خطاب المرحلة (40)... تنظيم مواكب الوعي الحسيني لطلبة الجامعات

| |عدد القراءات : 5659
  • Post on Facebook
  • Share on WhatsApp
  • Share on Telegram
  • Twitter
  • Tumblr
  • Share on Pinterest
  • Share on Instagram
  • pdf
  • نسخة للطباعة
  • save

تنظيم مواكب الوعي الحسيني لطلبة الجامعات

بسمه تعالى

الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنّا نهتدي لولا أن هدانا الله، لقد جاءت رسل ربنا بالحق.

والصلاة والسلام على اشرف خلقه وأكرمهم محمد وآله الطيبين الطاهرين.

لقد أثبتت جامعاتنا عمق انتمائها للإسلام من خلال التزام أبنائها بتعاليمه، وإصرارهم على إقامة مختلف الفعاليات التي تبرز هذا الارتباط الوثيق والانتماء العميق، وهو مما يثلج صدور المؤمنين ويعجل بظهور بقية الله الأعظم، وهم -أساتذة وطلاباً ومنتسبين- مدعوون اليوم وكل يوم لترسيخ هذه العروة الوثقى التي لا انفصام لها، ليردوا كيد الأعداء إلى نحورهم [وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ، بِنَصرِ اللهِ] (الروم: 4-5) ويزداد المؤمنون إيماناً إلى إيمانهم، ولتبرز الصورة الحضارية للإسلام العظيم وقدرته الكاملة على تنظيم شؤون البشرية وقيادتها نحو الحياة السعيدة.

وتأكيداً لهذا الانتماء أدعوهم إلى أعادة تلك الصورة الزاهية التي عاشتها جامعاتنا في منتصف الستينيات، حين انطلقت مواكب الجامعة في يوم عاشوراء إلى كربلاء بكل نظام ووعي، لتعبر عن فهمها لحقيقة أهداف الثورة الحسينية، فنالت إعجاب الأمة وحظيت باهتمامها وأثارت الآمال الكبيرة في نهوضها من جديد على يد هذه الثلة المؤمنة.

وأعتقد أن في الوقت متسعاً للإعداد لهذه المواكب وحتى لو لم تكن في مستوى الطموح بسبب عدم الاستعداد الكافي والإعلام المبكر، فإن المهم وهو تأسيس هذه السيرة المباركة حتى يتسنى للأجيال الآتية متابعتها وترسيخها، وأظن أن عدداً ممن شاركوا في تلك المسيرات قبل أربعين عاماً أو رأوها أو اعدوا لها هم موجودون الآن، ويسمعون هذا النداء فيكون من لطف الله تعالى بهم المساهمة مرة أخرى في تنظيمها هذه المرة.

وأقدم بين أيدي أحبائي أساتذة وطلبة الجامعات الملاحظات التالية:

1- إن الدعوة موجهة بشكل رئيسي إلى الجامعات والمعاهد الفنية في المحافظات القريبة من كربلاء واعني بها جامعات بغداد والمستنصرية والتكنولوجية وبابل وكربلاء والكوفة والقادسية والمعاهد الفنية وبقية المؤسسات العلمية المرتبطة بالوزارات المختلفة.

2- أن يرفع موكب كل جامعة لافتة تبين اسم الجامعة أو المؤسسة العلمية التي يمثلها.

3- يُقسم كل موكب إلى مجاميع بمعدل (50) فرداً للمجموعة الواحدة وترفع كل مجموعة لوحة تختار لها اسماً معيناً مشتقاً من أهداف ثورة الإمام الحسين (عليه السلام) والمبادئ الإسلامية السامية مثلاً: (الإيمان – الإخلاص – المحبة – السلام – الإصلاح – الحرية – الإباء – الولاية – النصر – التقوى – الرضا – التسليم – الشهادة – الإيثار – التضحية – الطاعة – التوحيد – العدل – الاستقلال – النظام – التفاني – اليقين – الصبر – الإرادة – الصدق – الكمال – الحق – التوكل – الأخوة – البصيرة – الفتح – الأمر بالمعروف – النهي عن المنكر – الخير – الصلاة – الصوم – الزكاة – الإقدام – الغيب – الظهور – الانتظار – النور – العزة – الرحمة – السعادة – الاستقامة – الصفاء – الوفاء – الانفتاح – التفاهم – الطموح – التنظيم – البذل – التصدي – التحدي – الالتزام – العفة – الحياء – التهذيب – حسن الخاتمة).

4- تشكل لجان تحضيرية للإعداد لهذه المواكب تحدد نقاط الانطلاق والتجمع وتوزيع الشعارات والأناشيد التي ترددها المجاميع وتنظيم سير المواكب وتحديد زمانها صباح يوم عاشوراء والتنسيق مع اللجان المشرفة على تنظيم المواكب في مدينة كربلاء.

5- تؤخذ الشعارات ومضامين اللافتات من أهداف الثورة الحسينية ومطالب الأمة في المرحلة الراهنة ومن تلك الشعارات الحسينية:

(على الإسلام السلام إذا ابتليت الأمة براعٍ مثل يزيد).

(والله لو لم يكن ملجأ ولا مأوى لما بايعت يزيد بن معاوية).

(إني لا أرى الموت إلا سعادة والحياة مع الظالمين إلا برماً).

(الناس عبيد الدنيا والدين لعق على ألسنتهم يحوطونه ما درّت معايشهم فإذا محصوا بالبلاء قل الديانون).

(ألا ترون الحق لا يعمل به والباطل لا يتناهى عنه فليرغب المؤمن في لقاء ربه محقاً).

(خط الموت على ولد آدم مخط القلادة على جيد الفتاة).

(ما الإمام إلا العامل بالكتاب والآخذ بالقسط والدائن بالحق والحابس نفسه على ذات الله).

(رضا الله رضانا أهل البيت، نصبر على بلائه ويوفينا أجر الصابرين).

(من كان باذلاً فينا مهجته وموطّناً على لقاء الله نفسه، فليرحل معنا).

(إنما خرجت لطلب الإصلاح في أمة جدي).

(لا أعطيكم بيدي إعطاء الذليل ولا أقر لكم إقرار العبيد).

(هيهات منا الذلة يأبى الله لنا ذلك ورسوله والمؤمنون).

(فهل إلا الموت؟ فمرحبا به).

(صبراً بني الكرام، فما الموت إلا قنطرة تعبر بكم عن البؤس والضراء إلى الجنان الواسعة والنعيم الدائم).

(موت في عز خير من حياة في ذل).

(إن لم يكن لكم دين وكنتم لا تخافون المعاد فكونوا أحراراً في دنياكم).

(هل من ناصر ينصرني، هل من ذاب يذب عن حرم رسول الله).

(سأمضي وما بالموت عار على الفتى      إذا ما نوى حقا وجاهد مسلماً).

6- يتقدم الأساتذة الأفاضل مجاميع الطلبة ليعطوا للمسيرة رونقاً عظيماً ومعنى مؤثراً.

7- استغلال الوقت أثناء السفر والتجمعات لإلقاء المحاضرات التي تحيي المناسبة.

8- ينبغي لكافة الذي يجدون سعة في وضعهم الاقتصادي أن يساهموا في تأمين نفقات السفر ونحوه فإنها فرصة كبيرة للطاعة وقد قال تعالى (فاستبقوا الخيرات) وسيكون للحوزة العلمية دور واضح في ذلك بإذن الله تبارك وتعالى.

9- أسجل هنا بعض المقطوعات الحسينية التي ترددها المجاميع ويمكن أن تلحن بما ينسجم مع المناسبة، والمقاطيع التالية نظمها المرحوم الشيخ محمد جواد البلاغي (قدس سره) المتوفى في ثلاثينيات القرن الماضي لموكب النجف الأشرف:

يا تريب الخد في رمضا الطفوف

يا نصير الدين إذ عز النصير
وشديد البأس واليوم عسير

كيف يا خامس أصحاب الكســــا
وابن ساقي الحوض في يوم الظما

يا صريعا ثاويا فوق الصعيد
كيف تقضي بين أجناد يزيد

كيف تقضي ظامئاً حول الفرات
وعلى جسمك تجري الصافنات

سيدي أبكيك للشيب الخضيب
سيدي أبكيك للجسم السليب

سيدي إن منعوا عنك الفرات
فسنسقي كربلا بالعبرات

سيدي أبكيك منهوب الرحال
بين أعداك على عجف الرحال

سيدي إن نقضِ دهراً في بكاك
أو عكفنا عمرنا حول ثراك

لهف نفسي لنِساك المعولات
باكيات شاكيات صارخات

يا حمانا من لنا بعد حماك
ولمن نلجأ إن طال نواك

لست أنساها وقد مالت إلى
أشرقت منها محاني كربلا

هاتفات بهم مستصرخات
صارخات: أين عنا يا حماة

أفنسبى بعدكم سبي العبيد
لا وقفنا في السبا عند يزيد

 

ليتني دونك نهباً للسيوف

وحمى الجار إذا عز المجير
وثمال الرفد في العام العسوف

وابن خير المرسلين المصطفى
وشفيع الخلق في اليوم المخوف

وخضيب الشيب من فيض الوريد
ظامئاً تسقى بكاسات الحتوف

دامياً تنهل منك الماضيات
عافر الجسم لقى بين الصفوف

سيدي أبكيك للوجه التريب
من حشا حران بالدمع الذروف

وسقوا منك ظماء المرهفات
وكفاً من علق القلب الأسُوف

سيدي أبكيك مسبي العيال
في الفيافي بعد هاتيك السجوف

ما قضينا البعض من فرض ولاك
ما شفى غلتنا ذاك العكوف

واليتامى إذ عدت بين الطغاة
وُلَّها حولك تسقى وتطوف

ومن المفزع من أسر عداك
ودهتنا بدواهيها الصروف

صفوة الأنصار صرعى في الفلى
كشموس غالها ريب الكسوف

باكيات نادبات عاتبات
يا بدور التم ما هذا الخسوف

ثم نهدى من عنيد لعنيد
حبذا الموت ولا ذاك الوقوف

وقد أضاف سماحة الشيخ حيدر اليعقوبي (دام فضله) المقطوعات التالية:

كربلا جئناك والدمع هتون
نمتطي أرجلنا دون المتون

فعلى أرضك خطت كلمات
نورها يطغى على كل اللغات

علمتنا أن نضحي بالنفوس
إن نصد الجبت لا نحني الرؤوس

فنداءات حسين ما تزال
إن للحق كراماً كالجبال

إن دين الله عز وإباء
شغلت بالله حباً ووفاء

علمتنا كربلا صبر العظام
علمتنا السير دوماً للأمام

علمتنا أن أبواق العدى
بينما ضجت هتافات الفدى

 

بقلوب شجها سيف الشجون
ليس تثنينا سهول أو حزون

شامخات واضحات راسيات
علمتنا سر عنوان الحياة

أن ندير الوجه عن رشف الكؤوس
علمتنا كربلا أسمى الدروس

وصداها هز آذان الرجال
لبسوا ثوب الفدى يوم النزال

ورؤوس طمحت نحو السماء
بعد أن أدركها نور الولاء

حينما تعصفنا ريح الطغام
والجراحات لها يوم التئام

خرست بالطف ضاعت بددا
وتعالى في المدى صوت الهدى

          والفرصة مفتوحة لكل الأدباء الملتزمين الذين يحبون أن يسجل اسمهم في ديوان أبي الأحرار (عليه السلام).

10- قد يكون من المناسب أن يكون السفر إلى كربلاء ليلة العاشر من محرم لإعطاء فرصة مناسبة للاستعداد للمسيرة في الصباح المبكر([1]) ولتحصيل فضل المبيت ليلة عاشوراء عند الحسين (عليه السلام) فإن من فعل ذلك حشر ملطخاً بدم الحسين (عليه السلام) كما يفيد الحديث الشريف.

 

محمد اليعقوبي

27 ذ.ح 1424- 18/2/2004



([1]) رغم ضيق وقت الدعوة عن الاستعداد فقد لبّاها أكثر من عشرة آلاف طالب جامعي وجمع من الأساتذة من وسط وجنوب العراق وجمع من فضلاء الحوزة العلمية توزّعوا عليهم للإرشاد والتبليغ، وقد وصلت وفودهم يوم التاسع من محرم على التوالي، وانطلقت المسيرة من جامعة كربلاء ليلة العاشر من محرم بعد أداء صلاتي المغرب والعشاء جماعةً، وأقيمت فعاليات في محل إقامتهم تلك الليلة، وستجد في الخطاب (45) صفحة 300 شيئاً عن هذه الفعاليات.