نشيدٌ في حضرة الشهيد الصدر

| |عدد القراءات : 2303
  • Post on Facebook
  • Share on WhatsApp
  • Share on Telegram
  • Twitter
  • Tumblr
  • Share on Pinterest
  • Share on Instagram
  • pdf
  • نسخة للطباعة
  • save

(نشيدٌ في حضرة الشهيد الصدر) ([1])

 

فداءً لعينيك عَيني فِدا

 

فَعيناكَ شمسٌ تُضيءُ المَدى

وذكراكَ أُنشودةُ الثائرين

 

لَها في ضَميرِ الليالي صَدى

يُغنّيكَ قلبي وَبَعضُ الغِناء

 

يُعَدُّ بُكاءً إذا أُنشِدا

يغنيك و الحزن في اضلعي

 

يرجم فوق شفاهي الردى

وماذا انا غير قلب جريح

 

على شفتيه استحم الندا

سمعتك تهتف في الخافقين

 

هتافا له الكون قد رددا

أنا (باقرُ الصدرِ) رَمزُ الفداءِ

 

بهِ كُلُّ حُرٍ سَما واقتدى

أنا الصدرُ صَدرُ العراق الجريح

 

وصدرُ الحُسين ذبيحِ المُدّى  

أنا ثورةُ الدين ضدَّ الطغاة

 

رَفَعتُ لِواها برغم العِدا

نعم انت يا سيدي ثورة

 

تضمنت الشمس و الفرقدا

وانت الامام الولي الشهيد

 

نحن لشخصك نحن الفدا

فانت الذي ضم في قلبه

 

عذاب الجموع وما استنجدا

وكُنتَ الحسين بيوم الطفوف

 

تُعيدُ له مَشهداً مَشهدا

فللهِ درّكَ من ثائِرٍ

 

بهِ دربُنا للعلاءِ إبْتَدا

ولله درَّكَ من مُبصرٍ

 

يَرى الفجرَ من قبلُ أن يولدا

تُضحّي بنفسكَ كيما تصيرَ

 

لمن ضلَّ عن دربهِ مُرشدا

تلملم جرحا ولم تكترث

 

اذا هاج ذا البحر او ازبدا

نرى الشمس في ناظريك اعتلت

 

وفجرا على وجنتيك اهتدى

ونلمع في مقلتيك النقاء

 

ونبصر فوق يديك الهدى

له ولنا موعد بالصباح

 

فها نحن نستقبل الموعدا

تساميتَ يا صدرَ دينِ الإله

 

وقُدّسَ سِرُّكَ أنّى بدا

بيومكَ حكمُ الطغاةِ إمّحى

 

وهدّامُ زالَ وما خُلّدا

وانت المخلد طول الزمان

 

حسين الفداء به جددا

فيا صرخة الحق كوني ردى

 

ويا دولة الظلم صيري سدى

ستبقى الملايين يا سيدي

 

تراكَ لثورتها سيدا

تراك (أبا جعفرٍ) مشعلاً

 

يضلُّ مضيئاً ولن يُخمدا

سلوني ااذكر كيف التقينا

 

وكيف ابتدا الحب رغم العدا ؟؟

وهل كان حبي له صدفة

 

وهل ان لي معه موعدا ؟؟

وكيف رضيت بان ارتمي

 

واغفو على الفجر كي اسعدا ؟

واحيا كسنبلة في الخريف

 

واجعل من دمعتي موردا

هي الدرب عاقرة و الضفاف

 

توكأت في ظلها مجهدا

فما اجهد السير واني معنى

 

وما ابعد الدرب ما ابعدا

ويا ايها الروض روض الجنان

 

ستبقى ترش علينا الندى

وتبقى تعانق احلامنا

 

اتهمس في كل اذن ندا

افيقوا افيقوا فهذا السراب

 

محالا ترون به منجدا

اذا لم تهبوا بوجه الرياح

 

سيرجع قاتلكم اجردا

أشيخَ الفضيلة أنتَ الرجاءُ

 

إذا حاديَ الركبُ فينا حَدا

وفيٌ لذكرى الإمام الشهيد

 

تُغيضُ بها الخصمَ والحُسّدا

فأنتَ المُسدّدُ في خطوهِ

 

على منهج الصدرِ قَد أنجَدا

عِراقُكَ هذا عراقُ الحسين

 

أرى كُلّ باغٍ عليهِ اعتدى

(فَجرِّدْ حُسامَكَ من غمدهِ

 

فَليسَ لهُ بَعدُ أن يُغمدا)

حُسامٌ به العِلمُ شَقَّ الظلامُ

 

وما جَمَعَ الجَهلُ أو بَدّدا

تجذّر فيكَ الوفاءُ الأصيل

 

وفاضَ على راحتيكَ الندى

فيا حامِلَ الجُرحَ في صدره

 

ويا مُبحراً في بحارِ الصَدا

تأملْ هوَ الجرحُ في رحمهِ

 

ولادةُ شعبٍ وفجرٍ بدا

على كُلِّ أرض نرى ثورةً

 

يمِدُّ لها (الصدرُ) منهُ اليدا

يُرتِّلُ قُرآنَهُ خاشعاً

 

فتصغى لهُ النفسُ أنّى شَدا

يفيضُ سلاماً وحُباً كما

 

على حبِّهِ الناسَ قد عَوّدا

سلامٌ عليه على روحهِ

 

فمنها علينا يفيضُ الهُدى

بذكراهُ يُختمُ هذا النشيد

 

فقد كانَ من قبلُ فيهِ إبتدا

 



([1]) أبيات من قصيدة رقيقة نظمها فضيلة الأديب السيد عبد الأمير جمال الدين في ذكرى استشهاد السيد محمد باقر الصدر (قدس الله سره) وأنشدها في مجلس سماحة الشيخ اليعقوبي (دام ظله).