الرسالة الاستفتائية / الجزء الثاني الحلقة الثانية
بسم الله الرحمن الرحيم
الرسالة الاستفتائية / الجزء الثاني
الحلقة الثانية
ولاية الأب لا تبرر حرمان المرأة من حقوقها
س: 1
بسم الله الرحمن الرحيم
نحن نعلم أن الحجاب والاحتشام والتستر وعدم الاختلاط واجب شرعاً ولكن بعض الآباء يتخذون ذلك وسيلة فيقيدون المرأة قيوداً تضر بحياتها وتجعلها تعيش العزلة والتخلف والجهل فيمنعونها مثلاً من دخول المدارس وممارسة حياتها بشكل طبيعي ولا يخفى ما في هذا من حذر كبير يلقي بظلاله على المجتمع بكامله وقد يبررون هذا بأن الله تعالى قد جعل لهم الولاية على ذلك فهل هذا صحيح؟
بسمه تعالى
ان الآيات الكريمة والأحاديث الشريفة تساوي بين الرجل والمرأة في الحقوق والواجبات، فطلب العلم النافع الموصل إلى الله تبارك وتعالى واجب على كليهما وإذا وُجد كلام ففي الآليات التي تناسب عفاف المرأة وحجابها ووضعها الاجتماعي.
وولاية الأب لم تُشرّع لقسر المرأة وإكراهها بل لمراعاة مصالحها كما في الزواج حيث اعطيت للأب الولاية في مشاركة بنته في اختيار الزوج الكفؤ الصالح القادر على اسعادها، والسر في ذلك أن أباها أخبر منها بأحوال الرجال وطبائعهم النفسية فيمكن أن يُغرِّر بالمرأة اذا تصرفت في أمرها بعيداً عن مشاورة أبيها.
وولاية الأب مشروطة بما فيه مصلحة البنت، فلو أضرّ بها كما لو رفض زوجاً صالحاً كفؤاً سقطت ولايته. فأوصيكم جميعاً بالصبر والوعي والتصرف بحكمة وشفافية وإنصاف. وأن لا يفسد أحدكم من حيث يريد أن يصلح فيكون ممن تشملهم الآية (أَفَحَسِبَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَن يَتَّخِذُوا عِبَادِي مِن دُونِي أَوْلِيَاء إِنَّا أَعْتَدْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ نُزُلاً * قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالاً) الكهف 103 – 104.
* * *
حرمة مراجعة المشعوذين والدجالين لمعالجة الحالات النفسية
س: 2
ابتليت زوجتي بمرض لا أعرف ماذا أسميه نفسي أو عضوي أو كلاهما علماً أني أجريت كل الفحوصات وكل الأطباء يقولون حالة نفسية فهي ترى أشياء عجيبة من أحلام مرعبة وتتنبأ بأمور تجري علينا مستقبلاً وهي لا تدري من يخبرها بذلك أما أذا بقيت وحدها في المنزل فأنها تسمع أصوات وأن هنالك من يغلق عليها الباب أو يؤذيها بالأصوات والصفير وأحياناً أخرى يحاولون إيذائها بطرق أخرى وراجعنا الكثير الكثير من السادة ومن يرون أنهم روحانيون لكن دون جدوى علماً أننا لم نرزق بأطفال لحد الآن أشيرو علينا بما ترونه مناسباً لهذه المعضلة أدامكم الله للمسلمين ذخراً.
بسمه تعالى
إنها تعاني من حالة نفسية فعلاً تؤثر على أعضائها، وهي ناشئة من سيطرة الأوهام عليها وتمكينها من نفسها، والحل في تقوية إرادتها وعدم الاستسلام لتلك الأوهام والاستعاذة بالله منها.
وحاول اصطحابها في سفرات ترفيهية والأفضل إلى خارج العراق كزيارة مشهد الإمام الرضا (عليه السلام) أو العقيلة زينب وهوِّن عليها الأمر بأن ليس عليها الا قطع سلسلة الأفكار والأوهام إذا طرأت عليها، ولتشغل نفسها بأعمالها البيتية أو الاستماع الى محاضرات أو برامج مفيدة أو اللقاء بمن تحب، ولتتجنب الانعزال والخلوة، واسعوا بجدّ لتحقيق الإنجاب باذن الله تعالى وأعنها على ذلك كله، وإياك ومراجعة الدجالين والمشعوذين، والله المستعان وهو الشافي.
* * *
التخطيط المروري وتحميل المسؤولية في حوادث السيارات
س: 3
حصل حادث تصادم سيارتين الأولى فيها أربعة أشخاص والثانية فيها فقط السائق أدى الحادث إلى وفاة كل من في السيارتين فكيف تكون الدية علماً أن المخطط المروري يقول بتقصير السائقين 50% وهذا المخطط ليس صحيحاً مائة بالمائة.
بسمه تعالى
التخطيط المروري بحدّ ذاته ليس حجة، إلا أن يحصل منه الاطمئنان ولو بمساعدة بعض القرائن و الملابسات.
فاذا حُددَّت نسبة التقصير تحمّل المقصر جزءاً من ديات الآخرين (الذين في سيارته والسيارة الأخرى) بنسبة التقصير.
وتوزّع الدية على ورثة الميت، ومَن كان بالغاً فله أن يتنازل عن حصته، أما القاصرون فلا يجوز اقتطاع شيء من حصتهم، وعلى وليِّهم حفظها.
* * *
حكم عمليات التجميل
س: 4
ما هي الأسس والقواعد الشرعية لعمليات التجميل؟ وما هي ضوابطها؟
بسمه تعالى:
عمليات التجميل المعروفة اليوم لها أكثر من شكل، وبحسب ذلك يكون الحكم الشرعي.
(فمنها): لإصلاح تشوه في الوجه أو الجسم يوجب حرجا اجتماعياً و إهانة من الجهلة وهنا يكون من الراجح إجراء العملية دفعاً لذلك الحرج والتحقير.
(ومنها) ما يكون لمعالجة جرح أو موضع للقيح ونحوه –أجاركم الله تعالى- وهنا يكون العلاج واجباً لوجوب حفظ البدن من الضرر.
(ومنها): ما يكون لمتابعة (الموضة) والانجرار وراء هوس التقليعات التي يبدعها شياطين الإنس، كالذي نراه في عمليات الوشم والتلوين، وهذا أمر سفهي وغير عقلائي ومناف للشريعة في إطارها العام، وقد اطلعت على بعض تلك العمليات وهي تتضمن غرز الابر في الوجه والبدن مما يتقزز منه وتنفر النفوس ولا أعلم ما الذي يدعوهم إليها الا أن شياطين الإنس والجن يزيّنونها لهم ويوحون إليهم زخرف القول غرورا. فإنا لله وإنا إليه راجعون.
* * *
بطاقات اليانصيب
س: 5
ما حكم شراء أوراق اليانصيب التي يذهب ريعها أو بعض ريعها إلى الجمعيات والمؤسسات الخيرية؟
ودمتم
بسمه تعالى
ينوي بالاشتراك فيها المساهمة في دعم تلك الجمعيات بالمبلغ الذي يدفعه فإذا أجروا هم القرعة وفاز يجوز له أخذ مبلغ الجائز.
أما إذا نوى باشتراء بطاقة اليانصيب الفوز بالجائز فلا يجوز له ذلك.
* * *
أعذار واهية للمتقاعسين عن حضور صلاة الجمعة
س: 6
نرى بعض الأخوة لا يحضرون لأداء صلاة الجمعة للأعذار الآتية:
1- إن صلاة الجمعة خارج المسافة الشرعية
2- عدم وجود الخطيب الكفؤ.
3- الإمكانية المادية.
مع العلم أن هؤلاء يرجعون إليكم في المستحدثات الشرعية فنرجو بيان هذا الأمر جزاكم الله خير جزاء المحسنين؟
بسمه تعالى
1- ورد في الروايات المعتبرة أن من كان على مسافة فرسخين (11 كيلومتراً) من موضع إقامة صلاة الجمعة سقط عنه وجوب الحضور فيها، وعلى هذا إجماع الفقهاء (قدّس الله أرواحهم)، لكن من المظنون ان هذا الحكم هو بلحاظ صغر مساحة المدن والقرى يومئذٍ بحيث يلزم من المساحة المذكورة وجود المكلف في مدينة أو قرية أخرى ومن المتوقع إقامة جمعة ثانية فيها: لذا فالحكم لا يشمل من كان يبعد بهذه المسافة عن صلاة الجمعة المقامة داخل نفس الميدنة كبغداد والبصرة، وهذا الظن يقتضي الاحتياط بالحضور، خصوصاً مع الالتفات إلى عظمة هذه الشعيرة المقدسة واهتمام الشارع المقدس بها، وما أعدَّ الله تعالى من الكرامة والثواب لمن سعى إليها، إضافة إلى ما فيها من عزّة ونصرة.
2- هذا ليس عذراً لأن المقدار المجزي من الخطبة وهولا يتجاوز السطرين متحقق فيها.
3- لا أعتقد أن تكلفة الحضور مما يعسر على المكلف توفيرها قياساً مع مصاريف حياته الأخرى فيمكنه التنازل عن بعض مصاريفه غير الضرورية لتوفير أجر نقله، أو تبرع المؤمنين بأجور النقل (وتعاونوا على البر والتقوى، ولا تعاونوا على الإثم والعدوان) لينال الجميع أجر هذه الفريضة المباركة.
أسأل الله تعالى أن يوفق المؤمنين إلى ما يحب ويرضى ويزِّينَ لهم الطاعة ويكّره إليهم المعصية.
* * *
الدروس الخصوصية لطلبة المدارس
س: 7
لقد دأب بعض المدرسين المتخصصين في الدروس العلمية الطبيعية والرياضيات واللغة الانكليزية بإعطاء الدروس الخصوصية وبأسعار فاحشة جداً تنم عن استغلال حاجة الطلاب للتعلم نتيجة قصور الدرس الذي يقدمه ذلك المدرس لطلابه في المدرس.
أفتونا بحلية أو حرمة الدروس الخصوصية..
بسمه تعالى
لا يجوز لإخواني وأخواتي من التدريسيين أن يقصّروا في أداء وظيفتهم في المدارس ليدفعوا الطلبة إلى الانضمام إلى الدروس الخصوصية التي ينظّمونها، لكننا نعترف بأن تباين مستويات الطلبة في الصف الواحد في المدرسة يجعل من المفيد تنظيم دروس خصوصية تعين الطالب على تدارك ما فاته من فهم الدروس وعلى المدرّسين حينئذٍ أن يعملوا ضمن هذا الإطار الإنساني وأن لا يصدر منهم ما يحبط أعمالهم كالمبالغ الفاحشة التي يأخذونها كأجور للتدريس خصوصاً مع الوضع المعاشي المتعب لأكثرية الشعب العراقي وقد ذكرنا تفاصيل أخرى حول هذا الموضوع في كتاب (فقه طلبة الجامعات) و (زيارة مدرسة) ونحوها.
* * *
س:8
في ذمتي مبلغ من الخمس وكلما أردت تسديده استجدت لي حاجة تمنعني من ذلك فبماذا تنصحونني؟
بسمه تعالى
اعلم ان حاجتنا في الحياة الدنيا لا تنتهي ورغباتنا كثيرة ولو تركنا العنان لذلك لما استطعنا اداء حق ولا القيام بواجب، لذا علينا اغتنام الفرص فانها تمر مر السحاب وعليك بالمبادرة الى دفع الحق الذي بذمتك واعلم ان الله عز وجل يخلفه عليك باحسن منه فانه من أيقن بالخلف جاد بالعطية كما قال الحديث الشريف.
* * *
أطوار المراثي الحسينية
س: 9
يؤدي بعض (الرواديد) سدّدهم الله تعالى القصائد في المواليد وبعض المناسبات الدينية والاجتماعية بالحان فيها خفّة وطرب وتعرض بعض الفضائيات جملة منها، فما هو حكم الشرع فيها؟
بسمه تعالى
ان الغناء محرّم مهما أُلبس من عناوين، وملاك الحرمة فيه كيفيته اللهوية المشابهة لما يقوم به الفسقة في مجالسهم من ألحان وطرق سواء صاحبتها آلات موسيقية أم لا.
فمتى ما تحققت هذه الكيفيات – التي يحكم العرف عليها أنها مشابهة لألحان أهل الفسق- تحققت الحرمة سواء كان الإنشاد لمراثي حسينية أو موشحات دينية أو مواليد وغيرها.
فنهيب بإخواننا المؤمنين أن لا يضيّعوا حقهم بباطلهم وان يلتفتوا إلى ما يصدر منهم ولا يتحوّلوا إلى ألعوبة بيد الشيطان، فان لمدح أهل البيت (عليهم السلام) ورثائهم من الفضل والمقام المحمود ما لا يمكن تضييعه من أجل حفنة من المال أو إرضاء شخص أو جهة فالحق أحق أن يتبع.