استفتاءات حول الحضور في صلاة الجمعة
بسم الله الرحمن الرحيم
استفتاءات حول الحضور في صلاة الجمعة
سماحة المرجع الديني آية الله العظمى الشيخ محمد اليعقوبي ( دام ظله )
نرجو منكم الإجابة على هذا السؤال :
مع ازدياد حر الصيف وبعد صلاة الجمعة نرى بعض الإخوة لا يحضرون لأداء صلاة الجمعة للأعذار الآتية :
1- إن صلاة الجمعة خارج المسافة الشرعية.
2- عدم وجود الخطيب الكفؤ.
3- الإمكانية المادية.
مع العلم أن هؤلاء يرجعون إليكم في المستحدثات الشرعية، فنرجو بيان هذا الأمر جزاكم الله خير جزاء المحسنين ؟
بسمه تعالى
1- ورد في الروايات المعتبرة إن من كان على مسافة فرسخين ( 11 كيلو متر) من موضع إقامة صلاة الجمعة سقط عنه وجوب الحضور فيها، وعلى هذا اجماع الفقهاء ( قدّس الله أرواحهم )، لكننا لدى مراجعتنا للروايات وجدنا أن هذا الحكم هو بلحاظ صغر مساحة المدن والقرى يومئذٍ بحيث يلزم من المسافة المذكورة وجود المكلف في مدينة أو قرية أخرى ومن المتوّقع إقامة جمعة ثانية فيها، لذا فالحكم لا يشمل من كان بعيدا بهذا المقدار لكنه داخل مدينة واحدة، لذا فإننا لا نعتبر وجود المكلف على هذه المسافة من محل إقامة الصلاة مسوغاً لعدم الحضور إذا كان في نفس المدينة لسعتها كبغداد مثلاً، خصوصا مع الالتفات إلى عظمة هذه الشعيرة المقدسة واهتمام الشارع المقدس بها، وما أعد الله تعالى من الكرامة والثواب لمن سعى إليها، إضافة إلى ما فيها من عزّة ونصرة للمشروع الإلهي العظيم.
2- هذا ليس عذراً لأن المقدار المجزي من الخطبة وهو لا يتجاوز السطرين متحقق فيها .
3- لا أعتقد أن تكلفة الحضور مما يعسر على المكلف توفيرها قياسا مع مصاريف حياته الأخرى فيمكنه التنازل عن بعض مصاريفه غير الضرورية لتوفير أجر نقله، أو تبرع المؤمنين بأجور النقل (وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ) لينال الجميع أجر هذه الفريضة المباركة.
أسأل الله تعالى أن يوفقَّ المؤمنين إلى ما يحب ويرضى ويزيّن لهم الطاعة ويكرِّهَ إليهم المعصية
محمد اليعقوبي
1/ربيع الأول/1430هــ