خطاب المرحلة (60)...معاً يداً بيد لنبني عراق السلام والازدهار

| |عدد القراءات : 1922
  • Post on Facebook
  • Share on WhatsApp
  • Share on Telegram
  • Twitter
  • Tumblr
  • Share on Pinterest
  • Share on Instagram
  • pdf
  • نسخة للطباعة
  • save

معاً يداً بيد لنبني عراق السلام والازدهار

 بسم الله الرحمن الرحيم

 (معاً يداً بيد لنبني عراق السلام والازدهار) كان هذا هو النشيد الذي ترنمت به مئات الآلاف من الجماهير المؤمنة التي لبت دعوة المرجعية الدينية الشريفة في التوجه إلى النجف الأشرف([1]) رغم أن ضراوة النار قد بلغت شدّتها لكن ذلك لم يمنعهم من المجيء رغم عدم توفر ابسط الخدمات من الماء والغذاء لمثل هذا العدد الهائل وفي هذه الظروف الشديدة.

جاءوا ليقولوا اتركوا السلاح جانباً وانبذوا لغة العنف وابدأوا حوار الأخوة والمحبة والصدق والإخلاص، وليقولوا إننا نحن هذا الجمع المليوني –ومن ورائهم أضعافهم- نمثل إرادة الشعب الحقيقية وليس أحداً غيرنا له الحق أن يتحدث باسمنا.

جاءوا ليقولوا كفى دماراً وتخريباً وإراقة للدماء البريئة ولتتوحد الجهود لبناء عراق جديد يسوده السلام والعدالة والنظام فمن شذ عن هذه الإرادة فهو عدو للشعب.

لذا كان من الواجب شرعاً احترام هذه الإرادة وعدم ارتكاب ما ينافيها من خلال النقاط التالية:

1- يحرم الإخلال بالنظام الاجتماعي العام والإضرار بحياة المواطنين في جميع أنشطتها.

2- تجب المحافظة على مؤسسات الدولة لأنها ملك للشعب سواء كانت خدمية أو حيوية أو اقتصادية أو صناعية أو أي شيء آخر، ولا يمكن لخلاف مع شخص أو مجموعة في أي موقع أن يكون مبرراً لتخريبه فإنها ليست ملكاً لهذا الشخص أو الجهة، وتخريبها اعتداء سافر على ممتلكات الشعب فيكون من أكبر المحرمات ويجب على المواطنيّن مساعدة الجهات المختصة في الدفاع عنها ضد عمليات التخريب.

3- يحرم القتال بين المسلمين والاعتداء على أعراضهم ونفوسهم وممتلكاتهم وشخصياتهم المعنوية.

4- يجب على جميع الجهات الفاعلة أن تبذل أقصى الجهود لإنجاح التعداد العام للسكان وسائر المقدمات التي تساهم في إجراء الانتخابات العامة في موعدها المحدد حتى يشعر كل واحد من أبناء الشعب بأنه جزء من العملية السياسية وان له صوتاً في إدارة البلد مما يجعله مدافعاً عنها وحريصاً عليها ومندداً بكل من يخرج عليها، وأي تعويق لهذه العملية هو اعتداء صارخ على الشعب.

5- التحلي بالصبر وسعة الصدر والتسامح والتعاون ولا نتعامل مع الأمور بعاطفية وانفعال وتسرع وارتجال.

6- على جميع الفعاليات السياسية خصوصاً الممثلة في السلطة أن تتخلى عن أنانيتها وإقصائها للآخرين وتجاهلهم فان هذا يولد الكراهية والبغضاء والشقاق وهي من أهم عوامل انهيار الأمم فلا بد من التعامل بإنصاف وموضوعية وتجرد، وستكون النتيجة هي الرفعة والعزة والمحبة في قلوب الناس وأن تجري العملية السياسية نظيفة بعيدة عن الغدر والمخاتلة والمساومات غير الشريفة.

 

محمد اليعقوبي - النجف الأشرف

12 رجب 1425 - 29/8/2004



(1) وصل سماحة آية الله السيد السيستاني إلى البصرة قادماً من رحلته إلى لندن لإجراء عملية جراحية في القلب، ووجه الناطق باسمه بياناً يدعو المؤمنين من مختلف المدن العراقية للتوجه إلى النجف لاستقبال سماحة السيد وإعلان بنود وثيقة حل الأزمة، وقد وجه سماحة آية الله الشيخ محمد اليعقوبي أتباعه في البصرة وبقية المدن العراقية التي مرت بها الرحلة إلى الخروج مع هذه المسيرة للضغط على قوات الاحتلال والقوات الحكومية والمسلحين حتى توقف عملياتها في النجف الأشرف، فزحفت الجماهير من البصرة والتحقت بها أثناء مسيرتها التي استغرقت حوالي ثمان ساعات سائر المدن العراقية جنوب النجف أما محافظات شمال النجف وشرقها كبغداد وكربلاء والحلة فقد توجهت الجموع منها مباشرة إلى النجف وكان ذلك يوم 9 رجب 1425 المصادف 26/8/2004.

  لكن الذي يؤسف له أن الداعين للمبادرة لم ينسقوا مع الحكومة لضمان سلامة هذه المسيرة السلمية فتصدت لهم القوات الحكومية عند وصولهم إلى النجف بحجة عدم وجود قرار لوقف إطلاق النار، فاستشهد على أقل التقادير (75) وجرح المئات من دون أي إجراء رادع.