارب الإنسانية النبيلة بغض النظر عن القومية والدين، وأضافَ سماحته: ( ... بل نحن مسؤولون عمّا هو أوسع من ذلك وأنبل، لأننا نمتلك قمم الإنسانية فمن له كنبينا محمد (صلى الله عليه وآله) وأمير المؤمنين والحسين (صلوات الله عليهم أجمعين) فما أحرانا أن نكون نحن النبراس الذي تهتدي به الأمم).

 


[1] ولد في 1918، وانظم عام 1944 إلى حزب المؤتمر الوطني الأفريقي، بدأ محادثات في منتصف الثمانينيات وهو في السجن مع المحتل الأبيض لإنهاء هيمنتهم واستمرت حتى بعد الافراج عنه عام 1990 وأثمرت عن انتخابات عامة سنة 1994 فاز حزبه فيها وأصبح رئيساً للبلاد، مُنح جائزة نوبل للسلام عام 1993 وتوفي يوم 5/12/2013.