الرسالة الجوابية للدكتور الموسوي رئيس جامعة بغداد لسماحة الشيخ اليعقوبي

استقبل المرجع الديني سماحة آية الله العظمى الشيخ محمد اليعقوبي (دامت تأييداته) وفداً ضم العشرات من طلبة كلية الهندسة في جامعة بابل وألقى فيهم كلمة ابتدأها بقراءة سريعة في حياة الإمام الحسين(ع) وأثار جوانب مشرقة من حياته لتتأسى بها الأمة ثم تطرق إلى بعض الشكاوى التي عرضها رئيس جامعة  بغداد في رسالته إلى سماحة الشيخ من بعض تصرفات الطلبة وأوصاهم بحفظ  حقوق الأستاذ وإحاطته بالاحترام والتبجيل الكاملين وأن يكونوا أسوة حسنة في  سلوكهم ثم بيّن لهم تكاليفهم في هذه المرحلة كنخبة مثقفة وفعالة في حياة الأمة وتحضى باحترام الآخرين وفي نهاية اللقاء أجاب سماحته عن بعض أسئلتهم.

وفيما يلي رسالة رئيس جامعة بغداد الجوابية التي أرسلها لسماحة الشيخ  اليعقوبي (دامت تأييداته):

حضرة سماحة آية الله العظمى محمد اليعقوبي (أعزه الله ) السلام عليكم ورحمة الله وبركاته...

إنني اغتنم فرصة مفاتحتكم لنا لأعرض لكم جانباً من معاناتنا نحن في الجامعات طالما وددت أن أتصل بكم لأعلمكم فيه كونه من اختصاصكم والمراجع الدينية العليا وكنت أتمنى أن تضيفه على النقاط العشرة الواردة في رسالتكم.

    حيث نعاني كثيراً من تصرفات الطلبة وعدم انضباطهم بدعوى انتمائهم إلى المرجعيات المختلفة، فهم يتظاهرون ويعتصمون ويضربون ويجبرون الطلبة والجامعة على عدم انتظام الدوام ويهددون ويتوعدون ويطالبون مطالب تقرأ في سطورها أنهم هم الذين يعينون رئيس القسم والعميد ورئيس الجامعة ويمنون لو أنهم هم الذين يضعون أسئلة الامتحانات وهم يصححون الأجوبة ويضعون السعي السنوي وبالتالي يحققون نجاحاً لا تقل نسبته عن 100% ودور الجامعة عندئذ ينحصر في إعلان النتائج وتقديم التهاني.

وقبل أيام اقتحم الطلبة مباني عدد من الكليات في قاطع الجادرية وكسّروا أقفالها وافترشوا القاعات الدراسية وحولوها إلى أقسام داخلية  في الوقت الذي وفرنا لهم أقسام داخلية في الأبنية المخصصة لذلك بدعوى أن المكان في الجادرية أكثر أمنا، فخلقوا لنا مشكلة نقص القاعات الدراسية والتي هي أصلاً هي مشكلة قائمة منذ سنوات.

وقد وصل ضغط الطلبة حداً معززاً بالتهديدات المختلفة للأساتذة والقيادات الإدارية والتي اطلع عليها مرفقة بإطلاقات المسدسات.

وطالماً أغلق الطلبة الأبواب الرئيسية لمنع باقي الطلبة من الدوام بدعوى أن لديهم تعليمات من الشيخ اليعقوبي أو المراجع الأخرى للتظاهر والاعتصام.

هذا هو الوضع الذي ننشهده إلى طلبتنا والمستوى العلمي؟

ماذا نقول للعالم الخارجي عن مستوى الجامعات العراقية.

وإنني حقيقة انتظر الساعة الرحمانية التي أتخلى فيها عن موقعي لكي لا  أكون مسؤولاً عما يجري أيها الشيخ الجليل إني وبوصفي مسلم مكلف أشعر بأن عليكم مسؤولية جمة بتوحيد الطلبة وردعهم عن تصرفاتهم الظالمة وهم أتباعكم ويأتمرون بأمركم وإن توجيهكم لهم يساعد كثيراً على معالجة الموقف قبل أن ينفلت تماماً ( إذا لم يكن قد انفلت الآن) فإن الجامعات ستصبح قوية إذا وقفتم بجانبها  وقفة جدية وحقيقية (وليس إلاعلامية فقط) في تقويم سلوك الطلبة وتحملهم المسؤولية  الشرعية عن تصرفاتهم وتدخلاتهم في شؤون الجامعات والكليات والأقسام .

أ. د. موسى جواد عزيز الموسوي

رئيس جامعة بغداد

  16/10/2004