رسالة تعزية
بسم الله الرحمن الرحيم
(الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّـا إِلَيْهِ رَاجِعونَ(156) أُولَـئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَـئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ) البقرة (156-157 )
رسالة تعزية
حضرات ذوي فقيدنا المغفور له المرحوم الحاج حسين اليعقوبي حشره الله مع أوليائه الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يعزُّ عليَّ أن لا أكون بينكم في هذه المناسبة الأليمة لأشاطركم العزاء بفقد والدكم الكريم ، ولئن غاب عنّا بشخصه فأن مآثره حاضرة، ولقد كان ( رحمه الله تعالى ) من القلائل الذين نأنس بالحديث معه عندما كان يزورنا أو نلتقيه ليالي الجمع في كربلاء عند حضرة سيد الشهداء ( عليه السلام ) وربما بتنا معه في داره القريبة من الحرم الشريف . كان حديثاً ملؤه الإيمان وذكر الله تبارك وتعالى والعمل الرسالي لإعلاء كلمة الله تبارك وتعالى والموعظة وإحياء القلوب وذكر مناقب أهل البيت ومصائبهم ( سلام الله عليهم )، وكنتُ أُكبِرُ فيه جوانب الخير هذه في ذاته الكريمة التي عزّ المتصفون بها ( العمل الرسالي الحركي، السلوك والمعرفة، الولاء لأهل البيت سلام الله عليهم ) وكنت أبتدأه بالأسئلة لأستثير فيه كوامن هذا الخير فنأنس سوية بهذا الحديث، وكان ( رحمه الله تعالى ) _ خصوصا في سنيِّه الأخيرة _ يحّب كتب السلوك والمعرفة ويحب الحديث عن أهل السلوك الصالح _وبعضهم في السماوة_ وعن رجال الحركة الإسلامية _كالمرحوم الشهيد الشيخ مهدي السماوي ( رحمه الله تعالى ) _ وكانت دموعه تسيل وقلبه يرِقّ أثناء الحديث .
لقد سار ( رحمه الله تعالى ) في طريق ذات الشوكة منذ شبابه فلا غرابة في أن يتعرض لألوان الاضطهاد والظلم والترهيب وفراق الأحبة، ورغم ذلك فقد كان صبورا راضيا بقضاء الله تعالى وهذا ديدن الصالحين وسيماؤهم فرضي الله تعالى عنه وأرضاه.
إن عزائنا بفقد المرحوم والدكم أنه خلّف أولادا مؤمنين وأثرا طيبا فأصبح من الذين لم ينقطع عملهم بالموت . ولئن حالت المقادير بيني وبين الحضور لمواساتكم فقد صليت له صلاة ليلة الوحشة ودعوت الله تبارك وتعالى له عسى أن يجمعنا وإياه وجميع المؤمنين في مستقر رحمته وفي جوار أحب خلقه إليه محمد وآله الطيبين الطاهرين .
محمد اليعقوبي
النجف الأشرف
24/ صفر / 1430
20/ 2/ 2009