نشيدٌ في حضرة الشهيد الصدر
(نشيدٌ في حضرة الشهيد الصدر) ([1])
فداءً لعينيك عَيني فِدا |
|
فَعيناكَ شمسٌ تُضيءُ المَدى |
وذكراكَ أُنشودةُ الثائرين |
|
لَها في ضَميرِ الليالي صَدى |
يُغنّيكَ قلبي وَبَعضُ الغِناء |
|
يُعَدُّ بُكاءً إذا أُنشِدا |
يغنيك و الحزن في اضلعي |
|
يرجم فوق شفاهي الردى |
وماذا انا غير قلب جريح |
|
على شفتيه استحم الندا |
سمعتك تهتف في الخافقين |
|
هتافا له الكون قد رددا |
أنا (باقرُ الصدرِ) رَمزُ الفداءِ |
|
بهِ كُلُّ حُرٍ سَما واقتدى |
أنا الصدرُ صَدرُ العراق الجريح |
|
وصدرُ الحُسين ذبيحِ المُدّى |
أنا ثورةُ الدين ضدَّ الطغاة |
|
رَفَعتُ لِواها برغم العِدا |
نعم انت يا سيدي ثورة |
|
تضمنت الشمس و الفرقدا |
وانت الامام الولي الشهيد |
|
نحن لشخصك نحن الفدا |
فانت الذي ضم في قلبه |
|
عذاب الجموع وما استنجدا |
وكُنتَ الحسين بيوم الطفوف |
|
تُعيدُ له مَشهداً مَشهدا |
فللهِ درّكَ من ثائِرٍ |
|
بهِ دربُنا للعلاءِ إبْتَدا |
ولله درَّكَ من مُبصرٍ |
|
يَرى الفجرَ من قبلُ أن يولدا |
تُضحّي بنفسكَ كيما تصيرَ |
|
لمن ضلَّ عن دربهِ مُرشدا |
تلملم جرحا ولم تكترث |
|
اذا هاج ذا البحر او ازبدا |
نرى الشمس في ناظريك اعتلت |
|
وفجرا على وجنتيك اهتدى |
ونلمع في مقلتيك النقاء |
|
ونبصر فوق يديك الهدى |
له ولنا موعد بالصباح |
|
فها نحن نستقبل الموعدا |
تساميتَ يا صدرَ دينِ الإله |
|
وقُدّسَ سِرُّكَ أنّى بدا |
بيومكَ حكمُ الطغاةِ إمّحى |
|
وهدّامُ زالَ وما خُلّدا |
وانت المخلد طول الزمان |
|
حسين الفداء به جددا |
فيا صرخة الحق كوني ردى |
|
ويا دولة الظلم صيري سدى |
ستبقى الملايين يا سيدي |
|
تراكَ لثورتها سيدا |
تراك (أبا جعفرٍ) مشعلاً |
|
يضلُّ مضيئاً ولن يُخمدا |
سلوني ااذكر كيف التقينا |
|
وكيف ابتدا الحب رغم العدا ؟؟ |
وهل كان حبي له صدفة |
|
وهل ان لي معه موعدا ؟؟ |
وكيف رضيت بان ارتمي |
|
واغفو على الفجر كي اسعدا ؟ |
واحيا كسنبلة في الخريف |
|
واجعل من دمعتي موردا |
هي الدرب عاقرة و الضفاف |
|
توكأت في ظلها مجهدا |
فما اجهد السير واني معنى |
|
وما ابعد الدرب ما ابعدا |
ويا ايها الروض روض الجنان |
|
ستبقى ترش علينا الندى |
وتبقى تعانق احلامنا |
|
اتهمس في كل اذن ندا |
افيقوا افيقوا فهذا السراب |
|
محالا ترون به منجدا |
اذا لم تهبوا بوجه الرياح |
|
سيرجع قاتلكم اجردا |
أشيخَ الفضيلة أنتَ الرجاءُ |
|
إذا حاديَ الركبُ فينا حَدا |
وفيٌ لذكرى الإمام الشهيد |
|
تُغيضُ بها الخصمَ والحُسّدا |
فأنتَ المُسدّدُ في خطوهِ |
|
على منهج الصدرِ قَد أنجَدا |
عِراقُكَ هذا عراقُ الحسين |
|
أرى كُلّ باغٍ عليهِ اعتدى |
(فَجرِّدْ حُسامَكَ من غمدهِ |
|
فَليسَ لهُ بَعدُ أن يُغمدا) |
حُسامٌ به العِلمُ شَقَّ الظلامُ |
|
وما جَمَعَ الجَهلُ أو بَدّدا |
تجذّر فيكَ الوفاءُ الأصيل |
|
وفاضَ على راحتيكَ الندى |
فيا حامِلَ الجُرحَ في صدره |
|
ويا مُبحراً في بحارِ الصَدا |
تأملْ هوَ الجرحُ في رحمهِ |
|
ولادةُ شعبٍ وفجرٍ بدا |
على كُلِّ أرض نرى ثورةً |
|
يمِدُّ لها (الصدرُ) منهُ اليدا |
يُرتِّلُ قُرآنَهُ خاشعاً |
|
فتصغى لهُ النفسُ أنّى شَدا |
يفيضُ سلاماً وحُباً كما |
|
على حبِّهِ الناسَ قد عَوّدا |
سلامٌ عليه على روحهِ |
|
فمنها علينا يفيضُ الهُدى |
بذكراهُ يُختمُ هذا النشيد |
|
فقد كانَ من قبلُ فيهِ إبتدا |
([1]) أبيات من قصيدة رقيقة نظمها فضيلة الأديب السيد عبد الأمير جمال الدين في ذكرى استشهاد السيد محمد باقر الصدر (قدس الله سره) وأنشدها في مجلس سماحة الشيخ اليعقوبي (دام ظله).