خطاب المرحلة (101)... حوارات سياسية (الحلقة الثالثة) عن مبررات وجوب المشاركة في الانتخابات والمشروع الإسلامي في العراق
بسم الله الرحمن الرحيم
حوارات سياسية
(الحلقة الثالثة)
عن مبررات وجوب المشاركة في الانتخابات
والمشروع الإسلامي في العراق
أذن سماحة الشيخ لقناة (العالم) الفضائية الإيرانية بإجراء حوار معه في برنامج (العراق اليوم)([1]) الذي يُبثّ على الهواء مباشرة، وتناول عدة قضايا سياسية ووجه من خلالها رسائل مهمة إلى الشعب والحكومة والقوى المتدخلة في الشأن العراقي.
وكان السؤال الأول: عن المعايير التي انطلق منها سماحته في دعم العملية السياسية.
فأجاب سماحته: بوجود عدة منطلقات بينّها تفصيلا في عدة خطابات من سلسلة (خطاب المرحلة) وملخصها:
1- أن وجود قيادة للأمة ضرورة عقلائية يقتضيها النظام الاجتماعي الإنساني وكان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) إذا خرج إلى غزوة فإنه يخلف على المدينة أحد أصحابه وقال إذا خرجتم ثلاثة في سفر فأَمرُّوا أحدكم ولا شك أن القيادة لابد أن تكون صالحة ولها شروط معينة فالمشاركة في العملية السياسية الوسيلة المتيسرة لإيصال هذه القيادة الصالحة إلى قمة المسؤولية.
2- إننا مبتلون بالاحتلال وإنجاح العملية السياسية وتشكيل حكومة قوية مقدمة لطرد الاحتلال وسلب الذرائع لوجوده، فوجوب المشاركة في العملية السياسية مترشح من وجوب نتيجتها وهي طرد الاحتلال.
3- أن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فريضة واجبة ومن أعظم المسؤوليات الشرعية وهي ذات آليات متعددة تختلف من حيث سعة التأثير وقوته ولا شك أن أوسع هذه الآليات وأعظمها تأثيراً إصلاح النظام الحاكم أي قمة الهرم وبالتالي إصلاح حال القاعدة كلها ورفع المظالم عن الناس واستنقاذ حقوقهم وتوفير السعادة والازدهار لهم.
4- إننا مسؤولون عن إقناع الناس بالإسلام كمنهج شامل للحياة وان ذلك إنما يتحقق من خلال الوصول إلى مفاصل الحكومة والنجاح في العمل وحسن الأداء وحينئذ ستزداد ثقة الناس وإيمانهم بالإسلام.
السؤال الثاني: أن الإدارة الأمريكية فوجئت بعد انهيار نظام صدام بإسلامية الشارع العراقي..كيف استطاع الشعب العراقي أن يحيا وان يحافظ على مشروعه الإسلامي في مواجهة المشروع التخريبي والمعادي؟
سماحة الشيخ: وهذا لم يأت طبعا وليد لحظته بل جاء نتيجة تراكم جهود وتضحيات من علماء ومراجع وتوجت بدماء المراجع العظام والفضلاء وأساتذة الحوزة ومئات الآلاف من الشباب الرساليين وقد أعطوا بدمائهم روحا جديدة للأمة وإنما تفاجأ الأمريكيون لنقص حساباتهم وعدم وضوح في رؤيتهم وإلا فالمفروض أن يروا بأم أعينهم كيف حاول صدام ببطشه وقسوته أن يمنع الحركة الإسلامية المتصاعدة فلم يستطع واضطر إلى مسايرتها، وخذ كنموذج الشعائر الحسينية التي كان يحييها الملايين وصلاة الجمعة المباركة التي أقامها السيد الشهيد الصدر الثاني (قدس سره) وشارك فيها مئات الآلاف في العراق تحت مراقبة جلاوزة النظام وبعد استشهاده واصلت الحركة الإسلامية نشاطها بالآليات المتيسرة.
وكان السؤال الثالث: عن تقييم مؤتمر القاهرة للوفاق الوطني العراقي.
وقد أجاب: بما نشر ملخصاً في صحيفة الصادقين ومما جاء فيه أن المقاومة المسلحة لا تكون مجدية في طرد الاحتلال إلا إذا كانت خيارا وطنياً يتفق عليه رأي أكثرية الأمة، فإن العراقيين لم يفلحوا في إنهاء الاحتلال الانكليزي في ثورة العشرين وتأسيس حكم وطني إلا حينما شارك وسط وجنوب وشمال العراق في المواجهات، ولا يتحقق هذا الإجماع إلا بعد فشل الوسائل السلمية والإصرار على نجاح العملية السياسية، وهذا ما نبه إليه المرجع الشيعي الذي فجر ثورة العشرين وأعني به الشيخ محمد تقي الشيرازي (رضوان الله تعالى عليه) بعد عدة سنوات من دخول الاحتلال، أما أن يبدأ أدعياء المقاومة بقتل إخوانهم من العراقيين الذين يعانون من وطأة الاحتلال لكنهم يتربصون ويراقبون التدرج في الوسائل فهذا إرهاب وعمل بالاتجاه الخاطئ وخلط الأوراق بين العدو والصديق.
دعم قوات الاحتلال للعمليات الإرهابية
السؤال الرابع: يوجد من يتهم قوات الاحتلال بالعمليات الإرهابية التي تستهدف المدنيين في الأسواق والحسينيات وعناصر الجيش والشرطة وموظفي الدولة والكفاءات العلمية لزرع الفتنة والفرقة كي يتمكن من السيطرة على العراقيين، هل انتم مع من يحمّل الاحتلال مسؤولية ما يجري وكيف يتمكن العراقيون من مواجهة هذا التحدي؟
سماحة الشيخ: إن هذا الاتهام إذا كان عند البعض مجرد حدس وتخمين وحسابات مصالح تجنيها قوات الاحتلال ومنها:
1- الاستمرار بالتواجد على الأرض العراقية بحجة حفظ الأمن وعدم قدرة الأجهزة العراقية على ضبطه.
2- التخلص من العناصر غير المرغوبة والتي لا تنسجم مع المشروع الأمريكي وإلقاء المسؤولية على الإرهابيين.
3- لأخذ المزيد من الوقت لترتيب الأوراق في المنطقة ورسم خارطة طريق التعامل مع دول المنطقة.
4- زرع الفتنة وتمزيق المجتمع لتسهيل السيطرة عليه وجعل الجميع محتاجاً إلى قوات الاحتلال.
أقول: إذا كان هذا عند البعض تخمينات وحسابات سياسية فقد كشفت الأحداث عن كونه حقيقة من خلال شاهدين على الأقل:
الأول: الجنديان البريطانيان اللذين أمسكت بهما الشرطة العراقية في البصرة وهما يحملان عدة التفجيرات والقتل([2]).
والثاني: ما عرضته الفضائيات من قيام عناصر الشركات الأمنية من إطلاق النار العشوائي وبلا مبرر على السيارات المدنية.
السؤال الخامس: كيف يمكن الخروج من هذه الحالة؟
سماحة الشيخ: الخروج منها يكون بعدة أمور:
1- وعي الشعب العراقي لوجود مثل هذه الحالة حتى يميز بين أعدائه وأصدقائه.
2- أن يلتفت أدعياء المقاومة إلى هذه الحالة حيث أصبحوا غطاءً ووسيلة لتنفيذ هذه الجرائم ولا اعتقد أن عاقلا يقبل بقتل مئة عراقي مقابل جندي أمريكي واحد، وان المقاومة لها آلياتها المعروفة وقد مارستها شعوب العالم وليس منها هذه العمليات الإجرامية فالمفروض بأدعياء المقاومة اتخاذ مواقف حكيمة تعري المجرمين وتكشف زيفهم.
3- وحدة الشعب وتكاتفه وعدم خلق الثغرات بين أبنائه والتي تباعد هؤلاء المجرمين على تنفيذ أفعالهم الشنيعة.
4- إنجاح العملية السياسية وتطهير أجهزة الدولة من المفسدين وبالتالي تشكيل حكومة قوية قادرة على بسط الأمن والنظام وسلطة القانون وإنهاء الاحتلال حتى تتخلص من كل تبعاته وآثاره السيئة وهذه واحدة منها وليست هي سواها.
السؤال السادس: هناك تصريحات واضحة منسوبة إلى المدعو أبي مصعب الزرقاوي إذا كانت هذه الشخصية موجودة باستهداف فئة معينة من أبناء الشعب العراقي كيف تنظر إلى هذه النقطة وخطورة هذا الموضوع؟
سماحة الشيخ: ليس مهماً أن نحقق في أن أبا مصعب الزرقاوي موجود أم لا لأنه أن لم يوجد شخص بهذا الاسم فإنه موجود كتيار وكخط فكري، ونحن وان حملنا الاحتلال بعض المسؤولية عن العمليات الإرهابية إلا أن هذا لا يفسر قيام الانتحاريين بتفجير أنفسهم في الأسواق والحسينيات وتجمعات الناس الأبرياء، فهذا الانتحاري ليس أمريكيا وإنما هم أشخاص جاؤوا ليعانقوا الحور العين بمجرد قتلهم بموجب فتاوى دينية، فهذا التيار يحتاج إلى معالجة شاملة لا تكتفي بالعمل العسكري والأمني وإنما تتعداها إلى الإصلاح الفكري وخلق ثقافة احترام الرأي الآخر وقبوله وعدم الاعتداء والظلم وإصلاح منظومة الأفكار والثقافات التي توجه الرأي العام، وتجند بالاتجاهات التي تخدم سياساتها ففي أوربا يوجد واحد وعشرون مكتبا لتجنيد الإرهابيين وبعثهم إلى العراق، وقبل يومين أعلن عن قيام فتاة بلجيكية أعلنت إسلامها بعملية انتحارية في العراق فأي غسيل دماغ تعرضت له هذه المرأة حتى قذفت بنفسها في هذه الهاوية المهلكة والآن بعد أن ضربهم الإرهاب في الأردن والسعودية والكويت وغيرها صاروا يحشدون القوى لاستئصاله، إلا أنهم مع الأسف حينما تصل القضية إلى العراق يصبح الإرهاب مقاومة شريفة وهذا هو عين الكيل بمكيالين.
وكان السؤال السابع: عن فشل التوقعات في حصول حرب أهلية في العراق.
وأجاب سماحة الشيخ: إنها لم تكن مجرد توقعات وإنما عملوا بمختلف الوسائل لإشعالها باغتيال القيادات الشيعية كالشهيد السيد محمد باقر الحكيم والشهيد الحاج عز الدين سليم وتفجير الجوامع والحسينيات وقتل زائري العتبات المقدسة والتثقيف والتحريض المستمر باتجاه قتل اتباع أهل البيت (عليهم السلام) وتسميته مقاومة شريفة ونسبة الشيعة إلى إيران والشعوبية الصفراء وغيرها من الأوصاف للتنفير منهم وخلق هوة بين الطائفتين.
تقييم محاكمة الطاغية صدام حسين
وطلب في السؤال الثامن: تقييم محكمة الطاغية صدام حسين.
فأجاب سماحة الشيخ: عن عدم رضاه وأن القاضي أراد أن يخرج من حد التفريط في العدالة وتطبيق القانون فوقع في حد الإفراط وبالغ في التسامح فكان ملكيا أكثر من الملك فيسميه (السيد) صدام حسين ويسمح لإثارات هامشية تشتت القضية وتلعب بأعصاب ملايين الضحايا لمجرم العصر، وتعطي رسالة خاطئة إلى الإرهابيين الذين يشجعهم هذا الضعف في أداء القضاء على التمادي والاستمرار في الجريمة.
ولا ادري أن كان هذا التصرف ناشئا من تركيبة القاضي الشخصية أم انه ينفذ مؤامرة تستهدف تمييع القضية وتسويفها من أجل إنقاذ صدام وجلاوزته من القصاص العادل ضمن صفقات سياسية مع قوى الاحتلال، فإن السياسيين يقولون لا توجد صداقات ثابتة ولا عداوات ثابتة وإنما توجد مصالح ثابتة ولا مكان للمبادئ والقيم العليا في السياسية البراغماتية وهو لعب بالنار نحذر([3]) الجميع منه لأن الشعب لا يرضى بهذا المستوى من التفريط بحقه، وستصل حالة الاختناق والغضب إلى حد الانفجار ويخرج عن حد السيطرة، إذ إن صدام ليس متهما حتى يطبق عليه (المتهم بريء حتى تثبت إدانته) انه مجرم حقيقي، ويعلم كل العالم بجرائمه وهي موثقة ومعروفة لدى القاصي والداني، وإذا كان عرضه على المحكمة ضروريا لإلقاء الحجة وتعريف هذه الجرائم وتثبيتها للتأريخ وإزالة العمى عن المضللين فإن ذلك لا يعني هذا الضعف والتمييع.
أن استقلال القضاء يعني عدم تدخل الحكومة فيه وتأثيرها عليه ولا يعني خروجه عن إرادة الشعب لأن (الشعب مصدر سلطات) كما ورد في الدستور ولا يجوز للقاضي أن يستمر إذا كان مفرطا بحقوق الشعب.
وكان السؤال التاسع: عن تقييم أداء الإسلاميين في الحكومة.
وأجاب سماحته: بما موجود في خطاباته وما تنشره صحيفة الصادقين خصوصاً في مقال (النقد الذاتي فيما يتعلق بأداء الحكومة) مع الاعتراف بتعقيد الحالة العراقية وكثرة اللاعبين في ساحتها ووجود إرادات متعددة لإفشال عمل الإسلاميين لإظهار فشل التجربة الإسلامية، رغم أن الحكومة لا تعد إسلامية وإنما تضم إسلاميين وإذا فشل احدهم فلا يعني فشل النظام الإسلامي على أن البلد قد قادته حكومة علمانية سابقة عليها وكانت أكثر تقصيرا فإذا أرادوا إقناع الناس بالعلمانيين فهم واهمون.
وتحدث السؤال العاشر: عن تقييم أداء حزب الفضيلة الإسلامي الممثل في الحكومة والذي يحظى برعاية سماحة الشيخ.
فأجاب سماحته: انه ليس حزب الفضيلة هو الوحيد الذي يحظى بالرعاية بل كل جهد مخلص يستهدف إصلاح حال الأمة وازدهار البلد وإنما يحظى حزب الفضيلة برعاية زائدة لأنه فتي واغلب قواعده من الكوادر الشابة وولد من رحم المعاناة والبطش الصدامي كذاك الرجل الذي قيل له من أحبّ أبنائك إليك قال: الصغير حتى يكبر والمريض حتى يشفى والمسافر حتى يعود.
ولم تسنح الفرصة الكافية للحزب باعتبار الملابسات التي رافقت تشكيل الحكومة لكن أبناءه الذين تصدوا للمسؤولية قد شهد لهم بالنزاهة والإخلاص والوطنية وما زال طريقهم طويلا ليبلغوا الطموح.
السؤال الحادي عشر: على أبواب الانتخابات التشريعية القادمة كيف تنظر إلى الاصطفافات الجديدة التي حدثت الآن على الساحة العراقية وكيف تتوقع أن تكون مجريات العملية الانتخابية؟
سماحة الشيخ: في الحقيقة توجد إرهاصات غير ايجابية برزت خلال الحملات الانتخابية وهي المهاترات الكلامية والتسقيط والتشويه، وقلت للمرشحين لا تجعلوا دعايتكم مبنية على هذا الأسلوب غير الشريف وإذا كنتم تملكون مشروعا صالحا مقنعا فقدموه وبينوه للأمة وسوف ينتخبكم الناس، لكنني في الحقيقة أقرأ في الأفق أن المسألة أكبر من تنافس انتخابي وإنما هو صراع دولي على ساحة العراق يتخذ واجهات عراقية لإدارة هذا الصراع، فما يدور بين هذه الواجهات هو انعكاس لذلك الصراع الدولي، وقد انجر إليه العديد من الكيانات وقد عبرت عن قلقي من هذا الانجرار لخدمة الآخرين وأقول الله الله بالشعب العراقي لا تجعلوه ضحية لحسابات المصالح الإقليمية والدولية.
وتحدث سماحة الشيخ في الإجابة عن السؤال الثاني عشر: عن أهمية مشاركة الشعب في الانتخابات البرلمانية ومعنى قوله أن وجوب المشاركة أهم من وجوب الصلاة والصوم لأن وجود الثلة الصالحة على سدة الحكم هو الذي يحفظ الصلاة والصوم وتسلم الطواغيت للحكم لا يبقي صلاة ولا صوما كما عشناه في ثمانينات القرن الماضي.
ودعا سماحته المواطنين إلى التوجه إلى مراكز الاقتراع على شكل مجاميع ومواكب([4]) ترفع الإعلام العراقية لإظهار عزة الأمة وقوتها والتحفيز من لم تحصل عنده القناعة على المشاركة.
وفي جواب السؤال الثالث عشر: أشار سماحته إلى القواسم المشتركة التي تتوحد عليها التيارات والقوى الإسلامية على الساحة العراقية وهي الوحدة الوطنية والمصلحة الإسلامية لأن هوية الإسلام في خطر أمام تحديات المسخ والتشويه والفرقة والتكفير ومن القواسم المشتركة الرحمة بهذا الشعب الذي عانى الكثير وحرم واضطهد وقتل وشُرد وآن الأوان للمسح على جراحه وإعادة البسمة إليه.
([1]) في حلقة يوم الأربعاء 4 ذي القعدة 1426هـ المصادف 7 / 12 / 2005 ويوجد قرص مسجل للحوار.
([2]) اعتقلت قوات الشرطة في البصرة اثنين من البريطانيين كانا متزيين بالزي العربي ووضعا شعراً اصطناعياً وخرجا مع الناس المحتفلة في جامع الخطوة بمناسبة ذكرى النصف من شعبان 1426 يوم الأحد 13 شعبان 1426 المصادف 18/9/2005 وعثرت عندهما على متفجرات وصواعق وأسلاك تفجير وأسلحة أزيد من السلاح الشخصي وأطلقا النار على الشرطة، وحاصرت الدبابات البريطانية مقر اعتقالهما في سجن محكمة الجنايات الكبرى، وطوقتها الشرطة والحرس العراقيان وفي المساء أعلن عن إفراج القوات البريطانية عنهما وحصلت مواجهات مع الناس فقتل خمسة وجرح أكثر من أربعين عراقياً خلال مجموع المواجهات وأحرقت دبابتان ولدى مداهمة البريطانيين لمقر مديرية الجرائم الكبرى عبثوا بالسجلات التي تضم معلومات أمنية وحاولوا إطلاق سراح عشرات الإرهابيين المعتقلين.
والغريب هو موقف الحكومة المركزية المتخاذلة حيث أمرت وزارة الداخلية بإطلاق سراحهما باعتبار أن السفير البريطاني اتصل بها مخبراً أن هذين كانا في مهمة استطلاعية، وبعد ثلاثة أيام كان رئيس الوزراء العراقي الدكتور إبراهيم الجعفري في لندن وأبدى أسفه للحادث وقال: إنه يمكن تجاوزه.
([3]) بعد هذا التحذير والاستياء الشعبي استقال رئيس المحكمة القاضي (رزكار محمد أمين) وحلّ محله القاضي (رؤوف رشيد عبد الرحمن).
([4]) لّبت الجماهير في بغداد والمحافظات هذه الدعوة وخرجت إلى الانتخابات البرلمانية يوم الخميس 12/ذ.ق./1426 المصادف 15/12/2005 بمواكب مهيبة ترفع الإعلام العراقية وتردّد الأناشيد الوطنية مما حوّل المناسبة إلى عيد وطني وحفّز الناس على المشاركة بنسبة ثلثي عدد من يحق لهم التصويت، (أزيد من عشرة ملايين ونصف المليون من أصل خمسة عشر مليون ونصف المليون).
وقد أعلنت المفوضية العليا للانتخابات النتائج النهائية يوم الجمعة 19/ذ.ح./1426 المصادف 20/1/2006 وقد أسفرت نتائج التصويت عن فوز الائتلاف العراقي الموحد –الذي يضم المكونات الشيعية وحظي بتأييد المرجعيات الدينية- على (130) مقعداً من أصل (275) وكانت حصة حزب الفضيلة الإسلامي (15) مقعداً بحسب التوافقات التي حصلت داخل الائتلاف حين إعداد قائمة المرشحين.
وكانت مراكز الاقتراع في المحافظات قد أعلنت نتائج التصويت الأولية فيها في اليوم التالي لإجراء الانتخابات وكانت الأرقام قريبة جداً للنتائج النهائية المذكورة أعلاه.