خطاب المرحلة (124)... من يقف وراء مسلسل التفجيرات في كركوك
من يقف وراء مسلسل التفجيرات في كركوك
بسم الله الرحمن الرحيم
شهدت مدينة كركوك اليوم 29/7/2006 تفجيراً ذهب ضحيته عددٌ من الشهداء والجرحى في حي الواسطي وهذه الجريمة المنكرة تأتي ضمن سلسلة من الحوادث المماثلة التي روعت هذه المدينة المظلومة خلال الأسابيع الماضية في حالة لم يسبق لها مثيل.
ويلمس المتتبع أنها استهدفت في الغالب المناطق التي يقطنها شيعة أهل البيت (عليهم السلام) من العرب والتركمان لكنهم في هذه المدينة لم يستهدفوا لعقيدتهم كما في المدن الأخرى من العراق الجريح وإنما استهدفوا لقوميتهم لأن هذه القوميات (العربية سنة وشيعة والتركمانية) متوحدة في كركوك ضد التمدد غير المشروع لقومية أخرى تطالب بـ(تطبيع) الحالة في كركوك.
وهي تقصد بالتطبيع فرض هيمنتها بالقوة والعنف لأنها لا تستند إلى حق تاريخي ولا جغرافي ولا ديموغرافي والوثائق كلها تشهد بذلك ولا تخفى على أحد.
لذا اتبعوا هذا الأسلوب اللا إنساني حيث غررّوا ببعض الجهلة والمتحجرين والمضللين وغذوهم بالحقد الطائفي ليكونوا وسيلتهم لتحقيق هذه الأهداف الدنيئة بتمزيق وحدة هذه الجبهة العربية التركمانية التي تسعى للحفاظ على هوية كركوك المتنوعة بالقوميات والأديان والتي ترفع شعار التسامح والتعاون والعيش بسلام من دون أن يتجاوز أحد على حق الآخرين أو يتمدّد أكثر من حجمه، فتأتي هذه التفجيرات لتغذي الخلافات الطائفية وتزرع سوء الظن وعدم الثقة حتى يتصاعد العنف ويضطر الكثير إلى الهجرة فتكون نتيجة (التطبيع) لصالح تلك الجهة.
أترون أي قذارة وانحطاط يتصف بها السياسيون حينما يتجردون عن القيم الإنسانية والمثل العليا وتعمى بصائرهم ولا يرون إلا مصالحهم ولا يشعرون إلا بأنانياتهم فيصلون إلى هذا الاستخفاف بدماء الأبرياء ومقدسات البلد.
لقد مهدّت تلك الجهة لهذه الحالة بسيطرتها بالقوة على كل المفاصل المدنية والعسكرية والاقتصادية المهمة ورموا بعرض الجدار القرارات والأوامر الإدارية التي تصلهم من الوزارات في الحكومة المركزية، إذا شعروا منها أنها تفقدهم بعض هذه المفاصل الحيوية مستغلين ضعف الحكومة وعدم اكتراثها بمصالح العباد والبلاد، وقد مكنهم ذلك من تسهيل أمر الإرهابيين أو على الأقل غضّ النظر عنهم.
لتعلم تلك الجهة أن هذا لعب بالنار وكثيرا ما (تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن) فلترجع إلى منطق الحكمة والعقل والأخوة الإنسانية ولتشارك القوميات الأخرى في المحافظة على صفة التسامح والتعايش السلمي لكل القوميات والأديان التي تتصف بها مدينة كركوك.
وليصبر إخواننا في كركوك وليحذروا هذه المؤامرات وليحافظوا على وحدتهم وأخوتهم.
ولتصحو الحكومة المركزية من غفلتها ولتنتبه إلى هذه المدينة المظلومة ولتتفقدها، وليبادر السيد رئيس الوزراء لزيارتها وعلاج مشاكلها كما بادر إلى زيارة البصرة فكلاهما مدينتان (نفطيتان)!
وليلتفت المنفذون لهذه الجرائم أن الحقد الطائفي قد أعماهم فصاروا أدوات بيد الغير ينفذ بهم مآربه من دون أن يستفيد المنفذون شيئاً.
وفي الختام أسأل الله تعالى أن يحمي هذا البلد الكريم من كل مكروه وأن يهدي الأمة لما فيه صلاحها وان تميز بين أعدائها وأصدقائها.