المرجع اليعقوبي يلقي كلمة في ملتقى جامعة الزهراء (عليها السلام) للعلوم الدينية
المرجع اليعقوبي يلقي كلمة في ملتقى جامعة الزهراء (عليها السلام) للعلوم الدينية
بسمه تعالى
الاربعاء 22 رجب 1433
13/6/2012
اكد المرجع الديني سماحة الشيخ محمد اليعقوبي (مد ظله) على ضرورة التفريق بين مصطلحي العدالة المساواة من الناحية التطبيقية في التعاطي مع موضوع حقوق وواجبات الرجال والنساء، مبينا ان العدالة لا تعني بالضرورة المساواة، أي التماثل بنحو مطلق، لان المهم هو العدالة، اما المساواة فقد تكون من العدالة وقد لا تكون، لان التكافؤ بين الرجل والمرأة وان كان بدرجة واحدة الا ان مسؤوليات كلا الطرفين تختلف باختلاف التركيبة التكوينية لكل منهما.
جاء ذلك في حديث(1) سماحته الذي تفضل به في الملتقى العام لإدارات وتدريسيات فروع جامعة الزهراء (عليها السلام) للعلوم الدينية في النجف الأشرف ومختلف المحافظات الذي عقد في النجف الأشرف.
وقال سماحته: "... الآيات الشريفة واضحة وصريحة في تكافؤ الفرص والاستحقاقات بين المرأة والرجل، إلا أنه قد يختلف الرجال عن النساء بنوع المسؤوليات والواجبات بحسب اختلاف تركيبتهم التكوينية أي الفسيولوجية، وبحسب الدور الذي أنيط بهم في هذه الحياة(2).
ووصف سماحته الصيحات المطالبة بالمساواة بين الرجل و المرأة بالمنافقة او الجاهلة او المأجورة حيث قال: "... فلا معنى للمساواة إلا إذا تحققت بها العدالة، وهي متحققة بين الرجال والنساء، فهذه الصيحات المطالبة بالمساواة إما منافقة أو جاهلة أو مأجورة تنفّذ أجندات معيّنة".
وفي معرض شرحه للاحاديث الشريفة الواردة في ذم النساء ومع وجود التكافؤ في الفرص بين الرجل والمرأة لنيل الكمالات والقرب من الله تعالى بين سماحته الوجوه المحتملة لحمل تلك الأحاديث الشريفة بقوله"... وبذلك فقد تحصّل عندنا أكثر من فهم لهذه الروايات ليس فيها انتقاص من النساء، خلاصتها:
1. إنّها تشير إلى امرأة معيّنة لا كل امرأة كحديث (فلانة) و (المرأة شرٌ كلها).
2. إنّها موجّهة لتحذير الرجال من الوقوع في فتنة النساء كأي فتنة دنيوية أخرى كوصفهن بحبائل الشيطان.
3. إنّ الروايات ليست مُطلقة وإنما مقيّدة بحالات معيّنة فلا تشمل كل النساء كالنهي عن مشاورتهنّ.".
وفي سياق متصل اشار سماحته الى حقيقة مهمة في النساء لا يمكن انكارها وهي ان الحالة العامة لهن تتسم بعدم الاهتمام بالأمور المعنوية والنزوع الى الارتقاء في مدارج الكمال حيث قال سماحته: " إلا أنه مما لا يمكن إنكار حقيقة موجودة في النساء تمثّل الوجه الرابع لفهم هذه الأحاديث، وهي أن الحالة العامة للنساء عدم الاهتمام بالأمور المعنوية والنزوع إلى الارتقاء في مدارج الكمال، فهذا الذم للنساء بلحاظ الحالة الغالبة وليس بالضرورة أنه يشمل كل امرأة، فمن لا تريدّ أن تكون مشمولة بهذا الذم فلتكن من الاستثناء للحالة العامة كما كانت خديجة بنت خويلد وفاطمة بنت أسد استثناءاً من نساء قريش(3) كقوله تعالى (إِنَّ الْإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ) (العصر/2) ثمّ استثنى منها فئة خاصة، فليس الإنسان بمفهومه وتكوينه في خُسر لكثرة من تكامل من بني الإنسان وإنّما الغالب في الإنسان، بحسب المصاديق الخارجية الموجودة له هي أنّهم في خُسر لتغليبهم جنبتهم الشهوية الحيوانية على الإلهية الروحية".
ودعا سماحته المجتمع النسوي الى التخصص بطب الأمراض المعنوية للنساء لما له من اهمية واثر وتعلق في الحياة الباقية للإنسان بقوله: " نحن بحاجة إلى نساء يتخصصن بطب الأمراض المعنوية للنساء كما تخصصت الكثير منهن في الأمراض الجسدية للنساء، مع أهمية الحقل الأول لتعلقه بالحياة الباقية".
كما بين سماحته امكانية تشخيص الامراض المعنوية للنساء للتعرف عليها من خلال عدة وسائل بقوله: "... وكما أن أمراض الجسد لها أدوات وآثار لتشخيصها يعرفها المختصون، فإن هذه الأمراض المعنوية يمكن التعرّف عليها وتشخيصها بعدة وسائل:
1. الاستفادة مما ورد في روايات أهل البيت (عليهم السلام) من إشارات لمناشئ هذه الأمراض في النساء كالذي ورد في كلمات أمير المؤمنين (عليه السلام) عن المرأة فإنهم الأطباء الذين يدلّونا على ما خفي علينا.
2. استقراء الحالات الموجودة ودراستها وتحليلها وضم المعلومات بعضها إلى بعض للوصول إلى السبب مستعينين ببعض الدراسات والبحوث النفسية والاجتماعية والسلوكية.
3. مطالعة كتب أهل الفن في مجال السلوك الصالح والأخلاق".
مشيرا في الوقت نفسه الى مناشئ تلك الامراض المعنوية واسبابها بحسب ما افادته الروايات الشريفة وهي:
1. قلة التفقّه في الدين، بل الجهل حتّى في الأمور الأساسية.
2. تركيز الأنا الأنثوية عندها وحب الذات عندها والتفاتها إلى ما يبرّزها ويلفت الأنظار إليها، وليس إلى الأهداف الواقعية التي خُلقت لأجلها.
3. الغيرة الى حد الاندفاع نحو الظلم والعدوان.
4. عدم القناعة والرضا بما عندها ومد عينيها الى ما عند الاخريات.
5. الانسياق وراء الانفعالات العاطفية مما يجعلها عرضة للخداع والزلل بكلمة معسولة.
6. القصور الذاتي بسب بعض موارد العذر الشرعي والحالات الفسيولوجية التي يختص بها كيان المرأة.
7. الثرثرة وكثر اللغو في الكلام وهذا الفضول من الكلام الذي يوقع في الباطل بلا ريب.
وفي نهاية حديثه اكد سماحته على ان تشخيص هذه النقائص في النساء يراد منه قطع الخطوة الاولى في طريق التكامل اذ لا ينبغي ان يقابل بالاحتجاجات والاعتراضات ودعاوى امتهان المرأة وظلمها واحتقارها مستشهدا بالحديث الوارد عن الامام الصادق عليه السلام: " أحبّ اخواني إليّ من أهدى إليّ عيوبي".
مضيفا سماحته قائلا: " وما من شريحة في الأمة إلاّ وقد ورد فيها كلمات التحذير والتهديد، خُذ مثلاً العلماء الذين فضّلهم الله تعالى على سائر الناس حتى الشهداء وانظر ماذا ورد في ذم المُستأكل بعلمه، والذي يطلب الدنيا به، أو يماري به السفهاء، أو العالم غير العامل بعلمه وهكذا، بل حتى الأنبياء الذين هُم أشرف الخلق وأكرمهم خوطبوا بهذه اللغة، قال تعالى مخاطباً نبيه الكريم (صلى الله عليه وآله وسلم): (وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ) (الزمر/65) وقال تعالى (وَاتَّقِ اللَّهَ وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَن تَخْشَاهُ) (الأحزاب/37).
فالموقف الصحيح من هذه البيانات والتوجيهات وعيها واستيعابها والاستفادة منها لتكون المرأة من الاستثناء لا الحالة العامة".
1 - الموسوم بـ( الامراض المعنوية للنساء )
3 - راجع أحاديثنا عن هاتين المرأتين الجليلتين.