الرسالة الاستفتائية – الجزء الثاني، الحلقة الأولى
الرسالة الاستفتائية – الجزء الثاني، الحلقة الأولى
تسليف المصارف
س1: تمنح بعض المصارف الحكومية والأهلية قروضاً لشراء عقار ونحوه وتأخذ فوائد على القرض، فهل يجوز أخذ مثل هذه القروض؟
ج: بسمه تعالى: اذا كان المصرف حكومياً فيمكن قبض المبلغ منه لا بعنوان القرض، وإنما بعنوان انه مال تدفعه الدولة لمواطنيها ضمن الإجراءات القانونية المأذون بها، أما التسديد فيكون بمعزل عن أصل المال المقبوض ويكون بعنوان أموال تطالبه الدولة بدفعها كالضرائب والرسوم ولا يسعه التخلف عن دفعها.
أما المصارف الأهلية فلا يمكن إجراء هذه المعاملة معها، نعم يمكن تصحيحها بأن تشتري الجهة المانحة العقار بسعر تدفعه الى مالك العقار وتبيعه الى طالب العقار (وهو المقترض بحسب السؤال) بسعر أزيد منه، فهذه المعاملة لا بأس فيها، ويمكن للزبون أن يفهم الجهة المانحة بهذه الصيغة التي تؤدي الى نفس النتيجة التي يطلبها المانح. ويمكن أن يوكّل المصرف نفس المستفيد لإجراء المعاملة فيشتري العقار الذي يريده بالمبلغ الذي دفعه المصرف إليه من مالكه الاول على أنه وكيل عن المصرف ثم يشتريه هو من المصرف بالسعر الذي يفرضه عليه.
تخميس المبلغ المخمس
س2: هل يجب عليّ تخميس المبلغ الذي دفعت خمسه في العالم الماضي، وبقي الى رأس السنة الخمسية التالية مع زيادة؟ أم يجب تخميس الزيادة فقط.
ج: بسمه تعالى: لا يجب تخميس المبلغ المخمّس إذا بقي بعينه الى السنة المقبلة، أما إذا صُرف المبلغ المخمس واستجد له دخل جديد معادل له خلال السنة فيخمس هذا لأنه ربح جديد فائض عن مؤونة السنة، ويستثنى من هذا الحكم التجار المستثمرون لأموالهم لأن طبيعة عملهم هي إنفاق ما تحت أيديهم في شراء السلع والمصاريف الأخرى على أن يسترجعوها مع الربح لاحقاً بإذن الله تعالى. أما الزيادة فتخمس في جميع الأحوال.
تدخين السجائر
س3:ما هو رأي الشرع بتدخين السجائر؟
ج: بسمه تعالى: نحن نحث على بذل الوسع لتركه وقد نشرنا كتاباً مفيداً بعنوان (حتى متى التدخين)، ويكون هذا الترك واجباً إذا كان ضرر التدخين على الشخص ملحوظاً ومعتداً به.
ونحن نلزم من يرجع الينا بالمنع منه للمبتدئين
طلاق الحاكم الشرعي
س4: أنا متزوجة من رجل لا يحترمني ودائم الاعتداء بالضرب والاهانة لأسباب تافهة مضافاً الى إرغامي على النفقة على المنزل ولم تنفع معه كل الوسائل لإصلاحه والمعاشرة بما أمر الله تعالى به، فهل يجب عليّ الاستمرار بهذا الوضع المهين باعتبار أن الطلاق بيد الزوج ولا يحق للمرأة أن تنهي علاقتها الزوجية؟
ج: بسمه تعالى: فقه أهل البيت (سلام الله عليهم) يأمر بتكريم الزوجة ويحرّم إهانتها ويتدخل الحاكم الشرعي لطلاق الزوجة رغماً على زوجها إذا ثبت عند الحاكم الشرعي أن الزوج يظلم الزوجة ويهينها او لا ينفق عليها فاطمئني من هذه الجهة وليس عليك إلا الترافع عند أحدّ العلماء فإذا ثبت عنده حالة الظلم وعدم الإنفاق فانه سيطلق ، فنحن معك ومع كل مظلوم حتى نأخذ له الحق ، ولكن بما أن القضية متعلقة بطرف آخر وهو الزوج فان الحاكم الشرعي ملزم بالاستماع إليه ليكون قراره مبنياً على حجة شرعية.
حكم تذكية الأسماك المستوردة من بلدان غير إسلامية
س5:توجد في الأسواق أنواع من الأسماك المجمدة من مناشيء دول جنوب شرق أسيا علماً أنها دول كافرة ، فما حكم شراء وبيع واكل هذه الأسماك.وفقكم الله الى خدمة الدين بعونه وتسديده...
ج: بسمه تعالى: لا يهّم كونها مستوردة من دول كافرة والمهم أن يكون على جلدها قشرة كالفلس وأن تؤخذ من الماء وهي حية وليست ميتة طافية على الماء والشرط الثاني متحقق بحسب الغالب فيجب التأكد من وجود الأول.
التعامل مع الزوجة العاصية لزوجها
س6: زوجتي سيئة الخلق وبذيئة اللسان وغير مطيعة لله تبارك وتعالى معي ولا مع أهلي بل مع جميع الناس وأنا محتار في طلاقها او الابقاء عليها بسبب الاطفال مع خشية خسران ديني معها.
ج: بسمه تعالى: إن استطعت الصبر عليها من دون الإخلال بدينك فاصبر حتى يكبر أطفالك مع محاولة إصلاحها وعدم اليأس من ذلك بإذن الله.
وإن خشيت على دينك فهدّدها بالطلاق لتغير أسلوبها فأن لم تصلح حالها فطلقها واضمن لأطفالك تربية صالحة.
واعلم أن النبي (صلى الله عليه واله وسلم) والأئمة الطاهرين (عليهم السلام) صبروا على زوجات أذاقتهم ما هو أمر من العلقم كما صرح بعضهم (سلام الله عليهم) بذلك ولكن لا يكلف الله نفساً إلا وسعها بذلك.
الشباب والإغراءات
س7: أنا شاب وعمري كبير ولم أتزوج لضعف قدرتي المالية لتحمل تكاليف الزواج وأعاني من ضغط جنسي كبير فما النصيحة جزاكم الله خير لوجود الإغراءات في كل مكان؟
ج: بسمه تعالى: لا تحرك شهوتك فتضطر الى ارتكاب المحرم ، وتجنّب المقدمات المؤدية الى إثارتها كالاختلاط مع الجنس الآخر ومحادثتهنّ أو النظر إلى ما لا يحل ونحو ذلك، وحصّن نفسك بالزواج والله ناصرك ومعينك. وانطلاقاً من الحديث الشريف (إنما الرزق مع الزوجة والعيال) فإنني انصح بأن تبدأ بمقدمات الزواج وتفاتح إخوانك ومحبي الخير بهذا المشروع المبارك الذي فيه لله ولرسوله رضا وسوف لا يقصّرون عن مساعدتك بفضل الله تبارك وتعالى، كما أننا نأذن بصرف الحقوق الشرعية في تزويج المؤمنين.
علاج لحالة الخوف
س8:مولاي الكريم أعاني من مشكلة في شخصيتي و هي الخوف من كل شيء بشكل كبير ما هو العلاج برأيكم؟
ج: بسمه تعالى: إذا كنت تقصد بالخوف القلق والتردد من الإقدام على أي أمر أو مشروع وإن كنت مقتنعاً به، فإنّ الحل اختصره أمير المؤمنين (ع) بجملة واحدة وهو قوله (ع) (إذا خفت أمراً فقع فيه) أي إذا خفت او شككت او توهمت فاقتحم ذلك الأمر وتوكل على الله تعالى وتشجع وسترى إن مخاوفك هي أوهام لا أصل لها وكذا ما تتحسس منه ، فثق بنفسك لأن أحد أسباب هذا الخوف هو عدم الثقة بالنفس، وأنت مؤمن والمؤمن اقوى من الجبل كما نطق به الحديث الشريف.
إبراء ذمة المغتاب
س9: أريد أن أبدا حياة جديدة ليس فيها اغتياب أو ظلم للأخرين فهل يجب علي طلب براءة الذمة من كل انسان تعرفت اليه؟
ج: بسمه تعالى: ابدأ بالحياة الجديدة مع الله تبارك وتعالى ، أما الآخرون فاطلب براءة الذمة من الحقوق المالية والمعنوية ممن تعتقد بأنك قد ظلمتهم وليس كل الناس، واذكرهم بخير فإن في ذلك كفارة للإساءة إليهم.
ولاية الأب لا تبرر حرمان المرأة من حقوقها
بسم الله الرحمن الرحيم
س10: نحن نعلم أن الحجاب والاحتشام والتستر وعدم الاختلاط واجب شرعاً ولكن بعض الآباء يتخذون ذلك وسيلة فيقيدون المرأة قيوداً تضر بحياتها وتجعلها تعيش العزلة والتخلف والجهل فيمنعونها مثلاً من دخول المدارس وممارسة حياتها بشكل طبيعي ولا يخفى ما في هذا من خطر كبير يلقي بظلاله على المجتمع بكامله وقد يبررون هذا بأن الله تعالى قد جعل لهم الولاية على ذلك فهل هذا صحيح؟
ج: بسمه تعالى: ان الآيات الكريمة والأحاديث الشريفة تساوي بين الرجل والمرأة في الحقوق والواجبات، فطلب العلم النافع الموصل إلى الله تبارك وتعالى واجب على كليهما وإذا وُجد كلام ففي الآليات التي تناسب عفاف المرأة وحجابها ووضعها الاجتماعي.
وولاية الأب لم تُشرّع لقسر المرأة وإكراهها بل لمراعاة مصالحها كما في الزواج حيث اعطيت للأب الولاية في مشاركة بنته في اختيار الزوج الكفؤ الصالح القادر على اسعادها، والسر في ذلك أن أباها أخبر منها بأحوال الرجال وطبائعهم النفسية فيمكن أن يُغرِّر بالمرأة اذا تصرفت في أمرها بعيداً عن مشاورة أبيها.
وولاية الأب مشروطة بما فيه مصلحة البنت، فلو أضرّ بها كما لو رفض زوجاً صالحاً كفؤاً سقطت ولايته. فأوصيكم جميعاً بالصبر والوعي والتصرف بحكمة وشفافية وإنصاف. وأن لا يفسد أحدكم من حيث يريد أن يصلح فيكون ممن تشملهم الآية (أَفَحَسِبَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَن يَتَّخِذُوا عِبَادِي مِن دُونِي أَوْلِيَاء إِنَّا أَعْتَدْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ نُزُلاً * قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالاً) الكهف 103 – 104، أما طلب العلم والمعرفة فهو من العناصر المهمة لتكوين شخصية الإنسان بلا فرق بين الرجل والمرأة التي ستكون مسؤولة عن تربية أبنائها فكيف ستقدر على تعليمهم وتربيتهم إذا كانت جاهلة، لذا لا أرى تسوِّغاً لحرمانها من الدراسة إذا لم يكن في ذلك ضرر على دينها ووضعها الاجتماعي خصوصاً وإن المدارس ليس فيها اختلاط حتى الانتهاء من الإعدادية وهي مرحلة لا بأس بها.
حرمة مراجعة المشعوذين والدجالين لمعالجة الحالات النفسية
س11: زوجتي تعاني من حالة مرضية غريبة وبعد إجراء كل الفحوصات قال الأطباء أنها حالة نفسية حيث انها تعاني من أحلام مرعبة وتتنبأ بأمور مستقبلية تقول أن أحداً يخبرها بها وإذا بقيت لوحدها في المنزل فأنها تسمع أصوات مؤذية وغير ذلك وراجعنا الكثير من السادة والروحانيين من دون جدوى كما أننا لم نرزق الأطفال لحد الآن فما هو الحل لهذه المعاناة برأيكم.
ج: بسمه تعالى: إنها تعاني من حالة نفسية فعلاً تؤثر على أعضائها وأجزاء بدنها، وهي ناشئة من سيطرة الأوهام والوساوس عليها والتأثر بها وتمكينها من نفسها، والحل في تقوية إرادتها وعدم الاستسلام لتلك الأوهام والاستعاذة بالله منها.
وحاول اصطحابها في سفرات ترفيهية والأفضل إلى خارج العراق كزيارة مشهد الإمام الرضا (عليه السلام)، وهوِّن عليها الأمر بأن ليس عليها الا قطع سلسلة الأفكار والأوهام إذا طرأت عليها، ولتشغل نفسها بأعمالها البيتية أو الاستماع الى محاضرات أو برامج مفيدة أو اللقاء بمن تحب، ولتتجنب الانعزال والخلوة، واسعوا بجدّ لتحقيق الإنجاب باذن الله تعالى وأعنها على ذلك كله، وإياك ومراجعة الدجالين والمشعوذين فإنهم يزيدون من العلة، والله المستعان وهو الشافي.
التخطيط المروري وتحميل المسؤولية في حوادث السيارات
س12: حصل حادث تصادم بين سيارتين الأولى فيها أربعة أشخاص والثانية فيها فقط السائق أدى الحادث إلى وفاة كل من في السيارتين فكيف تكون الدية علماً أن المخطط المروري يقول بتقصير السائقين 50% وهذا المخطط ليس صحيحاً مائة بالمائة.
ج: بسمه تعالى: التخطيط المروري بحدّ ذاته ليس حجة، إلا أن يحصل منه الاطمئنان ولو بمساعدة بعض القرائن و الملابسات.
فاذا حُددَّت نسبة التقصير بشكل مفيد للاطمئنان يقنع الطرفين أو حكم به الحاكم الشرعي فإنه يتحمّل المقصر جزءاً من ديات الآخرين (الذين في سيارته والسيارة الأخرى) بنسبة التقصير.
وتوزّع الدية على ورثة الميت، ومَن كان بالغاً فله أن يتنازل عن حصته، أما القاصرون فلا يجوز اقتطاع شيء من حصتهم، وعلى وليِّهم حفظها.
حكم عمليات التجميل
س13: ما هي الأسس والقواعد الشرعية لعمليات التجميل؟ وما هي ضوابطها؟
ج: بسمه تعالى: عمليات التجميل المعروفة اليوم لها أكثر من شكل، وبحسب ذلك يكون الحكم الشرعي.
(فمنها): لإصلاح تشوه في الوجه أو الجسم يوجب حرجا اجتماعياً و إهانة من الجهلة وهنا يكون من الراجح إجراء العملية دفعاً لذلك الحرج والتحقير.
(ومنها) ما يكون لمعالجة جرح أو موضع للقيح ونحوه –أجاركم الله تعالى- وهنا يكون العلاج واجباً لوجوب حفظ البدن من الضرر.
(ومنها): ما يكون لمتابعة (الموضة) والانجرار وراء هوس التقليعات التي يبدعها شياطين الإنس، كالذي نراه في عمليات الوشم والتلوين، وهذا أمر سفهي وغير عقلائي ومناف للشريعة في إطارها العام، وقد اطلعت على بعض تلك العمليات وهي تتضمن غرز الابر في الوجه والبدن مما يتقزز منه وتنفر النفوس ولا أعلم ما الذي يدعوهم إليها الا أن شياطين الإنس والجن يزيّنونها لهم ويوحون إليهم زخرف القول غرورا. فإنا لله وإنا إليه راجعون.
بطاقات اليانصيب
س14: ما حكم شراء أوراق اليانصيب التي يذهب ريعها أو بعض ريعها إلى الجمعيات والمؤسسات الخيرية؟ودمتم
ج: بسمه تعالى: ينوي بالاشتراك فيها المساهمة في دعم تلك الجمعيات بالمبلغ الذي يدفعه فإذا أجروا هم القرعة وفاز يجوز له أخذ مبلغ الجائزة.
أما إذا نوى من شراء بطاقة اليانصيب المغالبة والفوز بالجائزة فلا يجوز له ذلك.
أعذار واهية للمتقاعسين عن حضور صلاة الجمعة
س15: نرى بعض الأخوة لا يحضرون لأداء صلاة الجمعة للأعذار الآتية:
1- إن صلاة الجمعة خارج المسافة الشرعية
2- عدم وجود الخطيب الكفؤ.
3- الإمكانية المادية.
مع العلم أن هؤلاء يرجعون إليكم في المستحدثات الشرعية فنرجو بيان هذا الأمر جزاكم الله خير جزاء المحسنين؟
ج: بسمه تعالى:
1- ورد في الروايات المعتبرة أن من كان على مسافة فرسخين (11 كيلومتراً) من موضع إقامة صلاة الجمعة سقط عنه وجوب الحضور فيها، وعلى هذا إجماع الفقهاء (قدّس الله أرواحهم)، لكن من المظنون ان هذا الحكم هو بلحاظ صغر مساحة المدن والقرى يومئذٍ بحيث يلزم من المساحة المذكورة وجود المكلف في مدينة أو قرية أخرى ومن المتوقع إقامة جمعة ثانية فيها: لذا فالحكم لا يشمل من كان يبعد بهذه المسافة عن صلاة الجمعة المقامة داخل نفس المدينة إذا كانت كبيرة كبغداد والبصرة، وهذا الظن يقتضي الاحتياط بالحضور، خصوصاً مع الالتفات إلى عظمة هذه الشعيرة المقدسة واهتمام الشارع المقدس بها، وما أعدَّ الله تعالى من الكرامة والثواب لمن سعى إليها، إضافة إلى ما فيها من عزّة ونصرة.
2- هذا ليس عذراً لأن المقدار المجزي من الخطبة وهولا يتجاوز السطرين متحقق فيها.
3- لا أعتقد أن تكلفة الحضور مما يعسر على المكلف توفيرها قياساً مع مصاريف حياته الأخرى فيمكنه التنازل عن بعض مصاريفه غير الضرورية لتوفير أجر نقله، أو يتبرع بعض المؤمنين بأجور النقل (وتعاونوا على البر والتقوى، ولا تعاونوا على الإثم والعدوان) لينال الجميع أجر هذه الفريضة المباركة.
أسأل الله تعالى أن يوفق المؤمنين إلى ما يحب ويرضى ويزِّينَ لهم الطاعة ويكّره إليهم المعصية.
الدروس الخصوصية لطلبة المدارس
س16: لقد دأب بعض المدرسين المتخصصين في الدروس العلمية الطبيعية والرياضيات واللغة الانكليزية بإعطاء الدروس الخصوصية وبأسعار فاحشة جداً تنم عن استغلال حاجة الطلاب للتعلم نتيجة قصور الدرس الذي يقدمه ذلك المدرس لطلابه في المدرسة.
أفتونا بحلية أو حرمة الدروس الخصوصية..
ج: بسمه تعالى: لا يجوز لإخواني وأخواتي من التدريسيين أن يقصّروا في أداء وظيفتهم في المدارس ليدفعوا الطلبة إلى الانضمام إلى الدروس الخصوصية التي ينظّمونها، لكننا نعترف بأن تباين مستويات الطلبة في الصف الواحد في المدرسة يجعل من المفيد تنظيم دروس تقوية تعين الطالب على تدارك ما فاته من فهم الدروس وعلى المدرّسين حينئذٍ أن يعملوا ضمن هذا الإطار الإنساني وأن لا يصدر منهم ما يحبط أعمالهم كالمبالغ الفاحشة التي يأخذونها كأجور للتدريس خصوصاً مع الوضع المعاشي المتعب لأكثرية الشعب العراقي وقد ذكرنا تفاصيل أخرى حول هذا الموضوع في كتاب (فقه طلبة الجامعات) و (زيارة مدرسة) ونحوها.
الخمس
س17: في ذمتي مبلغ من الخمس وكلما أردت تسديده استجدت لي حاجة تمنعني من ذلك فبماذا تنصحونني؟
ج: بسمه تعالى: اعلم ان حاجاتنا في الحياة الدنيا لا تنتهي ورغباتنا كثيرة ولو تركنا العنان لذلك لما استطعنا اداء حق ولا القيام بواجب، لذا علينا اغتنام الفرص فانها تمر مر السحاب وعليك بالمبادرة الى دفع الحق الذي بذمتك واعلم ان الله عز وجل يخلفه عليك باحسن منه فانه من أيقن بالخلف جاد بالعطية كما قال الحديث الشريف.
أطوار المراثي الحسينية
س18: يؤدي بعض (الرواديد) سدّدهم الله تعالى القصائد في المواليد وبعض المناسبات الدينية والاجتماعية بالحان فيها خفّة وطرب وتعرض بعض الفضائيات جملة منها، فما هو حكم الشرع فيها؟
ج: بسمه تعالى: ان الغناء محرّم مهما أُلبس من عناوين، وملاك الحرمة فيه يتبع ألحانه وأطواره أي كيفيته اللهوية المشابهة لما يقوم به الفسقة في مجالسهم من ألحان وطرق سواء صاحبتها آلات موسيقية أم لا.
فمتى ما تحققت هذه الكيفيات – التي يحكم العرف عليها أنها مشابهة لألحان أهل الفسق- تحققت الحرمة سواء كان الإنشاد لمراثي حسينية أو موشحات دينية أو مواليد وغيرها.
فنهيب بإخواننا المؤمنين أن لا يضيّعوا حقهم بباطلهم وان يلتفتوا إلى ما يصدر منهم ولا يتحوّلوا إلى ألعوبة بيد الشيطان، فان لمدح أهل البيت (عليهم السلام) ورثائهم من الفضل والمقام المحمود ما لا يمكن تضييعه من أجل حفنة من المال أو إرضاء شخص أو جهة فالحق أحق أن يتبع.
· · كما أنه لا ينبغي التغني بالمعصومين (عليهم السلام) بما لا يناسب قداستهم وحرمتهم وبالطريقة التي يمتنع كل واحد عن التغني بأمه وأبيه أو أخته سواء كان من جهة الكلمات او الطور الغنائي و الإنشادي .
الحب بين الجنسين
س19: يسأل الكثير من الشباب والشابات عن مشروعية الحب بين الجنسين، إذ أن الكثيرين منهم يحسّون بذلك تجاه البعض الآخر، وربما يرونه مقدمة لحصول الزواج. فهل مثل هذا الحب جائز؟ وما هي نصيحة سماحة المرجع في هذا المجال؟
ج: بسمه تعالى: المشاعر القلبية - كالحب- خارجة عن اختيار الإنسان فلا يحاسب عليها، نعم يحاسب على أحد أمرين.
الأول: اذا حركته تلك المشاعر للقيام ببعض التصرفات كالخلوة المحرّمة[1] بمن يحب واللمس فضلاً عما هو أكثر.
الثاني: مقدمات وأسباب تلك المشاعر، فإنها لا تحصل غالباً بشكل مركز في القلب من نظرة عابرة ونحوها. وإنما تحصل وتتعمق في النفس بمقدمات اختيارية للفرد بتركيز النظر والمتابعة والانبساط في الحديث والمؤانسة، والضحكات المتبادلة.
فهذان الأمران داخلان تحت اختيار الفرد وإرادته فيحاسب عليهما.
ونحن ننصح بإغلاق هذا الباب، وإذا حصل إعجاب بالجنس الآخر فليعرض فوراً عنه وليهمله حتى يتلاشى. وإلا فانه سيكون شاغلاً لقلبه ومشوشاً لعقله ومربكاً لتفكيره مضافاً إلى ما يمكن أن يقع فيه من المعاصي والمخالفات الشرعية.
والارتباط بالجنس الآخر مباح بل مستحب ومن السنن المباركة إذا كان ضمن الاُطر الشرعية –اعني الزواج- وبحسب الأصول والتقاليد الاجتماعية المتعارفة وسيكون مثل هذا الحب إلهياً مباركاً فالشارع المقدس لا يريد كبت المشاعر والعواطف ولا إلغاءها ولكن يريد أن يوظفها في الاتجاه المثمر البناء وليس في الاتجاه الذي يوقع في الخطأ والخطيئة، ويوجب العار الاجتماعي خصوصاً على الفتاة وأهلها.
الأدلة على وجوب التقليد:
س20: هناك سؤال يثار دائماً، وقد كثر بسبب تشكيكات خصوم مدرسة أهل البيت (عليهم السلام) حول مسألة وجوب التقليد، والدليل على وجوب الرجوع إلى المجتهد الجامع للشرائط؟
ج: بسمه تعالى: نقول باختصار وبما يناسب المقام ان الأدلة عديدة شرعية وعقلية وعقلائية.
(فمن) القرآن الكريم قوله تعالى (فاسألوا أهل الذكر ان كنتم لا تعلمون) فأوجب على غير المجتهد العارف باستنباط الحكم الشرعي من مصادره الأصلية أن يرجع إليه ويأخذ منه الأحكام.
وقوله تعالى (فَلَوْلاَ نَفَرَ مِن كُلِّ فِرْقَةٍ مِّنْهُمْ طَآئِفَةٌ لِّيَتَفَقَّهُواْ فِي الدِّينِ وَلِيُنذِرُواْ قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُواْ إِلَيْهِمْ) فلو لم يجب على الناس أخذ الأحكام من هؤلاء الذين نفروا للتفقه في الدين، لما وجب على هؤلاء الفقهاء انذار قومهم، وغيرها من الآيات الكريمة.
(ومن) الأحاديث الشريفة، قول الامام المنتظر (عجل الله تعالى فرجه) (وأما الحوادث الواقعة فارجعوا فيها الى رواة أحاديثنا فانهم حجتي عليكم وانا حجة الله)، والمراد برواة الأحاديث العلماء الذين رووها ووعوا ما فيها وفهموا معانيها ومراداتها.
مضافاً إلى سيرة الأئمة المعصومين في إرجاع شيعتهم إلى الفقهاء من أصحابهم خصوصاً في المدن التي لا يتسنى للشيعة مراجعة إمامهم بيسر.
(ومن) العقل: حكمه بأن الرجوع إلى الفقيه الجامع للشرائط وتلقي أحكام الشريعة والآداب والسنن منه لطف مقرب إلى الله تعالى ومبعّد عن الخطأ والمعصية، وكل لطف واجب فيجب التقليد، أي أن الدليل العقلي على وجوب التقليد هو نفسه الدليل العقلي على وجوب بعث الأنبياء ونصب الأئمة والأوصياء (صلوات الله عليهم أجمعين) لأن العلماء امتداد لهم واستمرار لوظيفتهم.
وإدراكه بأننا لم نخلق عبثاً ولعباً في هذه الدنيا ولسنا متروكين كالبهائم بلا تكليف، وإنما نحن مكلفون بأحكام ووراء التكليف ثواب وعقاب، ولا يستطيع أي أحد أن يصل إلى معرفة تلك الأحكام الا لمن آتاه الله تعالى ملكه وقابلية تسمى (الاجتهاد)، فللخروج من عهدة تلك التكاليف وإبراء الذمة، يوجب العقل على الإنسان الرجوع الى العالم العارف بها.
(ومن) سيرالعقلاء جريان سيرتهم على رجوع من لا يعلم ولا يعرف إلى من يعلم ويعرف في جميع شؤون الحياة، فالمريض يراجع الطبيب، ومن يريد البناء يذهب إلى المهندس، ومن عنده دعوى قضائية يوكّل محامياً وهكذا، والفقه لا يخرج عن السيرة العقلائية التي سار عليها البشر، فمن احتاج إلى مسالة شرعية وجب عليه الرجوع إلى الفقهاء والمجتهدين المتخصصين الذين أفنوا أعمارهم في تحصيل هذه العلوم.
وهذه السيرة مجمع عليها بينهم، ولا يخرج عنها إلا الجاهل المتخلف.
الإلزام في خطابات المرجعية
س21: يلاحظ في بياناتكم وخطاباتكم أنكم تصدرون بعض التوجيهات إلى المؤمنين خارج نطاق الفتوى المجردة وبنحو من الإلزام فهل تعتبر مثل هذه التوجيهات أوامر واجبة التنفيذ؟
ج: بسمه تعالى: لا فرق في وجوب الإلتزام بالحكم الإلزامي الصادر من الجهة الشرعية المعتبرة بين وروده مجرداً أو ضمن بيان وخطاب موسعين.
سماع الأغاني
س22: يحصل أحياناً عند الركوب في سيارات الأجرة أن يستمع السائق إلى الأغاني من خلال راديو أو مسجل السيارة ويضطر الراكبون إلى سماع ذلك معه فما هو حكمهم الشرعي؟
ج: بسمه تعالى: ليطلب الراكب بلطف وهدوء منه إطفاء الجهاز أو تغيير الموجة إلى غير المحرّم فان أصرّ ولم يكن الراكب مضطراً للبقاء معه –كما لو كانت السيارات متوفّرة- فلينزل من السيارة ويستقل غيرها ويحفظ نفسه من الحرام، وإن كان مضطراً للاستمرار معه فليتشاغل عن الإصغاء والإنصات المحرّم بقراءة كتاب أو وضع سماعة في أذنه يستمع من خلالها لتلاوة قرآن أو أي شيء مفيد ونحو ذلك.
ميراث الأحفاد
س23:هل يرث الأحفاد من تركة جدهم إذا كان والدهم قد توفي في حياة والده وكان لوالدهم إخوة من أبيه الذي هو جدّ الصغار؟
ج: بسمه تعالى: إذا كان للمتوفى أولاد مباشرون - كما في مفروض المسألة- فلا يرث أبناء ولده الذي توفي في حياته. من جدّهم فالقوانين الرسمية المعمولة بها التي تورّث الأحفاد مخالفة للشريعة، لقاعدة (الأقرب يمنع إلا بعد)، نعم لو لم يكن للمتوفى أولاد مباشرون فيرثه أحفاده حيث تأخذ كل مجموعة حصة أبيهم أو أمهم الذي هو ابن مباشر للحد.
ويستحب للجد في مثل هذه الحالة المسؤول عنها أن يوصي لأحفاده من الثلث بشيء مناسب لكي لا يحرموا من ميراث جدّهم.
مخصصات الزوجية
س24: تعطي الدولة لموظفيها مخصصات الزوجية بعد الزواج والارتباط بالطرف الآخر فهل هذه المخصصات ملك للزوج أو للزوجة؟
ج: بسمه تعالى: هي ملك للموظف الذي خُصِّصت له بحسب القانون سواء أكان هو الزوج أم الزوجة، فهي زيادة على راتبه بداعي حصول التزويج له وليس المال للطرف الآخر.
مظاهر مخالفة للشريعة في الزيارة الشعبانية
س25: يصاحب الزيارة الشعبانية المباركة في كل عام بعض المظاهر التي تكون محل تأمل عند الكثيرين وعادة ما يكثر الجدال حول مشروعيتها من قبيل التصفيق والرقص وضرب الطبول واشعال الشموع والاختلاط المريب بين الشباب والشابات وكل ذلك بدافع اظهار الفرح والابتهاج بالمولد المبارك لمولانا صاحب الزمان (عج) فما حكم هذه الأفعال وما هي نصيحة سماحتكم للشباب في هذه المسألة؟
ج: بسمه تعالى: ليلة النصف من شعبان ليلة عظيمة شريفة يضاعف الله تعالى فيها الحسنات والسيئات لجلالة شأنها، ورد في بعض الأخبار انها المقصودة بقوله تعالى (فيها يفرق كل امر حكيم) حيث تقدّر فيها أرزاق العباد وآجالهم وما يجري عليهم، فينبغي للإنسان ان يستثمرها بالطاعة والعبادة والدعاء بالعافية وحسن العاقبة والصلاح.
ومن مستحباتها الأكيدة زيارة الإمام الحسين (عليهم السلام)، ويصادف فيها ليلة ميلاد منقذ البشرية ومقيم دولة العدل الإلهي المهدي الموعود (عجل الله تعالى فرجه).
فالتهيؤ لها والاستعداد لاحيائها بما يناسب عظمتها وجلالة شأن صاحب الذكرى فيها مما يسارع إليه المؤمنون، ويكون التهيؤ بأعداد البرامج العبادية ومجالس الذكر والإرشاد والموعظة وبيان فضائل أهل البيت (عليهم السلام).
ولكن الشيطان يأبى أن يطاع الله تعالى ويعمل كل ما بوسعه ويجنّد كل شياطينه لحرف مسيرة الانسان عن صراط الطاعة والعبادة لله تبارك وتعالى، فيلبّس على الناس ويخلط الحق بالباطل، ويصوّر الباطل بصورة الحق ليسهل عليه انقيادهم وإلقاؤهم في التهلكة في حين يتصورون أنهم يحسنون صنعاً.
ومن تلبيساته وخدعه وحيله ومكره ما يجري من ظواهر منحرفة وأفعال منكرة في هذه الليلة يرفضها الشرع المقدس خصوصاً في كربلاء، ويزيد الأمر شناعة ارتكابها في هذه الليلة الشريفة وفي هذا المكان المقدس إلى جوار مرقد سبط رسول الله (صلى الله عليه وآله) فيثقلون ظهورهم بالاوزار وهم يظنّون انهم يتقربون إلى الله تعالى، وهذه طريقة الشيطان مع الأمم السالفة حيث ان اللعين لم يدعوهم الى ترك ما أمرهم به انبياؤهم – كمناسك الحج الابراهيمي مثلاً- وإنما شوهها لهم وافرغها من محتواها وحوّلها إلى شرك ومعاصي مع ابقاء الشكليات.
فليحذر المؤمنون من تلبيس ابليس ولا ينخدعوا بألاعيبه التي روج لها الجهلة ويدفع إليها الفسقة الذين لا يتورعون عن استغلال كل مناسبة لاشباع نزواتهم وشهواتهم حتى لو كانت في ذلك الزمان الشريف والمكان المقدس ومن تلك الأفعال المحرّمة: استعمال آلات اللهو وبالالحان المشابهة لألحان أهل الفسق والفجور، والاختلاط غير المحتشم بين الجنسين مع ما يرافقه من الضحكات والمواعيد والخلوة المحرّمة، وتبرّج النساء، وإظهار الرجال لمفاتنهم أمام النساء بعنوان السباحة في نهر الحسينية ونحوها.
فان كنتم من زائري الحسين (عليه السلام) حقاً والعارفين بفضله فاقضوا ليلة النصف من شعبان كما قضى هو وأصحابه ليلة عاشوراء بالصلاة والدعاء وتلاوة القرآن وذكر الله تبارك وتعالى، فانها ليلة واحدة من السنة وقد لا يُمنح الإنسان مثل هذه الفرصة مرة ثانية، أما لموته أو سفره أو انشغاله أو مرضه وغيرها.
وينبغي للمؤمنين عامة وللمشرفين على شؤون العتبتين المقدستين الحسينية والعباسية وإدارة مدينة كربلاء خاصة بذل أقصى الجهود لتصحيح الحالات المنحرفة وتوعية الناس فان ذنب الجاهل يكون على العالم الذي قصّر في هدايته وإرشاده.
وفي الحقيقة فإن هذه المسألة لا تختص بما يجري في الزيارة الشعبانية وإنما هي عامة الابتلاء، حيث تجري في ما يعرف بحفلات (المواليد) وأشرطة (الفيديو كليب) جملة من المخالفات الشرعية كالالحان المشابهة لألحان أهل الفسق، واستعمال الآلات الموسيقية بالكيفية اللهوية المذكورة ونحوها، فإلى هذا نلفت انتباه إخواننا المؤمنين.
بيع رصيد الموبايل
س26: بعد أن حول رصيد الموبايل من الدولار إلى العملة المحلية كثر السؤال حول مشروعية التعامل بكارتات الرصيد بيعاً وشراءاً بسعر أقل أو أكثر من الرصيد المقرّر فيه فما هو رأي سماحة الشيخ في هذه المسألة في حالة كون البيع بالنقد أو بالآجل؟
ج: بسمه تعالى: لا اشكال في هذه المعاملة ان شاء الله تعالى ولا مانع من التعامل بالكارت بيعاً وشراءاً سواء اكانت المعاملة نقدية ام بالآجل، ومع الفرق أو بنفس المبلغ، لأن المعاملة تقع على الكارت والخدمة التي فيه، وليست المعاملة من بيع مقدار من العملة بمقدار أكثر أو أقل من نفس العملة وهي معاملة محرمة.
القرآن مصون عن التحريف
س27: بعض الفضائيات والكتب تتهم الشيعة وأتباع أهل البيت(ع) بأنهم يقولون بتحريف القرآن استناداً إلى روايات موجودة في الكتب المعتبرة عند الشيعة، فهل لهذه التهمة حقيقة؟
ج: بسمه تعالى: الشيعة مجمعون على أن هذا القرآن الموجود بين أيدينا منزَّل من الله تبارك وتعالى وهو مصون عن التحريف ويستدلّون بقوله تعالى(إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ)، وهذه فضائيات الشيعية وإذاعاتهم وكتبهم المليئة بالآيات القرآنية فهل وُجد فيها حرف غير موجود في كتاب الله تعالى المتواتر في أيدي المسلمين.
وهذه بيوتهم لا يخلو أحدها من عدة مصاحف فهل يوجد عند احدهم مصحف غير هذا بل أن المصاحف المتداولة عند الشيعة هي من طبع القاهرة والرياض ودمشق وبإمضاء علماء العامة.
ومن الأدلة على عدم قول الشيعة بالتحريف قراءتهم لكل سور القرآن في الصلاة ولو وجد شيء محرّف لما صحّت قراءته في الصلاة.
فالذين يتهمون الشيعة بتحريف القرآن يعلمون أنه كذب لأنهم لا يرون عند الشيعة غير هذا المصحف المتفق عليه، ولو وجدوا نسخة غير هذه في شرق الأرض وغربها لأقاموا الدنيا وأقعدوها.
أما الروايات التي وردت فيها الإشارة إلى التحريف فهي شاذة نادرة ولم يُعمل بها، وفي بعضها دلالة على أن المراد بالتحريف أنهم حرّفوا العمل به ولم يلتزموا بما جاء في القرآن، وليس التحريف بمعنى النقصان والزيادة فيقول(عليه السلام)حفظوا حروفه وحرّفوا حدوده).
أما صحاح أهل السنة فهي مليئة بالروايات التي تثبت النقيصة والزيادة في القرآن ومع ذلك فإننا لا نتهمهم بالتحريف لأننا لا نجد عندهم قرآناً غير هذا.
استفتاء عن تقليد المراجع الماضين (قدس الله أرواحهم) والعمل بالاحتياط الوجوبي
س28: 1- هل تجيزون البقاء على تقليد السيد أبو القاسم الخوئي (قدس سره) وغيره من مراجع الدين الماضين (قدس الله أرواحهم)؟؟
2- هل يمكن الرجوع إلى غيركم في مسائل الإحتياط الوجوبي في الرسالة العملية؟
ج: بسمه تعالى:
1- نجيز لمن كان مقلداً لأحد الأعلام: السيد الخوئي والسيدين الشهيدين الصدرين (قدس الله أرواحهم) أن يستمر على العمل برسائلهم العملية الشريفة، والرجوع إلينا في المسائل المستحدثة، والمسائل التي عُلِم الخلاف فيها بين الأعلام، وتبقى هذه الإجازة حتى إشعار آخر بإذن الله تعالى.
2- نحن نلزم المكلف بالعمل بمقتضى الاحتياط الوجوبي المذكور في الرسالة العملية.
فإذا وجد في ذلك حرجاً وأراد فسحة من الأمر فليراجعنا إذ لعل المورد مما نجيز فيه الرجوع إلى الغير ممن يقع في دائرة الأعلمية الذين وُجِدت على اتّباعهم حجة بإذن الله تعالى. وليس كل موارد الاحتياط الوجوبي قابلة للرجوع إلى الغير.
[1] ومنها ما هو شائع اليوم من الخلوة والاختلاط المحرم عبر الهاتف حتى وصل الأمر أن يسمح الشاب لنفسه الاتصال والمعاكسة للنساء وطلب العقد المنقطع لكي يوقع الفتاة في شراكه والعياذ بالله.