توجـيـهـات الى مـرشـدي قـوافـل الـحـجـيـج

| |عدد القراءات : 1705
  • Post on Facebook
  • Share on WhatsApp
  • Share on Telegram
  • Twitter
  • Tumblr
  • Share on Pinterest
  • Share on Instagram
  • pdf
  • نسخة للطباعة
  • save

بسم الله الرحمن الرحيم

توجـيـهـات الى مـرشـدي قـوافـل الـحـجـيـج

دأب سماحة المرجع اليعقوبي (دام ظله) على اللقاء بمرشدي قوافل الحجاج قبل انطلاقهم الى الديار المقدسة، وقد عقد الملتقى هذا العام يوم الخميس 3/ذ.ق/1433 المصادف 20/9/2012 والقى سماحته كلمة تضمنت عدة توجيهات، منها:

1-                        ان الحاج هو اوضح مصاديق اليتيم المعنوي المنقطع عن ابيه المعنوي، لانه يؤدي اعمالاً ومناسك لا يعرفها ولم يتعرض لها سابقا وفي ديار غربة بعيدا عن الاهل والوطن، ويخشى الاخلال والتقصير حيث يتعسر المجيء مرة اخرى الى تلك البقاع المباركة، فتراه منقطعاً الى ربّه ومتشبثاً بمن يدلّه على تفاصيل عمله.

فرعاية الحجيج وارشادهم وبذل الوسع في تعليمهم وقضاء حوائجهم من الطاعات العظيمة، وتعرّضٌ للنفحات الالهية الخاصة التي وردت في الحديث الشريف عن الامام العسكري (عليه السلام) قال ((حدثني أبي عن آبائه عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أنه قال: أشدُّ من يتم اليتيم الذي انقطع عن ابيه: يتم يتيم انقطع عن امامه ولا يقدر على الوصول اليه ولا يدري كيف حكمه فيما يبتلي به من شرائع دينه ألا فمن كان من شيعتنا عالما بعلومنا وهذا الجاهل بشريعتنا المنقطع عن مشاهدتنا يتيم في حجره الا فمن هداه وارشده وعلّمه شريعتنا كان معنا في الرفيق الاعلى))[1]

2-يوجد شعور لدى المسلمين عامة بالضعف والانهزام امام الدول المستكبرة، وكان هذا واضحا في ردود الافعال بعد صدور الفلم والصور الكاريكاتورية المسيئة ونحوها من الافعال المشينة، فبيّنوا لهم ان الحقيقة هي عكس ذلك، وان قيام الاعداء بهذه الامور دليل انهزامهم وعجزهم عن تطويق الاسلام والحد من تقدمه وانتشاره في بلادهم، وذكّروهم بالردود العملية التي يجب أن يقوموا بها والتي اشرنا الى بعضها في خطاب آخر، وان لا تستفزهم مثل هذه الافعال فتدفعهم الى ارتكاب ما يشين الاسلام والمسلمين، فان عرض الصورة النقية السامية للاسلام أمانة في اعناق جميع ابنائه، وأن يكونوا زينا للاسلام والنبي (صلى الله عليه واله) وآل بيته (صلوات الله عليهم اجمعين) وليس شيناً، وحينئذ سيساهمون في بسط عزة الاسلام ورفعته وإعلاء كلمة الله تعالى.

وربما سمعتم انه سُمِحَ لاول مرة في المانيا برفع الاذان علنيا  من مكبرات الصوت في المسجد، فارتفع صوت المؤذن بالشهادات الثلاث علنا من على مآذن المركز الاسلامي في هامبورغ ليكون مناراً لهداية المزيد من الناس ونرى اليوم زحف الاسلام والتشيع الى كل بقاع الارض، حتى ان أحد المهتمين بالشأن الافريقي سُئِل عن عدد الشيعة في الدول الافريقية، قال كل مسلمي افريقيا من الشيعة والموالين لاهل البيت (عليه السلام) لو حصل التفات لهم من قبل الحوزات العلمية خصوصا النجف الأشرف، وهذا ما يحمّلنا مسؤوليات اضافية واسعة.

3-ان الائمة المعصومين (عليه السلام) لم يكونوا يكتفون بالجلوس في مقراتهم وانتظار من يأتيهم للسؤال والحوار، وانما كانوا يقصدون تجمعات الحجاج حيث يتواجدون ليوصلوا اليهم صوت الهداية والسعادة، وهكذا كان رسول الله (صلى الله عليه واله) في تبليغ دعوته حتى وصفه امير المؤمنين (عليه السلام) بأنه (طبيب دوار بطبّه).

فعلى السادة المحترمين من المرشدين والمرشدات الانتشار بين الحجيج والوصول اليهم في مقر اقامتهم حيثما كانوا خصوصا حجاج الدول النائية التي لم تسنح لها فرصة التعرف على الاسلام الحقيقي الذي جسّده أهل بيت النبوة (عليهم السلام)

 


[1] راجع التفاصيل في: خطاب المرحلة: 6/229