خطاب المرحلة (167)... في ذكرى استشهاد الإمام الهادي(عليه السلام) تجمع مؤسسات المجتمع المدني في بغداد للمطالبة بحكومة جديدة
بسم الله الرحمن الرحيم
في ذكرى استشهاد الإمام الهادي(عليه السلام)
تجمع مؤسسات المجتمع المدني في بغداد للمطالبة بحكومة جديدة ([1])
نحن مجموعة من مؤسسات المجتمع المدني في بغداد الذين نقدم الخدمات الطوعية للشعب لذا فهو يُحبُنا ونحنُ نحبُه اجتمعنا اليوم الذي تتجدد فيه الأحزان بذكرى استشهاد الإمام العاشر من أئمة أهل بيت النبي
(صلوات الله عليهم أجمعين) الإمام علي الهادي (عليه السلام) وتزداد فجيعتنا حينما نرى روضته الشريفة في سامراء مهدّمة ، ومحبوه و عارفو فضله في مختلف أنحاء العالم ممنوعون من الوصول إليها للثم ثراه الطاهر .
اجتمعنا لنطالب الحكومة بصحوة ضمير وانتفاضة على أنانيتها وانشغالها بمصالحها الذاتية لتلتفت إلى هذا البلد الجريح المدّمر وهذا الشعب المضطهد المحروم من ابسط حقوق الإنسان .
إن الشعب العراقي الأبي والتوّاق إلى الحرية والحياة الكريمة صبر بما فيه الكفاية على فشل الحكومة وتخبّطها واستئثارها بثروات الشعب وتفشي الفساد وعجزها عن خدمة المواطن العراقي في كل المجالات فلا أمن ولا كهرباء ولا ماء ولا وقود ، ولا خدمات صحية ، وفي كل يوم تزداد أعداد المهجّرين والشهداء والأيتام والأرامل والعاطلين عن العمل حتى بلغت الملايين، ولا نعلم أين ذهبت الميزانية الانفجارية التي وعد بها السيد رئيس الوزراء مطلع العام وخصّص منها أحد عشر مليار دولار للمشاريع الاستثمارية وتشغيل العاطلين، وها نحن قد تجاوزنا نصف العام ولم نر من كل ذلك شيئاً على أرض الواقع .
إن كارثة واحدة من الكوارث الكبرى التي تحل بالشعب العراقي كافية لدى الشعوب المتحضرة لاستقالة الحكومة واعترافها بفشلها وإعطاء الفرصة للآخرين لينجزوا شيئاً ، لذا نحن نطالب البرلمان الذي انتخبناه متحدين الإرهاب وكل المصاعب أن يسحب الثقة من الحكومة الحالية ويشكل حكومة من أبناء الشعب الكفوئين النزيهين المخلصين لبلدهم وشعبهم من الكتل البرلمانية وخارجها.
حكومة([2]) لا استبداد فيها ولا استئثار وتكون على مسافة واحدة من الجميع وتعمل للعراق والعراقيين
حكومة حازمة قوية تعيد هيبة الدولة وسلطة القانون وتلم الشمل وتمنع التفرق والتنازع
حكومة لا تخضع للابتزاز ولا تتنازل عن أي جزء من الأرض أو أي ثروة من أجل تحقيق مكاسب سياسية أو البقاء مدة أطول في السلطة.
حكومة تقضي على الفساد المالي والإداري وتصون ثروات الشعب وتصرفها فيما فيه مصلحة البلد ورفاهية الشعب.
حكومة تضع الخطط والإستراتيجيات للتنمية والإعمار ولا تكون تصرفاتها ارتجالية وعبارة عن ردود أفعال
حكومة منسجمة تسودها روح المواطنة والأخوة و الشراكة وليس الصراع والتقاتل والمهاترات .
حكومة تحل مشاكل البلد الكبرى التي جعلت العراق يتصدّر قوائم الدول في كل ما هو سيء كسرقة المال العام وعدد المهجّرين واغتيال الكفاءات وقتل الصحفيين والفوضى وفقدان سيطرة الدولة .
حكومة تحفظ كرامة المواطن العراقي وترفع رأسه أمام شعوب العالم ولا تتركه يبحث عن طعام يسد رمقه في حاويات القمامة أو يتسكع على الأرصفة في دول العالم .
أيها البرلمانيون إن شهداء آمر لي([3]) والصدرية والجثث المجهولة الهوية على قارعة الطريق وفي الأنهار وملايين المهجّرين والأرامل واليتامى والمحرومين والجياع يستصرخونكم لإيجاد حلّ ولا يعذرونكم إذا سكتّم على هذه الكوارث ولا يقبل منكم حلول ذر الرماد في العيون وتبديل الأقنعة مع بقاء الوجوه السوداء نفسها.
[وَإِن تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْماً غَيْرَكُمْ ثُمَّ لا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ] (محمد:38)
([1]) بمناسبة ذكرى استشهاد الإمام الهادي (عليه السلام) في الثالث من رجب سنة 1428 المصادف 18/7/2007 دعا سماحة الشيخ اليعقوبي إلى إحياء فاعل للمناسبة ومن فعالياتها إقامة مؤسسات المجتمع المدني في بغداد تجمعاً في ساحة الفردوس قدر عددهم ببضعة آلاف نجحت هذه المؤسسات في تحشيدهم، وقد كتب سماحته بيان المظاهرة لمطالبها وقد غطّته وسائل الإعلام وتلي البيان باللغتين العربية والانكليزية.
([2]) هذه الفقرات تتضمن تعريضاً لما تتصف به الحكومة القائمة.
([3]) ناحية تابعة لقضاء طوز خورماتو سكانها من التركمان الشيعة شهدت انفجار شاحنة في سوقها فقتلت (105) وجرح (250) واتهمت قيادات تركمانية القيادات الكردية باستئجار مرتزقة لتنفيذ مثل هذه العمليات لتهجير التركمان وتغيير ديموغرافية المنطقة وقع الانفجار يوم 22/ج2/ 1428 المصادف 7/7/2007 أما الصدرية فهي منطقة شعبية تجارية وذات كثافة سكانية عالية في مركز بغداد شهدت أكثر من انفجار مروّع وكارثي ذهب ضحيتها المئات.