خطاب المرحلة (195)...يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَجِيبُواْ لِلّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ

| |عدد القراءات : 1970
  • Post on Facebook
  • Share on WhatsApp
  • Share on Telegram
  • Twitter
  • Tumblr
  • Share on Pinterest
  • Share on Instagram
  • pdf
  • نسخة للطباعة
  • save

بسم الله الرحمن الرحيم

يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَجِيبُواْ لِلّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ([1]) 

 إن نجاح أي دعوة مرتبط بجهتين: الداعي والمدعو، فقد يمتلك الداعي أرقى وسائل الإقناع ومنهجاً متكاملاً يدعو إليه لكنه لا يستطيع هداية كل الناس وإصلاحهم مهما بذل من جهود مضنية كالذي قام به رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) حتى خاطبه ربُّه [فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَّفْسَكَ عَلَى آثَارِهِمْ إِن لَّمْ يُؤْمِنُوا بِهَذَا الْحَدِيثِ أَسَفاً] (الكهف:6) ومع ذلك لم يهتدِ به عمه أبو لهب لا لتقصير في أداء رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) - معاذ الله- ولكن لقصور في قابلية أبي لهب، ويُسمّى العامل الأول (فاعلية الفاعل) والثاني (قابلية القابل) ولا بد من انسجام العاملين لنجاح الدعوة.

وفي ضوء هذين العاملين نستطيع تشخيص سبب حصول درجة من درجات الفشل في أداء المرجعيات لوظائفها المتمثلة بتفعيل مشروع الإسلام في هداية الناس وإصلاحهم وإسعادهم في الدنيا و الآخرة.

قال تعالى [يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَجِيبُواْ لِلّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ] (الأنفال:24) والدعوة متحققة من الرسول (صلى الله عليه وآله) أكيداً لأنه لا يتصور أنه يقصر في أداء الرسالة فلا بد أن تقابلها استجابة من الناس لما يحييهم. ويكون سبباً لسعادتهم في حياتهم المادية والمعنوية.

وقد قلنا في أكثر من مناسبة إن استعمال وصف (الرسول) يعني أن هذا التوجيه مرتبط بالموقع وليس بالشخص أما لو كان عنوان الخطاب (النبي) أو اسمه الشريف كقوله تعالى [مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ] أو قوله [يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَحْلَلْنَا لَكَ أَزْوَاجَكَ...] فهذا خاص بشخصه الشريف (صلى الله عليه وآله وسلم) وهذا يعني أن الأمر متوجه لجميع الأجيال أن تستجيب لقادتها العظام إذا دعوهم لما يحييهم والمفروض أن هؤلاء القادة يؤدون ما عليهم في دعوة الأمة إلى الهداية والصلاح ورفع الظلم وفتح كل الفرص الممكنة التي توصل إلى رضا الله تبارك وتعالى وسعادة الإنسان. وعلى كل من الطرفين أن يعي مسؤوليته ويحاسب نفسه على القيام بها.



([1]) من حديث سماحة الشيخ اليعقوبي مع وفد من أساتذة وطلبة من جامعتي بابل والقادسية يوم 4 ج1 1429 المصادف 10/5/2008.