البنية التحتية للانسان

| |عدد القراءات : 5101
البنية التحتية للانسان
  • Post on Facebook
  • Share on WhatsApp
  • Share on Telegram
  • Twitter
  • Tumblr
  • Share on Pinterest
  • Share on Instagram
  • pdf
  • نسخة للطباعة
  • save

البنية التحتية للانسان

حذر سماحة الشيخ اليعقوبي من التركيز على الأمور الظاهرية والقشرية التي قد يخدع بها بعض الخريجين الجدد ـ باعتبارهم الشريحة المستهدفة بالكلام ـ لأنها لا تلبث أن تزول وتبقى تبعاتها بقوله : (انتم مقبلون على حياة جديدة وقد تعرض عليكم فرص للعمل كما فتحت لغيركم فعليكم بالوعي والثبات لكي لا تزل أقدامكم كما زلت أقدام غيركم ممن كان لهم التاريخ الجهادي والفكري وأعِدم من أُعِدم منهم واعُتِقل من أعُتقل وكانوا أتباعاً لمرجعيات رسالية استشهدت في سبيل الله .. فغرتهم الدنيا بزينتها وزبرجها وسقطوا في وحل الخطيئة  .. وظلموا شعبهم ... وهو نفس ما حصل لأصحاب رسول الله صلى الله عليه واله بعدما انفتحت الدنيا عليهم بعد الفتوحات الإسلامية فكفّر بعضهم بعضاً واستحل بعضهم دم البعض الأخر، لذا أنا هنا أؤكد على عدم نسيان النعم والألطاف الكبيرة التي أولانا إياها الله تعالى عندما تعرض الفرص علينا .. وان نضع نصب أعيننا مراعاة الثوابت والمبادئ قبل الانسياق وراء هذه الفرص).

جاء ذلك لدى إلقاء سماحته كلمة في عدد طلبة المراحل المنتهية في كليتي الهندسة والعلوم بجامعة البصرة والذين اجتمعوا في بناية الفرع الثاني لجامعة الصدر الدينية في النجف الاشرف ..

وقال سماحته: (إن علينا أن ننطلق  في تفكيرنا وطموحنا وأمالنا من وحي الآية الشريفة في سورة الجمعة {هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولاً مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ} ( الآية 2ـ 4) ومنها نفهم، إن المحور الأساسي الذي تدور عليه حياتنا هو هذه الكلمات .. وهذه النعم .. أي (التزكية والتعلم) بمثابة البنى التحتية والأصول والمبادئ الأساسية التي ينبغي أن تأتي بالدرجة الأولى في تفكيرنا ومنها ينطلق طموحنا لبناء الحياة وأعمار الأرض.

كما حث سماحة المرجع،الطلبة الجامعيين على السعي لإيجاد فرص للعمل والإبداع وفتحِ أبوابٍ أخرى يستطيعون من خلالها صناعة مستقبل بلدهم ومستقبلهم الشخصي، وعدم الاتكال على (فرص التعيين) التي قد توفرها الحكومة، لأنها مهما كانت، فأنها لا تكفي لاستيعاب كل الخريجين .. وقد لا يتيسر ذلك لأيةِ دولةٍ أخرى .

وأضاف سماحته : (إن قلقكم ـ الظاهر من الكلمة التي ألقاها ممثلكم ـ تجاه مستقبلكم .. قلق مشروع .. ولا يؤاخذ عليه الإنسان )فمن حقه أن توفَّر له المتطلبات الأساسية للحياة والعيش الكريم الذي يناسب شأنه ووضعه الاجتماعي، ليستطيع بعد ذلك ان يُبدع وان يتفانى في خدمة بلده وشعبه مصحوباً بإخلاص لله تبارك وتعالى ولرسوله الكريم صلى الله عليه واله وسلم والأئمة الطاهرين عليهم السلام كما جاء في الحديث الشريف (إن النفس إن أحرزت رزقها اطمأنت).

لا فتاً إلى أهمية الاتجاه في التفكير إلى القطاع الخاص، بقوله: (لقد كان الأئمة عليهم السلام يشجعون ما يسمى اليوم بالقطاع الخاص، فقد ورد في أحاديثهم (عليهم السلام)  ما مضمونه : (إن تسعة أعشار الرزق في التجارة) .. التجارة نموذج من القطاع الخاص لذا عليكم أن تفكروا جدياً بهذا الموضوع  .. وليكمِّل بعضكم بعضاً في اتجاهات العمل أن شاء الله تعالى .

هذا وقد تبنى مجموعة من طلبة جامعة الصدر الدينية إقامة حفل هادف للتخرج لعددٍ من طلبة المراحل المنتهية لطلبة كليتي الهندسة والعلوم في جامعة البصرة ـ  قبل لقائهم بسماحة المرجع دام ظله ـ وهذه الفقرة من ضمن برنامج رسالي نوعي، أُعِد لهم تضمن مجموعة من النشاطات توزعت بين النجف الاشرف وكربلاء المقدسة وزيارة العتبات المقدسة فيهما .