إن أمر الإمام المهدي (عليه السلام) أبين من الشمس

| |عدد القراءات : 2473
  • Post on Facebook
  • Share on WhatsApp
  • Share on Telegram
  • Twitter
  • Tumblr
  • Share on Pinterest
  • Share on Instagram
  • pdf
  • نسخة للطباعة
  • save

بسم الله الرحمن الرحيم

إن أمر الإمام المهدي (عليه السلام) أبين من الشمس[1]

كثر الحديث والجدال هذه الأيام عن موعد وشيك للظهور الميمون، وتحوّل كثير إلى محلّلين للأخبار وفلسفة الأحداث، وكثر معه القلق من قادم الأيام خصوصاً مع تصاعد الأحداث في سوريا، وما يتردد من تشكيل جيش السفياني ونحوه من التخرّصات التي تدخل في باب التوقيتات والرجم بالغيب وهي من الأمور المحرمة، وأقل ما يقال فيها أنها مضيعة للوقت.

إنّ التعاطي مع هذه القضية المهدوية ليس وليد الساعة بل كان منذ أن بدأ المعصومون (عليهم السلام) يعلنون عن الإمام المهدي (أرواحنا له الفداء)، وكان يساورهم القلق أحياناً، خشية عدم الاهتداء إلى الموقف الصحيح، والإمام (عليه السلام) يطمئنهم بأن أمره (أبين من الشمس) فهل في الشمس الطالعة شك وارتياب؟

لكن التعاطي مع هذه القضية له شكل سلبي وآخر إيجابي، أما السلبي فهو تحوّلها إلى مادة للجدل والتحليلات المبنيّة على الأوهام والظنون وما يستدعي ذلك من الإدّعاءات الفارغة والعناوين المزعومة، التي تشوّش على العامة من الناس وتدفعها إلى ارتكاب الحماقات.

وأما الإيجابي وهو شحذ الهمة في طاعة الله تعالى ليكون ممن يحظى برضا الإمام (عليه السلام) ويمهّد لدولته المباركة وليأمن من الانحراف والزلل في المنعطفات والمفاصل التي تمرّ بها مسيرة الأمة.

والمؤسف أنّ الشكل الأول هو السائد وعلامته التقاعس والكسل عن أداء الوظائف المطلوبة من المؤمن، فهذه صلاة الجمعة المقامة في بغداد وغيرها لا يحضرها إلا بضعة آلاف من المصلين مع وجوب الحضور فيها بصريح قوله تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِي لِلصَّلَاةِ مِن يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ) (الجمعة/9)، بحيث أن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يهدّد بإحراق بيوت ناس كانوا لا يواظبون على حضور الصلاة معه (صلى الله عليه وآله وسلم) في المسجد، فأين الآخرون المشمولون بالوجوب؟

ولنضرب أمثلة أخرى من الاستفتاءات والبيانات الصادرة خلال هذه الأيام كحديثنا عن المباركة الشرعية لعمل المنظمات الخيرية والإنسانية من خلال حثّ الشرع المقدس على التوسط في إيصال الإنفاق والصدقة إلى مستحقيها وان الوسيط يحصل على نفس أجر المنفق حتى لو جرت الصدقة على أيدي مئة ألف إنسان كرماً من الله وفضلاً، وقلنا انه بعد هذا لا يبقى عذر لمعتذر لا يقوم بالاشتراك مع إخوانه بمثل هذه الأعمال.

والمثال الآخر الاستفتاء الذي أصدرناه قبل أيام عن بطلان الإفطار يوم الأحد هذا العام لمقلدي السيد الشهيد الصدر الثاني (قدس) لأن فتواه تقتضي كون الأول من شوال يوم الاثنين فهل سعينا لإرشاد هؤلاء إلى الحكم الصحيح، وإلى المنهج الذي يجب أن يتبعوه؟

إنَّ إحراز رضا الإمام (عليه السلام) عنك وضمان ثباتك على نهجه والانضمام إلى أنصاره قبل الظهور وبعده يكون بالإخلاص لله تبارك وتعالى والصدق في إتباع الحجة المنصوبة من الأئمة الطاهرين (عليهم السلام) على الأمة قال تعالى (وَمَن يُطِعِ اللّهَ وَالرَّسُولَ فَأُوْلَـئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاء وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَـئِكَ رَفِيقاً) (النساء/69) ومثل هؤلاء ليطمأنوا وليهدأ بالهم لأن الأمور ستكون واضحة عندهم وسوف لا يتوانون في نصرة الإمام وإتباعه، ولمثل هؤلاء سيكون الأمر أبين من الشمس كما وصف الإمام (عليه السلام).

أما المتبعون للأهواء الذين ينعقون مع كل ناعق والذين تضخمت أنانيتهم فصاروا يشكّكون ويستشكلون ويتردّدون ويرون لأنفسهم علواً وحاكميةً على الآخرين، فإنهم ستزِلُّ أقدامهم ويقعون في وادٍ سحيق، فلينظر كل إنسان لنفسه وليتثبت من موطئ قدمه وبوصلة مسيرته.

إنّ هؤلاء المتردّدين والمشكّكين والمتخاذلين والمتقاعسين كانوا على عهد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وأدخلوا أذىً كثيراً على قلب رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، وكانوا يتمرّدون على أوامر رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وتعليماته.

وهم الذين اوهنوا دولة أمير المؤمنين (عليه السلام) والإمام الحسن المجتبى (عليه السلام) حتّى سلّموها لقمة سائغة إلى معاوية وصبيان بني أمية، فاحذروا أن تكونوا أمثالهم والعياذ بالله.

 


[1] من حديث سماحة المرجع اليعقوبي (دام ظله) مع أعضاء جمعية الدكتور أحمد الوائلي في العمّارة ومركز أنوار المصطفى (صلى الله عليه وآله وسلم) في الشعلة ببغداد وزوّار آخرين يوم الخميس 18/شوال/1433 المصادف 6/9/2012.