مسائل مستحدثة في الحج لهذا العام
مسائل مستحدثة في الحج لهذا العام
سماحة المرجع الديني الشيخ محمد اليعقوبي (دام ظله الوارف)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كما تعلمون أنّ موسم الحجّ الحالي لعام 1434 هـ محفوف ببعض الصعوبات نتيجة لأعمال التوسعة الجديدة في مكة بل وفي داخل المسجد الحرام من بناء جسر حديث للطواف حول الكعبة داخل المطاف وأعمال أخرى قد تعيق حركة الحجّاج لذا فقد شخّصنا بعض المسائل التي نتوقّع أن تكون ابتلائية لعموم الحجّاج في هذا الموسم.
راجين من سماحتكم بيان أحكامها كي نوصلها إلى مقلّديكم وإلى عموم الحجّاج في الديار المقدّسة.
س 1: هل يجوز الطواف اختياراً حول البيت الحرام على الجسر الذي أنشأ حديثاً داخل المطاف؟
بسمه تعالى
الأحوط للمختار القادر أن يطوف في الطابق الأرضي ليصدق عليه تمام عنوان الطواف.
س2: هناك بعض كبار السن من الحجّاج يُطاف بهم بعربات متحرّكة ولكن قد يُمنعون من الطواف في الطابق الأرضي لذا ينحصر أمرهم بين الطواف في الطابق الجديد (الجسر) وبين الاستنابة عنهم في الطواف فما هو التكليف الفعلي المتعيّن حينئذٍ؟
بسمه تعالى
في الحالة المفروضة يجزئهم الطواف بالعربة على المطاف المجسّر لأنه المتيسّر ولإحتمال صدق الطواف هناك بحسب الظاهر ويحسن ضم الاستنابة في الطابق الأرضي وتبقى قضية صلاة ركعتي الطواف التي تكون عند مقام إبراهيم (عليه السلام) فلابد من الإتيان بها من دون فاصل معتد به عن الطواف.
س3: لمكان وجود أعمال وتوسعة داخل المسجد الحرام يتوقّع أن يكون المطاف مزدحماً جداً وقد يتضرر الحاج من التدافع والتزاحم أثناء أداء طواف الحج بل وطواف النساء كذلك، فهل يرخص لهم تقديم أعمال مكة ( طواف الحج وصلاته والسعي وطواف النساء وصلاته) عن الوقوف في عرفات أم هناك حل آخر.
بسمه تعالى
يجوز تقديم طواف الحج قبل الخروج إلى عرفات لمن يخشى الضرر من شدّة الازدحام بعد أعمال يوم العاشر، أمّا طواف النساء فإنّ في وقته بعد يوم العاشر سعة لذا فإنّ الرخصة في تقديمه خاصة لمن يوجد عنده مانع من أدائه في الوقت المقرّر كالحائض التي يمتد عذرها إلى حين رحيل القافلة أو الشخص الذي يوجد عنده مانع من العودة إلى مكّة بعد منى لخوف ونحوه.
س4: لنفس الأسباب أعلاه لو ضاق الفضاء الذي يؤدى به صلاة الطواف (خلف مقام ابراهيم (عليه السلام)) بحيث لا يستطيع الحاج أن يحافظ على الموالاة العرفية فهل يجوز له الصلاة خارج هذا الفضاء أم عليه الانتظار لتحصيل المكان المناسب وإن فاتت الموالاة العرفية؟
بسمه تعالى
يراعى الحدّين معاً – أي الموالاة وكون الصلاة عند مقام إبراهيم (عليه السلام)- ويصلي، فيتوسع في مكان الصلاة يميناً وشمالاً عن الخط النازل من مقام إبراهيم (عليه السلام) لكن لا يصل إلى حدّ القطع بالخروج عن صدق العنوان ويتوسّع في مقدار الموالاة بعد الطواف للضرورة بحيث لا يصل إلى درجة القطع بعدم الموالاة، وهذه المعاني وجدانية وعرفية وليس لها حد دقيق.
س5: يبدو أن الجسر الحديث الذي أنشأ داخل المطاف للطواف عليه يتركز على أعمدة حديدية عريضة نوعاً ما فهل يجوز الطواف خلف هذه الأعمدة بحيث تكون هي داخل المطاف أم يضرّ ذلك بصحة الطواف؟
بسمه تعالى
لا يضرّ وجودها بحركة الطائفين لأنّها ليست بدرجة تجعل حركة الطائف خارج المطاف، ولا شكّ أن الطواف بينها وبين الكعبة أفضل.