خطاب المرحلة (103)... تعبئة القواعد المؤمنة بقضية الإمام المهدي
تعبئة القواعد المؤمنة بقضية الإمام المهدي([1])
ينبغي للقواعد المؤمنة بقضية الإمام المهدي والمتطلعة لظهوره الميمون وإقامة دولته المباركة أن يكون ذكر الإمام حاضراً في قلوبهم وعقولهم دائماً فإذا مرّت بالأمة ذكرى مفرحة كعيد الأضحى وعيد الغدير فأول من يهنأ هو الإمام (عجل الله تعالى فرجه الشريف) وإذا مرت ذكرى محزنة كعاشوراء، فأول من يعزى هو الإمام (عجل الله تعالى فرجه الشريف)، وإذا قام بعمل فيه رضا وطاعة لله تبارك وتعالى كالصلاة والصوم و تلاوة القرآن والصدقة فأول من يفكر بإهداء الثواب إليه هو الإمام (عجل الله تعالى فرجه الشريف)، وإذا تضرع لله تعالى بالدعاء والطلب فأول من يدعو له هو الإمام (عجل الله تعالى فرجه الشريف) وهذا له مبرراته وثمراته:
1- أن الإمام (عجل الله تعالى فرجه الشريف) أهم واعز إنسان لدينا وأحب مخلوق وهو أولى بنا من أنفسنا، قال تعالى [إِنَّمَا وَلِيُّكُمْ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا] (المائدة:55) والمؤمنون هم أهل البيت النبي (صلى الله عليه وآله وسلم).
2- أننا مغمورون بلطف الإمام (عجل الله تعالى فرجه الشريف) وهو الذي يتولى رعايتنا وحمايتنا والدعاء لنا لجلب كل خير ودفع كل شر، ولو اطلعتم على خطط الأعداء وسعيهم المحموم لاستئصال هذه الفرقة المهدية لعجبتم من كيفية بقائها فضلا عن اتساعها وازدهارها، وقد أخبر بذلك الإمام نفسه(نحن وان كنا ناوين) (أي نائين بعيدين) بمكاننا النائي عن مساكن الظالمين، حسب الذي أرانا الله تعالى لنا من الصلاح ولشيعتنا المؤمنين في ذلك ما دامت دولة الدنيا للفاسقين، فإنا نحيط علماً بأنبائكم، ولا يعزب عنا شيء من أخباركم، ومعرفتنا بالذل الذي أصابكم مذ جنح كثير منكم إلى ما كان السلف الصالح عنه شاسعاً، ونبذوا العهد المأخوذ وراء ظهورهم كأنهم لا يعلمون، إنا غير مهملين لمراعاتكم، ولا ناسين لذكركم، ولولا ذلك لنزل بكم اللأواء (أي الشدة وضيق المعيشة) واصطلمكم الأعداء (أي استأصلوكم)([2]).
3- أن إيماننا بأن حركتنا وأعمالنا والمؤسسات التي نقيمها ونعمل على إنجاحها هي جزء من المشروع الرسالي العظيم الذي يمهد لدولة العدل الإلهي فإن ذلك سيحفزنا أزيد وسيزيد من همة وحماس العاملين.
4- إن شعورنا بأن أعمالنا وتصرفاتنا هي تحت نظر الإمام وان صحائف أعمالنا تعرض عليه عليه السلام مرة أو مرتين أسبوعياً بحسب المروي كما أخبرت به الآية الشريفة [وَقُلْ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ] (التوبة:105) أن ذلك سيجعلنا أكثر مراقبة لأنفسنا ومحاسبة لها وإن الالتفات إلى هذا المعنى سيقوّم حياتنا ويهذبها ويضبط مسيرتها في الاتجاه الصحيح.
5- إن الارتباط الحقيقي والواعي بالإمام سيعزز الالتفاف حول المرجعية الرشيدة لأن الإمام (عجل الله تعالى فرجه الشريف) هو الذي أمر باتباع الفقهاء العدول وجعل الراد عليهم كالراد على المعصومين وهو كالراد على الله تبارك وتعالى لأن المجتهدين العدول هم نواب الإمام بالنيابة العامة لا النيابة الخاصة بتعيين الإمام (عجل الله تعالى فرجه الشريف) لأن كل من ادعاها بعد السفراء الأربعة فهو كذاب.
ومن أجل تعبئة القواعد المؤمنة بقضية الإمام المهدي (عجل الله تعالى فرجه الشريف) لهذا الهدف المبارك، عليهم أن ينظموا أنفسهم في تجمعات وكيانات تغطي النشاطات المختلفة في مواجهة التحديات العديدة، فقد يرى البعض أن يؤسس جمعية خيرية لمساعدة الأيتام والأرامل والمحتاجين.
وآخرون ينظمون مؤسسة اجتماعية لتشجيع الزواج وتذليل صعوباته والإصلاح بين المتخاصمين والمختلفين.
وآخرون ينشؤون مركزاً ثقافيا ينشر الخطابات والإصدارات الواعية ويقيم دورات تقوية للطلبة الأكاديميين خصوصا للصفوف المنتهية ويفتح دورات لتعليم الكومبيوتر والانترنيت.
وقد يرى البعض الذين يعيشون في مناطق يسخن فيها الإرهاب والفساد والظلم أن يكوّنوا مجاميع مسلحة لدعم المجهود الحكومي في ردع هؤلاء المجرمين وتخليص الأمة من هذا الداء المستشري.
وقد أوعزتُ لمكاتب حزب الفضيلة الإسلامي أن تعتبر كل هذه التشكيلات وحدات تنظيمية تابعة له وتتمتع بامتيازات مجاميع الحزب من حيث الترشيح للمناصب العليا.
محمد اليعقوبي
13 ذي الحجة 1426
14/1/2006
([1]) من حديث سماحة الشيخ مع وفد حاشد من أبناء مدينة الصدر في بغداد يوم السبت 13 ذي الحجة 1426 المصادف 14/1/2006.
([2]) الاحتجاج للطبرسي/2 ص 322.