حول الجريمة الأخيرة بحق اتباع أهل البيت (عليهم السلام) في سبع البور
بسم الله الرحمن الرحيم
حول الجريمة الأخيرة بحق اتباع أهل البيت (عليهم السلام) في سبع البور
(وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوفْ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الأَمَوَالِ وَالأنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ) (البقرة/155)
نعزي أنفسنا وجميع المؤمنين باستشهاد ثلة منهم وهم يؤدّون صلاة العشائين في هذه الليالي الشعبانية المباركة، عندما استهدفهم مجرم أثيم بتفجير انتحاري.
إنّ فقد هؤلاء الأحبة وإن كان مؤلماً محزناً إلاّ أنّ التجارب أثبتت أنّ هذه الدماء مباركة ومعطاء، وأنّها تساهم أكيداً في بقاء شجرة الإسلام وولاية أهل البيت (عليهم السلام) مورقة.
لقد أصبح العالم المتحضّر اليوم يعرف جيداً الطبيعة الوحشية لمنفذّي هذه الجرائم والإتّجاه الفكري المتحجّر والمتخلّف الذي ينتمي إليه هؤلاء ويغذّيهم بفتاوى التكفير ويموّل إرهابهم الأعمى، وأصبح يسمّيهم (آكلي لحوم الموتى).
إن الوفاء لهذه الدماء الزكيّة يقتضي المضي بثبات على نهج هؤلاء الأبطال الذين لم يتردّدوا ولم يتقاعسوا عن العمل الديني المبارك وإعلاء راية أهل البيت (عليهم السلام) مع علمهم أنّ منطقتهم محاطة بالإرهابيين، وإنّ استهدافهم متوقّع في أيّ لحظة، لكنّهم كانوا متألّقين في عملهم دؤوبين على إقامة الشعائر الدينية خصوصاً تنظيم الزيارات الأسبوعية لروضة الإمامين العسكريين (عليهما السلام) المطهّرة لرفع الغربة عن هذه البقعة المباركة وإدخال السرور على قلب مولانا الإمام المهدي المنتظر (عجل الله تعالى فرجه).
إنّ عزائنا وسلوتنا هو في الدرجات الرفيعة التي يعطيهم الله تبارك وتعالى وهو يختارهم للقائه في مكانٍ مبارك وحالٍ مبارك ووقت مبارك فطوبى لهم وحسن مآب.
ونسأل الله تعالى أن يلهم ذويهم والمفجوعين بهم الصبر والسلوان وأن يمنَّ على الجرحى والمصابين بالشفاء العاجل والأجر الجزيل الذي وعد به المجاهدين في سبيله إنّه وليّ النعم.
محمد اليعقوبي – النجف الأشرف
13 شعبان 1434
23/6/ 2013