خطاب المرحلة (139)... الموقف الصحيح من صدور حكم الإعدام في حق صدام حسين

| |عدد القراءات : 1813
  • Post on Facebook
  • Share on WhatsApp
  • Share on Telegram
  • Twitter
  • Tumblr
  • Share on Pinterest
  • Share on Instagram
  • pdf
  • نسخة للطباعة
  • save

بسم الله الرحمن الرحيم

 الموقف الصحيح من صدور حكم الإعدام في حق صدام حسين([1])

من حق الأمة أن تفرح بجريان سنة الله تبارك وتعالى في الطواغيت الذين اتخذوا مال الله دولا و عباده خولا و ملأوا الأرض شراً وفساداً و ضجت الجن و الإنس و الملائكة من جرائمهم البشعة [وَلَن تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلاً] (الأحزاب:62).

وما أسرع ما أرانا الله نقمته من الظالمين في حين عاش الأئمة الطاهرون و السلف الصالح قرونا من ظلم العباسيين ومن قبلهم الأمويين ومن بعدهم من دون أن ينتصف المظلوم من الظالم ليشفي منه غليله.

وبغض النظر عن الظروف و الملابسات التي أحاطت وتحيط بمحاكمة المجرم صدام وزبانيته الأشرار سواء على صعيد صدور الحكم أو تنفيذه، فإن الذي ينبغي للمؤمنين أن يلتفتوا إليه هو عدم المبالغة في الأحلام الوردية، بأن العدالة قد قامت و أن الإنصاف أصبح سيد الموقف فإن صداماً ليس كل المشكلة ولا تنتهي معاناة الناس بنهايته و إنما هو جزء منها و مظهر من مظاهرها، ولا تقوم العدالة إلا بالانتصار على كل شياطين الجن والأنس و التطبيق الكامل لشريعة الله تبارك وتعالى على يد عباده الصالحين [وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ] (القصص:5) [وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا الْمُرْسَلِينَ إِنَّهُمْ لَهُمُ الْمَنصُورُون َوَإِنَّ جُندَنَا لَهُمُ الْغَالِبُون] (الصافات: 171-173).

نعم ينبغي للمؤمنين أن يستثمروا هذه الفرص الجزئية لإعلاء كلمة الله تبارك وتعالى ونشر مبادئ تعاليم ومدرسة أهل البيت المباركة من دون أن يعطوا مشروعية لأي تغيير لا يمتلك الشرعية الكاملة

وهذا ما تعلمناه من أئمتنا المعصومين فقد شهدت فترة الإمام الصادق (عليه السلام) قضاء العباسيين على الأمويين و أبدى قادة الجيوش العباسية رغبتهم في أن يتولى الإمام (عليه السلام) الأمور لكن جوابه لأبي مسلم الخراساني كان (لست من رجالي ولا الزمان زماني) و احرق كتاب أبي سلمة الخلال من دون أن يرد بكلمة و قال للرسول هذا جوابي فأبلغه أبا سلمة.

وفي حياة الإمام الرضا (عليه السلام) وقع الصراع الدامي بين الأخوين المأمون و الأمين و امتد عدة سنوات حتى دخل الأول بغداد و قضى على أخيه الأمين و خدع بعض الشيعة بهذه الحركة ولم يعوا موقف الإمام (عليه السلام) فشاركوا مع جيش المأمون في المعارك فابلغهم الإمام اعتراضه ورفضه.

فلا بد أن نعي كل تغيير و نستفيد منه بمقدار ما ينفع المشروع الإلهي العظيم من دون إعطاء المشروعية المبالغ فيها ، وقد تقولون أن تحديد مثل هذه المواقف وتحديد مدى الاستفادة من التغييرات صعب ودقيق فكيف نعرفه؟  و أنا اعترف بذلك، لكن الحل سهل بالنسبة إليكم و ذلك بإتباع المرجعية الرشيدة الواعية (فالمتقدم لهم مارق و المتخلف عنهم زاهق و اللازم لهم لاحق) أما من تأخذه العزة بالإثم و يستكبر عن النصيحة فانه لا يضر إلا نفسه.



 ([1]) من حديث سماحة الشيخ اليعقوبي مع بعض الوفود التي زارته يوم 17/شوال/1427 لتهنئته بصدور حكم الإعدام شنقاً حتى الموت بحق صدام حسين وعدد من أزلامه في قضية الدجيل، وكانت المحكمة الجنائية العليا قد أصدرت أحكامها في قضية الدجيل يوم 13/ شوال /1427 المصادف 5/11/2006.وحكمت على صدام وأخيه برزان وعواد البندر الذي كان رئيساً لا يعرف بمحكمة الثورة بالإعدام شنقاً حتى الموت وعلى آخرين بالسجن ونفذ الإعدام يوم 9/ذو الحجة/1427 المصادف 30/12/2006.