السفير الهولندي يزور سماحة المرجع اليعقوبي
بسم الله الرحمن الرحيم
السفير الهولندي يزور سماحة المرجع اليعقوبي[1]
استقبل سماحة المرجع الشيخ محمد اليعقوبي (مُد ظله) سعادة السفير الهولندي في بغداد رودنبيرك بمكتبه في النجف الأشرف.
و قد أعرب السفير عن شكره للوقت الذي منحه سماحة المرجع له والموافقة على استقباله وقال أنه حضر إلى هنا ليستمع إلى توجيهات المرجعية الحكيمة والاستفادة منها.
وقال سماحة المرجع : إن الشعب العراقي يكن لمملكة هولندا حكومة وشعباً احتراماً وتقديراً كبيرين لأمرين:
أولهما: احتضان هولندا لآلاف العراقيين المضطهدين المظلومين الذين تركوا بلدهم قسراً وهاجروا بسبب بطش النظام الصدامي وقسوته واحتضنتهم الدولة والشعب واندمجوا فيهما ووجدوا ما عوضّهم عما في بلادهم.
ثانيهما: النظام السياسي القائم في هولندا والذي يوفر للشعب بدرجة كبيرة حقوقه في الحرية والحياة السعيدة وحرية التعبير عن الرأي، ولكن ينبغي التشديد على أن هذه الحرية لا تعني التجاوز على حقوق الآخرين والنيل من مقدساتهم، لذا فإننا لا نجد ما يبرّر ما صدر من أحد البرلمانيين الهولنديين من الإساءة للإسلام ولقادته، وفي الوقت الذي لا يشطب على إدانة الحكومة الهولندية لهذا الفعل المشين نطالبهم بإجراءات أكثر حزماً لكي لا يسيء أمثال هؤلاء- وهم قلة- للعلاقات بين البلدين والشعبين.
وأبدى سماحته استغراباً من غياب الوجود الهولندي على الساحة الاقتصادية العراقية الجاذبة لامتلاكها ما يبحث عنه المستثمرون، ونحن نعلم أن هولندا كانت حاضرة في كثير من المجالات الزراعية وتصدير المواشي وبناء السدود وتقنيات الري وغيرها، والعراق بحاجة إلى هذه الخبرات والإمكانيات.
من جانب اخر لفت سماحته الى خطورة ما يقوم به اذناب النظام البائد بتشويه صورة العراق الجديد بقوله:
ان بعض المتضررين من النظام السياسي الجديد في العراق والذين تربّوا على الاستئثار والظلم والاستبداد يشوهون صورة العراق وشعبه ويلصقون التهم بالطائفة المظلومة ويتباكون على ما تقوم به هذه الطائفة، وهو كلام مخالف للواقع يراد منه تحشيد الرأي ضد النظام الجديد وإعادة عقارب الساعة إلى الوراء، وأذكر لك شاهداً وهو أن هذه الطائفة تعرضت للكثير من الظلم والاضطهاد خلال العقود السابقة فقتل علماؤهم وشبابهم وهُجّر الملايين منهم، فهل سمعت أنهم قاموا برد فعل من قبيل هذه العمليات الإرهابية التي يقوم بها المجرمون ويقتلون الأبرياء من الناس ويدمّرون كل شيء؟ فلماذا لمّا نالوا بعض حقوقهم انقلبت الدنيا وكشّر المجرمون عن أنيابهم؟
واضاف سماحته :إن هذا يكشف عن الفرق الواسع بين أخلاقيات الفريقين، ونحن إنما أخذنا أخلاقنا السامية ومحبّة الناس وعدم التفريق بينهم في الحقوق والواجبات واحترام جميع الديانات والمقدّسات من نبينا وأئمتنا (صلوات الله عليهم أجمعين) وقادتنا.
كما وطالب سماحة المرجع الحكومة الهولندية من خلال سفيرها - وعموم دول المهجر- بعدم إلزام العراقيين المقيمين هناك بالعودة إلى بلادهم ضمن اتفاقيات مع الحكومة العراقية بحجة استقرار الوضع الأمني، فهذه حركة إعلامية تحاول بعض أطراف الحكومة إظهار نجاحات مُبالغُ فيها وتجعل العراقيين وقوداً لها، بقوله - اتركوا الناس ليختاروا قرارهم بالعودة وعدمه - بحرية وبحسب الظروف المناسبة لكل واحد منهم.
وعلّق السفير على كلام سماحة المرجع اليعقوبي بالإعجاب بهذه الخلاصة المستوعبة للوضع الهولندي وعناصر القوة الاقتصادية في المملكة والعلاقة بين الدولتين، وأخبر سعادته عن شروع الشركات الهولندية في الاستثمار في العراق وكانت البداية من النجف حيث تقوم إحدى الشركات بإنشاء ناظم إروائي قرب منطقة أبي صخير ونظام للري فيها، والبقية تأتي.
كما طمأن السفير سماحة المرجع بعدم اجبار أي عراقي على العودة، فيوجد في هولندا حوالي 50 ألف عراقي لم يعد منهم خلال العام الماضي إلا 100 فقط وهم مندمجون في الحياة والمؤسسات هناك، وان من يقوم بتشويه صورة الوضع في العراق هم قلة قليلة ليسوا من المقيمين في هولندا بل هم طارئون عليها.
وأكّد موقف الحكومة الهولندية الرافض للإساءة إلى الإسلام ورموزه.
[1] جرى اللقاء بتاريخ الأربعاء 6/ربيع الثاني/1433 الموافق 29/2/2012 وقد تناقلته وسائل الإعلام وأرسل العراقيون المقيمون في هولندا شكر إلى سماحة المرجع اليعقوبي (دام ظله).