الاستعداد لإحياء ذكرى استشهاد الصديقة الزهراء
بسم الله الرحمن الرحيم
الاستعداد لإحياء ذكرى استشهاد الصديقة الزهراء[1]
يفصلنا أسبوعان أو ثلاثة عن ذكرى استشهاد الصديقة الطاهرة فاطمة الزهراء في ( 13-15) جمادى الأولى على رواية (75 يوماً) وهي المشهورة لدى عامة الناس وبعدها بعشرين يوماً تحل ذكرى استشهادها يوم (3) جمادى الثانية على رواية (95) وهي المعتمدة لدى المحققين والتي أحياها المؤمنون في العام الماضي عند مرقد أمير المؤمنين.
لقد وصف الله تبارك وتعالى يوم بدر بأنه يوم الفرقان لأنه الفيصل بين الحق والباطل على صعيد التنزيل وكان يوم فاطمة الزهراء يوم الفرقان على صعيد التأويل حيث أوضحت معالم الجماعتين ونحن نروي أن رسول الله (صلى الله عليه واله) قال لعلي (أنا قاتلت على التنزيل وستقاتل أنت على التأويل) لان الحق على مستوى التنزيل أصبح واضحاً على يد رسول الله (صلى الله عليه واله) وإنما دخلت الشبهة والتضليل والانحراف على مستوى التأويل أي داخل هذا الحق, قال تعالى (فَمَا اخْتَلَفُوا إِلَّا مِن بَعْدِ مَا جَاءهُمْ الْعِلْمُ بَغْياً بَيْنَهُمْ) الجاثية17.
ولترسيخ هذا الحق في حياة الأمة لابد من الاهتمام بقضية فاطمة الزهراء وإحياء شعائرها بالمقدار الذي ييسره الله تبارك وتعالى.
لقد كانت المناسبة التي أحياها المؤمنون في العام الماضي في النجف الاشرف ناجحة بكل المقاييس ولكن هذا لا يكفي لتثبيت هذه الشعيرة المقدسة في أذهان الأمة لطول الغفلة عنها ولعدم الشعور بأهميتها حتى تتحول إلى مصاف الشعائر الكبرى لشيعة أهل البيت فلابد من بذل أقصى الجهود لتحقيق هذه النتائج بإذن الله تعالى ولتثبيت هذه ألسُنة الشريفة وينال المؤسسون لها فضيلة الحديث الشريف (من سنَ سنة حسنة كان له أجرها واجر من عمل بها إلى يوم القيامة).
ولأجل إعطاء زخم للمناسبة وإيجاد فرصة لأبناء المحافظات لإحيائها في مدنهم والاستعداد للذكرى الأخيرة فنحن ندعوهم إلى استغلال مناسبة الاستشهاد القريبة (13-15 جمادى الأولى) لإقامة الشعائر في مدنهم بشتى أنواع الفعاليات وليتذكر أحبتي المؤمنون إن المناسبة هي ذكرى استشهاد ومصيبة وعزاء فليكثروا من مظاهرها وليشارك الشعراء بقصائدهم وأهازيجهم والمواكب بطرقهم العزائية المعروفة فقد رأيت أكثر المشاركين في العام الماضي وكأنهم في مسيرة أو مظاهرة لهدف سياسي ونحوه والأمر مختلف خصوصاً في ذكرى استشهاد الصديقة الطاهرة المظلومة صرخة الحق المدَوية فاطمة الزهراء (سلام الله عليها).
[1] من حديث سماحة الشيخ مع هيئة الفرقان في مدينة الصدر ببغداد يوم الخميس 22/ربيع الثاني/1428