فروع جامعة الصدر الدينية الأهداف والاستحقاقات

| |عدد القراءات : 2949
  • Post on Facebook
  • Share on WhatsApp
  • Share on Telegram
  • Twitter
  • Tumblr
  • Share on Pinterest
  • Share on Instagram
  • pdf
  • نسخة للطباعة
  • save

فروع جامعة الصدر الدينية الأهداف والاستحقاقات

 

(جامعة الصدر الدينية) مشروع طموح ولد استجابة للشعور بالحاجة الى تطوير مناهج وأداء وتنظيم الحوزة العلمية الشريفة والى معالجة عدة نقاط ضعف في الجوانب الادارية والمالية والعلمية والاخلاقية والفكرية والاجتماعية وقد اشرنا بشيء من التفصيل الى ذلك في كتاب (المعالم المستقبلية للحوزة الشريفة) الذي يمثل الصورة النظرية للمشكلة وعلاجها وكتاب (جامعة الصدر الدينية: الهوية والانجازات) الذي يمثل التطبيق لتلك الافكار. وزادت الحاجة الى هذا المشروع بعد أن أعلن الغرب صراعه الحضاري ضد الاسلام. ولا ينهض بهذه المواجهة الواسعة الشاملة المفتوحة على كل الجبهات إلا مشروع متكامل يشخص ببصيرة هذه الجبهات والثغرات وينشئ بأزائها المؤسسات التي تتكفل بإدارة الصراع.

 

وتمثل جامعة الصدر القلب الذي يدير هذا المشروع ويمدّه بالحركة والدماء المتدفقة فجميع أذرع المشروع الاسلامي من حزب الفضيلة الاسلامي الذي يمثل الواجهة السياسية ورابطة بنات المصطفى التي تمثل تنظيم العمل الاجتماعي للنساء وجامعة الزهراء التي تتكفل بنشر الحوزات العلمية للنساء الى سائر المؤسسات الأخرى تستند في عملها وتستمد وجودها ورصيدها الجماهيري من (جماعة الفضلاء) وهذه تزود بالعناصر القادرة على حمل الرسالة من مصنع الفضلاء الرئيسي وهي جامعة الصدر الدينية.

 

          وقد بقي هذا المشروع حبيس النجف الاشرف مهد العلم والولاية حتى زوال الصنم حيث اتيحت الفرصة لتمدد الجامعة المباركة ونشر فروعها في المحافظات حيثما توفرت مقومات نجاح المشروع وديمومة عمله حتى بلغت اليوم ثمانية عشر فرعاً تضم حوالي (1500) طالب وتوجد طلبات عديدة بعد سنتين من البدء بتأسيس الفروع لفتح فروع من مدن اخرى داخل العراق وخارجه نلبّيها عند توفر المقدرة بلطف الله تبارك وتعالى.

 

ان دواعي انشاء هذه الفروع عديدة ويتولد من كل منها استحقاق على مديري الفروع ان يقوموا به

 

الاول: توفير الفرصة لأكبر عدد من ابناء الاسلام ليتفقهوا في الدين ولينذروا قومهم اذا رجعوا اليهم لعلهم يحذرون تطبيقاً للآية الشريفة إذ لا يتسنى لكثير من الراغبين في تحصيل العلوم الدينية القدوم والمكث في النجف الاشرف والمستفاد من الآية الشريفة ان يتصدى واحد من كل الف لدراسة العلوم الدينية هذا بلحاظ حاجة المجتمع نفسه اما اذا نظرنا الى الحاجة الاضافية الناتجة من مسؤولية الحوزة العلمية في النجف الاشرف عن نشر المبلغين والهداة الى الله تبارك وتعالى في سائر ارجاء العالم لما للنجف من خصوصيات في قلوب الناس.

 

الثاني: تخفيف العبءعن النجف الاشرف فإنها غير قادرة على استيعاب كل القادمين اليها خصوصاً اذا تحسنت الاوضاع في العراق وحينئذٍ سيزداد إقبال الراغبين من مختلف الدول للمجيء الى النجف الاشرف فلا داعي الى تحميل الحوزة النجفية دروس المقدمات والسطوح الاولية كما ان كثيراً من الذين ينهُون هذه المراحل الاولية يكتفون بها وينطلقون الى مدنهم للتوجيه والارشاد وامامة الجماعة والجمعة وحينئذٍ يمكن تأمين ذلك لهم في محافظاتهم وتبقى النجف للراغبين في مواصلة الدروس العالية.

 

الثالث: ان الحوزة العلمية حيثما تحل وتبسط وجودها فإن الهداية تنتشر معها ويتّسع الالتزام الديني ويتحرك العمل الاسلامي ويكفي مجرد وجودها وإن لم تتحدث بمشروعها وحينما يحدث انفصال بين المجتمع والحوزة العلمية تحصل حالة استرخاء وابتعاد عن الاجواء الدينية وحينئذٍ  يجب علينا نشر الحوزات العلمية في كل مكان لتأمين منطلقات للعمل الاسلامي المبارك.

 

وتترتب على هذه الدواعي استحقاقات

 

1- مراعاة التوزيع الجغرافي في قبول الطلبة بحيث يكون التنوع مستوعباً لمركز المحافظة والاقضية والنواحي والارياف والعشائر المحيطة بها ويتحقق ذلك بالاعلام الواسع عن فتح باب القبول وحثّ القرآن الكريم والاحاديث الشريفة على تحصيل العلوم الدينية للترغيب في الانضمام وتوفير مستلزمات النقل والخدمات الاخرى.

 

2- أن يتصف الطلبة بالشروط المطلوبة للقبول من حيث المستوى العلمي والفكري والاخلاقي.

 

3- اكتشاف قابليات الطلبة وتوجهاتهم ورغباتهم فالمتفوق علمياً يرسل الى النجف الاشرف لمواصلة الدروس العالية والذي له قدرة على الكتابة والتأليف تُنمى فيه هذه القابلية والمؤهل للوعظ والارشاد وارتقاء المنبر الحسيني او امامة الجمعة والجماعة توفّر له هذه الفرصة ليستفاد منه وهكذا. وعلى مدير الفرع ان يضع الآليات لتفجير الطاقات واكتشافها كتكليف الطلبة بكتابة بحث عن موضوع معين للتعرف على قدراتهم على التأليف كما ان نتائج الامتحانات كفيلة بإبراز الطاقات العلمية الجيدة وهكذا.

 

4- وضع خطة لاستيعاب الخريجين من فروع الجامعة وتوزيعهم بحسب المسؤوليات المناسبة لهم والتي اشرنا اليها في النقطة السابقة اذ لا يعقل ان تصرف هذه الجهود والاموال علىالفروع ثم تذوب وتضمحل بعد تخرجهم.

 

5- ان يعي الطلبة في الفروع هذه الاهداف لأني ألمس في الكثير من المنتمين اليها شعوراً بأن هدف وجودهم هو نفع نفسه بالتفقه في الدين وهو هدف جيد في ذاته إلا أنه غير كافٍ ولا نرضى بالوقوف عليه وإنما عليه أن يعي ان الجامعة تريد منه أن ينفع المجتمع بالكلمة الطيبة والموعظة الحسنة والعمل الصالح من اجل الامة وان يعي موقع جامعة الصدر من المشروع الاسلامي الحضاري الذي اشرنا اليه وقد قلنا في كلمة سابقة ان وعي المشروع من العوامل التي تحفز العاملين الرساليين وتستثير فيهم الهمة والحماس.

 

6- اهتمام الفروع بالنشاط الثقافي والاجتماعي من خلال اصدار النشرات والبيانات وعقد الندوات واستضافة الشخصيات والمشاركة في الفعاليات الفكرية والاجتماعية والدينية.

 

          ان فروع الجامعة حالياً تتمكن بإمكانياتها المتوفرة  من الوصول بالطالب الى نهاية المرحلة الثالثة ويمكن لها عند توفر القدرات المؤهلة ان تستمر حتى اكمال السطوح العالية واقتصار الدراسة في النجف الاشرف على البحث الخارج.

 

 

 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 

(*) من حديث سماحة الشيخ مع مدراء فروع جامعة الصدر الدينية في النجف الاشرف والمحافظات يوم 28/ج1/1426