ثقافة رسالية في رحاب الزيارة الجامعة

| |عدد القراءات : 2278
  • Post on Facebook
  • Share on WhatsApp
  • Share on Telegram
  • Twitter
  • Tumblr
  • Share on Pinterest
  • Share on Instagram
  • pdf
  • نسخة للطباعة
  • save

ثقافة رسالية

 

في رحاب الزيارة الجامعة/ تأليف السيد علي الحسيني الصدر

  تقتضي مهمة الحوار الفكري مع الآخر البدء معه من كلمة سواء متفق عليها للوصول الى حل النزاع في المسائل المختلف عليها وفق المقاييس المقنعة في الحوار، وهي مهمة تتطلب تبسيط الطرح الفكري وتأجيل الخصوصيات المعمقة التي لا يستطيع المخاطب تقبلها منذ أول وهلة وإلاّ أدى الامر إلى حرق أوراق الحوار من البداية، وهذا التبسيط الذي يشعر بضرورته من مارس مهمة نشر العقائد الدينية قد ينعكس في وجدان الدعاة إلى الحق سلباً بحيث يميلون تدريجياً الى تبسيط فهمهم العقائدي، وهي نتيجة مؤسفة تؤدي إلى وقوف التصاعد المعرفي لهم كما حصل لبعض المثقفين والكتاب الذين نلمس انعكاس ضحالة الآخرين على منظومتهم الفكرية مع شديد الأسف.

 ولشفقة المرجعية الرشيدة على أبنائها الرساليين من هذا المنزلق الخفي تركز بين الحين والآخر على ضرورة تعميق معرفتهم بالشريعة وترسيخها بالفهم العقائدي الرصين والعمل الواعي الصالح ليكون ذلك العمق الفكري رصيداً يتزودون به من معين الدين الذي لا ينضب وكلمات الله التي لا تنفد، ولأن الميدان العقائدي نفسه قد يصبح سجالاً لحوار مع أطروحات عقائدية منحرفة يوازي خطرها الأطروحات المادية الضَحِلة فلا بد إذن من اختيار مصادر للمعرفة العقائدية نقية ومتينة ومتوفرة، وإن من أفضل تلك المصادر الزيارة الجامعة الكبيرة بسندها الصحيح عن الامام الهادي (عليه السلام) ولغتها الجلية وعباراتها الجميلة.

 

وقد توفر اليوم شرح جزيل لها بقلم السيد علي الحسيني الصدر (أعزه الله) في كتابه (في رحاب الزيارة الجامعة) وهو يجمع بين البساطة والاستيفاء جمع فيه- بالاضافة إلى شرح عبارات الزيارة- الاحاديث ذات الموضوعات المشابهة والمعاني القريبة مما يسمح بتدعيم الفكرة وبيان المقصود جزاه الله خير جزاء لمحسنين.

 

وعهد الاخوة الرساليين بالزيارة الجامعة ليس ببعيد إذ يتذكر من واكب العمل الاجتماعي مع سماحة الشيخ (دام ظله) توصياته بقراءة الزيارة المباركة أيام كانت الأجواء ملبدة بالفتن والقلق على المصير يساور الأذهان التي تبحث عن قبس يخط لها كلمات التفاؤل والثقة بالنفس، وها نحن نجدد العهد بها اليوم وكلنا أمل وحسن ظن بأن تعيها الأذن الواعية.