خطاب المرحلة (36)... حكم الانتماء إلـى الأحزاب
حكم الانتماء إلـى الأحزاب
بسم الله الرحمن الرحيم
سماحة آية الله الشيخ محمد اليعقوبي (دام ظله الوارف)
قائدنا المفدى: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لا يخفى عليكم ما مر بالعراق من ظروف عصيبة ويمر بها بعد زوال النظام البائد وما أعقبه من دخول كثير من الأحزاب العلمانية والتي تطرح شعارات براقة من حرية وديمقراطية، فما هو رأي سماحتكم:
بدعوى هذه الأحزاب بالإصلاح الاجتماعي والدعوة إلى تحرير المرأة؟
بمن يدعو لهذه الأحزاب ويؤيد أيدلوجيتها؟
السعي بالمشاركة لفتح مكاتب هذه الأحزاب في محافظات العراق؟
وما هي نصيحة سماحتكم للجماهير العراقية، علماً أنهم يقولون إن أحزابنا تعترف بوجود الخالق وأن بعض أعضائها متدينون.
وفقكم الله لخدمة الإسلام والمسلمين.
28 رمضان 1424
بسمه تعالى
لا أرى مسوغاً لهذه الانتماءات، فإن المؤمنين مرتبطون بالحوزة الشريفة والمرجعية الدينية وهي التي تحدد لهم مواقفهم، وقد رأينا أن هذه الانتماءات تمزق جسد المؤمنين وتفرق وحدتهم، أعاذنا الله من كل سوء، وحينما تقدر المرجعية الرشيدة وجود حاجة لتأسيس حزب لا ليكون رقماً مع بقية الأرقام الحزبية، وإنما ليكون آلية لتنظيم عمل قواعد المرجعية فلا يكون منفصلاً عنها وإنما يتحرك بتوجيهاتها، فإن المرجعية سوف لا تتوانى عن ذلك وقد تحقق ذلك فعلاً حينما وجهت قواعدها لتأسيس حزب الفضيلة الإسلامي بعد السقوط بأسبوعين تقريباً([1]).
وعلى كل حال فإنه لا يجوز الانتماء إلى الأحزاب التي لا تلتزم بالشريعة الإسلامية إطاراً لعملها لأنها ستقع في معصية الله شرعاً وهذا (ما لا تقوم له السموات والأرض) كما ورد عن أمير المؤمنين (عليه السلام) في دعاء كميل (رضي الله عنه)، وإذا حرم الانتماء حرم الترويج بفتح المكاتب والدعوة لها وغيرها، ومجرد الاعتراف بالخالق لا يكفي إذا لم يقترن بتطبيق الشريعة في الحياة وعدم مخالفتها([2]) [قَالَتِ الأَعْرَابُ آمَنَّا قُل لَّمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِن قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ] (الحجرات:14) فعلى المؤمنين الحذر والوعي وعدم الانسياق وراء الدعوات المضللة.
محمد اليعقوبي
29 رمضان 1424
(1) عقد سماحة الشيخ أول اجتماع للكوادر المرشحة لتأسيس الحزب في جامع البياع ببغداد يوم الخميس 21 صفر 1424 المصادف 24/4/2003.
(2) صدرت لاحقاً لسماحة الشيخ عدة خطابات تبين شرعية تأسيس الأحزاب وضرورتها وأهدافها ونظامها الداخلي وعلاقة عملها بعمل الكيان الحوزوي (جماعة الفضلاء) كما صدر كتيب بإشراف سماحة الشيخ عنوانه (فقه التعامل مع الأحزاب) يجيب عن أسئلة تفصيلية.